حفلت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الخامسة والعشرين في الكويت أمس بنقاط الاتفاق والاختلاف، وتضمنت كلمات القادة والمسؤولين الإشارة إلى كثير منها، بينما شدد رئيس المؤتمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على «مواجهة وحل الخلافات التي اتسع نطاقها في أمتنا العربية وباتت تعصف بوجودنا». ومثّل الملفان السوري والمصري ربما أكثر هذه التقاطعات في المواقف. ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته إلى «الوقوف على الأسباب الحقيقية للخلافات العربية - العربية والتعامل معها بشفافية ووضع حلول ناجعة لها من أجل تحقيق التضامن العربي». وأظهرت الكلمات والخطب اتفاقاً عاماً على ضرورة إنهاء «الكارثة» في سورية كما سمّاها كثير من القادة مع اختلاف على بعض التفاصيل ومنها قضية شغل مقعد سورية، إذ أصرت دول عربية - طبقاً لمصادر - على إبقائه شاغراً الأمر الذي استغربه ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مؤكداً تضامن المملكة الكامل مع الشعب السوري بل طالب «بتغيير ميزان القوى» في سورية لغير مصلحة النظام. (راجع ص 5) وفي حين أكدت كلمات بعض القادة على محاربة الإرهاب، فإن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد رفض «أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة، أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسياً». وقال: «لا يليق أن يتهم كل من يفشل في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولاً عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده»، في رد غير مباشر على اتهام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لقطر والسعودية بدعم الإرهاب في العراق. ومع اتفاق القادة عموماً على دعم القضية الفلسطينية، ركّزت كلمة قطر على دعم صمود غزة وفتح المعابر لسكان القطاع، مؤكداً التزام الدوحة بمبلغ ربع بليون دولار دعماً لغزة. أما مصر فتناولها عدد من القادة بالاهتمام، وتقدم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بالتهنئة «للأشقاء في جمهورية مصر العربية على ما تحقق من خطوات مهمة في تنفيذ خريطة الطريق»، في حين رأى الأمير سلمان بن عبدالعزيز القمة «فرصة للتعبير عن تأييدنا للخطوات الجارية التي اتخذتها الدول العربية الشقيقة في تحقيق الاستقرار والأمن»، في إشارة إلى مصر التي قدم التهنئة لها ل «نتيجة الاستفتاء على الدستور». وقال أمير الكويت في كلمته الافتتاحية إن قمة الكويت تنعقد «في ظل استمرار الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها العالم ومنطقتنا وما تمثّله من تزايد في التحديات والمخاطر التي نواجهها مما يفرض علينا مسؤوليات جساماً». ودعا إلى «البحث في الأسس التي ينطلق منها عملنا العربي المشترك وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل». الشيخ صباح: الخلافات تعصف بنا وقال الشيخ صباح: «دعوني أتحدث إليكم بصراحة حول أمر محزن يحتاج منا إلى وقفة صادقة وجهد مخلص لإنهائه ألا وهو الخلافات التي اتسع نطاقها في أمتنا العربية وباتت تعصف بوجودنا وقيمنا وآمالنا وتطلعاتنا انشغلنا معها على حساب تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات». وطالب ب «نبذ هذه الخلافات والسعي الجاد لوحدة الصف»، خصوصاً أن «مساحة الاتفاق بيننا أكبر من مساحة الاختلاف». وتطرق الشيخ صباح إلى «ظاهرة الإرهاب التي تصاعدت مؤخراً تحت ذرائع وشعارات مختلفة دينية وعقائدية». وتابع: «إننا مطالبون بمضاعفة جهودنا والانضمام إلى ركب الجهود الدولية الرامية لوأد هذه الظاهرة الخطيرة مهما كان شكلها أو هدفها أو مصدرها». وتناول «الكارثة الإنسانية في سورية التي دخلت عامها الرابع حاصدة عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء من الأشقاء مدمرة كافة مظاهر الحياة مهجرة ما يقارب نصف تعداد سكان سورية»، مشيراً إلى التقرير الأخير لمنظمة «يونيسف» بأن هذه الكارثة «تسببت في ضياع جيل كامل إذ أن خمسة ملايين وخمسمئة ألف طفل سوري يعيشون في مهب الريح وأن ثلاثة ملايين طفل هجروا مدارسهم وأن معدل الضحايا من الأطفال هو الأعلى بين أي نزاع في وقتنا الحاضر». وفي شأن القضية الفلسطينية، دان أمير دولة الكويت «العقلية الإسرائيلية الرافضة للسلام والمقوضة لكافة الجهود التي تبذل لإنجاح مسيرته تقف عائقاً أمام تحقيق أهداف هذه المسيرة التي نتطلع إليها وذلك عبر إصرارها على بناء المستوطنات والانتهاكات المتطرفة الهادفة إلى السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير معالمه». وجدد