وزعت أوكرانيا مسودة قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة تعلن بطلان الاستفتاء الذي أجرى في منطقة القرم في الأونة الأخيرة لضم المنطقة لروسيا، وهي وثيقة تكرر نصًا استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لإبطاله في مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من الشهر الجاري، فيما تعد بولندا نفسها لموجات لجوء من أوكرانيا. ويرفض النص الجديد الاستفتاء بوصفه «ليس له شرعية ولا يمكن أن يشكل أساسًا لأي تغيير لوضع جمهورية القرم أو مدينة سيفاستوبول»، وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة: إن أوكرانيا وزعت المسودة على أعضاء الجمعية العامة في مطلع الأسبوع. وقال دبلوماسيون غربيون لرويترز: إنه إذا وافقت الجمعية على مشروع القرار فإنه سيكون غير ملزم، ولكنه سيبعث برسالة سياسية قوية عن افتقار روسيا للدعم القوي بشأن قضية القرم إذا حصلت أوكرانيا على أغلبية قوية لصالح القرار. ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة لمناقشة الأزمة الأوكرانية غدًا الخميس، حيث من المتوقع أن يجرى التصويت على مشروع القرار. وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة: إن الهدف من مشروع القرار هو عزل موسكو بشكل أكبر مع تحذير الولاياتالمتحدة وأوروبا من احتمال فرض عقوبات اقتصادية على روسيا. قال دبلوماسيون غربيون لرويترز: إنه إذا وافقت الجمعية على مشروع القرار فإنه سيكون غير ملزم، ولكنه سيبعث برسالة سياسية قوية عن افتقار روسيا للدعم القوي بشأن قضية القرم إذا حصلت أوكرانيا على أغلبية قوية لصالح القرار. ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة لمناقشة الأزمة الأوكرانية غدًا الخميس، حيث من المتوقع ان يجرى التصويت على مشروع القرار محادثات روسية أوكرانية وعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني أندريه ديشتشيتسيا محادثات لأول مرة منذ الأزمة الدبلوماسية التي أثارها دخول روسيا إلى شبه جزيرة القرم. وأكد لافروف أن روسيا ليست قلقة من استبعادها من مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى «جي8». وكانت الدول السبع الأخرى في المجموعة قد اتفقت فيما بينها على إلغاء قمة كان من المقرر عقدها في روسيا. وجاء لقاء لافروف مع ديشتشيتسيا على هامش قمة الأمن النووي المنعقدة في مدينة لاهاي بهولندا. وفي تصريحاته لمؤتمر صحفي قال لافروف: إن بلاده «تعرض رؤيتها لبناء حوار وطني جيد، آخذة في الاعتبار جميع أفراد الشعب الأوكراني». وأضاف لافروف أنه لا يرى وقوع تأثير كبير على بلاده إذا ما جرى استبعادها من مجموعة الثمانية لضمها شبه جزيرة القرم تحت سيطرتها. وتابع لافروف قائلًا: «إذا ما كان أصدقاؤنا من الدول الغربية يعتقدون أن هذا التشكيل قد دام طويلًا، فلا بأس من خروجنا إذن، فعلى الأقل، نحن لا نحاول التمسك به». فيما اتفق بقية الدول الأعضاء في المجموعة، والذين عقدوا اجتماعات أيضًا على هامش القمة النووية، على إلغاء القمة التالية للمجموعة والتي كان من المقرر عقدها في روسيا، كما طالب العديد من الأعضاء في القمة بتجميد عضوية روسيا فيها. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين قوله: إن روسيا مهتمة بمواصلة الاتصال بالدول الأعضاء في مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى على كل المستويات. ونقل عن بيسكوف قوله ردًا على سؤال عن الاتصال بمجموعة الثماني: «الجانب الروسي ما زال مستعدًا لمواصلة هذه الاتصالات على كل المستويات، بما في ذلك على أعلى مستوى. نحن مهتمون بهذا الاتصال». انتقادات المانية من جهته وجه وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير انتقادات حادة للتصرف الروسي في النزاع الأوكراني. وقال دي ميزير في مدينة فرانكفورت على نهر الأودر: «لا يمكننا أن ندع الرئيس الروسي يفلت بما حدث». وفي الوقت نفسه أكد دي ميزير أن هناك اعتمادًا على روسيا فيما يتعلق بالقضية السورية. وفي إشارة إلى الإجراءات التي اتخذت في شبه جزيرة القرم، قال دي ميزير: «لست متأكدًا حقًا مما سينجم عن ذلك». وذكر دي ميزير أن أوكرانيا صارت بلدًا منقسمًا بشدة، مضيفًا إن بولندا تعد نفسها حاليًا لموجات لجوء من أوكرانيا، وهو أمر مثير للقلق على حد تعبيره، وقال: «هذا الأمر قريب منا بشدة». من جانبه قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي أمس: إن الكرملين يعتقد أن عدم رغبة الدول الاعضاء في مجموعة الثماني في مواصلة التعاون مع روسيا بشأن جدول أعمال المجموعة يأتي بنتائج عكسية. وقال بيسكوف في تصريحات لوكالة ايتار تاس: «فيما يتعلق بالاتصالات مع دول مجموعة الثماني، فإننا مستعدون لها ومهتمون بها، ولكن عدم رغبة الدول الأخرى في مواصلة الحوار يأتي من وجهة نظرنا بنتائج عكسية بالنسبة لنا ولشركائنا"». استقالة وعلى وقع الأزمة استقال سيرغي كونيستين أحد ممثلي الرئيس الانتقالي الاوكراني من مهامه اعتراضًا على تقاعس السلطات في كييف في مواجهة أزمة ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وقال كونيستين النائب عن حزب «اودار» بقيادة الملاكم السابق فيتالي كليتشكو: «أشعر بالعار لهذه المسألة برمتها»، لدى اعلان استقالته الاثنين اثناء برنامج تلفزيوني للقناة الاولى الاوكرانية. وتابع كونيستين، الجندي السابق في افغانستان: إن «قرار سحب قواتنا من القرم لم يوقع سوى (الاثنين). ولكن غدًا لن يكون هناك أي أحد نسحبه من هناك، يتعرض جنودنا يوميًا للاعتقال، فيما نحن نكتفي بعقد الاجتماعات والحوارات». وأشار إلى أنه قدم اقتراحات عدة للحكومة، حتى قبل استفتاء القرم حول الانضمام الى روسيا، وذلك للحفاظ على القرم كجزء من أوكرانيا. ومن بين الاقتراحات تبني قرار حول اللغة الروسية وإنشاء منطقة اقتصادية خاصة. وقال: «أشعر بالعار لمشاركتي في ذلك دون أن أكون قادرًا على فعل أي شيء». ووافق البرلمان الأوكراني أمس على استقالة وزير الدفاع ايغور تينيوخ بسبب طريقة ادارته ازمة القرم إثر إلحاق شبه الجزيرة الاوكرانية بروسيا وعين ميخائيلو كوفال مكانه. وبعدما رفض البرلمان الاستقالة في بادئ الامر بسبب عدم الحصول على الاصوات الكافية، عاد وصوت عليها 228 نائبًا في المجلس من أصل 450 خلال جلسة صاخبة. ثم وافق 251 نائبًا على تعيين كوفال الضابط الكبير الذي كان متمركزًا في القرم واعتقل لفترة وجيزة في مطلع مارس من قبل قوات موالية للروس.