نفذ مسلحون من حركة «طالبان» هجوماً انتحارياً على مكتب للجنة الانتخابات الأفغانية في منطقة دارلمان غرب العاصمة كابول، ما أدى إلى مقتل شرطيين اثنين وخمسة مهاجمين خلال اشتباكات استمرت أكثر من 4 ساعات. جاء ذلك قبل نحو أسبوعين من تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نيسان (أبريل) المقبل، والتي توعدت «طالبان» بحملة من العنف لعرقلتها، بعدما دعت مقاتليها إلى مهاجمة موظفي مراكز الاقتراع والناخبين وقوات الأمن. وقال الناطق باسم شرطة كابول، حشمت استنكزاي: «بدأ الهجوم بتفجير انتحاري نفسه عند مدخل مكتب اللجنة، ثم دخل عدد من المهاجمين المبنى» الذي يقع قرب منزل أشرف غاني، أحد أبرز المرشحين لخلافة الرئيس حميد كارزاي، والذي اشتبك حراس منزله مع المهاجمين على رغم عدم وجوده فيه إذ كان يشارك في حملة انتخابية بولاية باكيتا (شرق). تزامن ذلك مع مهاجمة ثلاثة مقاتلين فرع بنك كابول في ولاية كونار (شرق)، وقتلوا ثلاثة حراس أمن وجرحوا اثنين من موظفي البنك. والخميس الماضي، اقتحم مسلحون من الحركة فندق «سيرينا» الفخم في كابول، وقتلوا تسعة مدنيين بينهم صحافي وزوجته واثنان من أولاده الثلاثة، ما شكل نكسة لحال التأهب الأمني العالي في العاصمة الأفغانية قبل الانتخابات، فيما اتهمت الحكومة الأفغانية أمس الاستخبارات الباكستانية مباشرة ب «الضلوع في تحضير» الهجوم. وأكد مجلس الأمن القومي الذي يرأسه كارزاي أن ديبلوماسياً باكستانياً شوهد وهو يلتقط صوراً لممرات في فندق سيرينا قبل الهجوم الذي شنه أربعة مسلحين، فيما رفضت الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم إسلام الاتهامات الأفغانية، وقالت: «من المقلق جداً محاولة توريط باكستان بهذا العمل الإرهابي». وشابت الانتخابات الأفغانية السابقة عام 2009 أعمال عنف شنتها «طالبان». وفي حال تكرر الأمر سيثير ذلك شكوكاً حول تأكيدات المانحين الدوليين بأن التدخل المكلف في أفغانستان نجح في خلق دولة فاعلة. وستنسحب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) من أفغانستان نهاية السنة الحالية، بعد 13 سنة من إطاحتها نظام «طالبان» بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وتوترت العلاقات بين كارزاي وواشنطن بسبب قرار الرئيس الأفغاني عدم التوقيع على اتفاق يتعلق بإبقاء قوة أميركية صغيرة في بلاده بعد نهاية 2014 لتنفيذ مهمات لمكافحة الإرهاب وتدريب القوات الأفغانية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع مقتل 16 من مسلحي «طالبان» في عمليات مشتركة نفذتها قوات أفغانية وأجنبية خلال الساعات ال 24 الأخيرة ولايات ننغرهار وزابول ووارداك ولوغار وغزني وباكتيكا وهلمند وكونار ولقمان وفرياب وغوزان وبلخ وقندهار وهيرات. في بريطانيا، دعت لجنة برلمانية وزارة الدفاع إلى إظهار شفافية في شأن استخدام طائرات بلا طيار في عمليات عسكرية بأفغانستان. وأورد تقرير أعدته اللجنة البرلمانية: «أقرت وزارة الدفاع بمقتل مدنيين في غارة واحدة فقط نفذتها طائرات بلا طيار، لكنها تحتاج إلى توضيح إذا كان استخدام بريطانيا هذه الطائرات يقتصر على أفغانستان، ولا يشمل باكستان أو دول أخرى». وشدد التقرير على «أهمية أن اقتصار استخدام بريطانيا للطائرات بلا طيار على أفغانستان، وخضوعه دائماً لقواعد الاشتباك الخاصة بقواتها». وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن الطائرات من دون طيّار المسلّحة «تُستخدم فقط في العمليات العسكرية في أفغانستان، ويشغلها طيارون بريطانيون». وكانت تقارير صحفية كشفت إنفاق بريطانيا 4 بلايين جنيه استرليني لبناء أسطول جوي ضارب يضم 657 طائرة بلا طيار تزود غالبيتها بصواريخ «هليفاير» وقنابل موجهة بأشعة الليزر زنة كل منها نحو 226 كيلوغراماً.