الدعوة إلى «الأصدقاء في إيران إلى مواصلة تنفيذ التعهدات الواردة في الاتفاق المبدئي (النووي) ... وذلك لتبديد القلق لدى دول المنطقة». وهنأ «الأشقاء في اليمن على ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من توافق وطني يعد خطوة ضرورية في هذه المرحلة الدقيقة ستسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار». وفي تأكيد لموقف الكويت المساند للأوضاع السياسية القائمة في مصر، تقدّم الأمير بالتهنئة «للأشقاء في جمهورية مصر العربية على ما تحقق من خطوات مهمة في تنفيذ خريطة الطريق بما يحقق الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد العزيز ليعود لممارسة دوره الرائد تجاه قضايا أمتنا العربية». كذلك هنأ «الأشقاء في لبنان على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة والتي تأتي استحقاقاً مهماً في هذه الظروف الدقيقة لتتمكن من ممارسة مهامها في كل ما من شأنه استقرار لبنان وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق». وهنأ الأشقاء في تونس على إقرار الدستور الجديد «ليرسم مرحلة جديدة تجسّد حرص الأشقاء على تحقيق الاستقرار والتمسك بالديموقراطية والانطلاق في العمل على ازدهار بلدهم». ثم ألقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلمته فتحدث عن ظروف رئاسة قطر للقمة السابقة والتي «جاءت في ظروف دقيقة وتعقيدات إقليمية ودولية بالغة الحساسية، الأمر الذي حدا بنا أن نقوم بتنفيذ القرارات الصادرة عن قمة الدوحة بحرص ودأب شديدين (...) فتم إنجاز بعض القرارات، وقطعنا شوطاً مقدّراً في بعضها الآخر، ولم يتحقق المرادُ في تطبيق بعض القرارات بسبب معوّقات خاصة بكل حالة». لكنه أضاف: «تبقى القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي أهم التحديات التي تواجهنا كأمة. فقضية الشعب الفلسطيني هي قضية مصير ووجود لنا كعرب. ولن يتحقق الاستقرار والأمن في المنطقة إلا بتسوية عادلة تستند إلى مقرّرات الشرعية الدولية والعربية». ودان «سياسة الاستيطان وتهويد القدس والاعتداءات الخطيرة على حرمة المسجد الأقصى المبارك مما جعل عملية السلام بأسرها موضع شك لدى الشعوب العربية». أمير قطر: يجب فتح المعابر أمام غزة وأكد الشيخ تميم اهتمام قطر الخاص بأوضاع غزة، وقال إنه «لم يكن استمرار الحصار الخانق الذي يعانيه قطاع غزة وما يتسبب به من معاناة أمراً مقبولاً في يوم من الأيام، ولا مبرّراً سياسياً وأخلاقياً». وتابع: «يتعيّن علينا نحن العرب جميعاً أن نعمل على إنهاء هذا الحصار الجائر، غير المبرّر، وغير المفهوم فوراً، وفتح المعابر أمام سكان غزة لتمكينهم من ممارسة حياتهم أسوة ببقية البشر». وسأل: «بأي حق يسجن أكثر من مليون إنسان، ويُحوَّل مكانُ سكنهم إلى معسكر اعتقال طوال ثمانية أعوام؟». كذلك شدد على «تنفيذ ما قطعناه على أنفسنا من تعهّدات بتقديم المساعدات المالية وغيرها لرفع أو تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى اقتراح قطر إنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره بليون دولار ساهمت فيه قطر بربع هذا المبلغ «إلا أن القرار لم يُنَفَّذ»، مما «يدعوني للإعلان أمامكم عن التزام قطر بالمبلغ الذي تبرّعت به لتأسيس صندوق قطري لدعم القدس وسوف نعمل على التنسيق مع الرئيس الفلسطيني الأخ محمود عباس في هذا الشأن». ودعا القيادات الفلسطينية إلى إنهاء حالة الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية العليا بتشكيل حكومة ائتلاف وطني انتقالية تقوم بإنجاز المهمات الدستورية والتنفيذية لاستعادة الوحدة الوطنية وفقاً لاتفاق القاهرة في أيار (مايو) 2011. وفي الشأن السوري شدد الشيخ تميم على حجم الكارثة والمعاناة الإنسانية، ورأى أن نظام الرئيس بشار الأسد دخل المفاوضات السياسية «رغماً عنه وفقط لتمرير الوقت» ويستمر في حصد أرواح السوريين ودك مدنهم وقراهم. وأشار إلى أن المفاوضات انتهت بالفشل و «ادعاءات النظام أنه موافق على الحل السياسي ما هي إلا تمويه مكشوف لا يتظاهر بتصديقه سوى من لا يريد أن يفعل شيئاً إزاء فداحة الجريمة». وشدد على انه «لا يمكن أن تقضي الأسلحة الكيماوية وفوهات البنادق على تطلعات الشعب للحرية. إنها تطيل أمد المعاناة فقط، وهي ترفع الثمن الذي تدفعه سورية كلها. لقد أصبحت معاناة أطفال سورية وصمة عار في جبين المجتمع الدولي. وعلينا اتخاذ الخطوات بناء على قرارات الجامعة العربية والمرجعيات الدولية لإنهاء هذه الأزمة». وعن الربيع العربي أكد الأمير دعم قطر «لآمال الشعوب العربية بمستقبل أفضل تستحقّه، وجددت ثقتها بذاتها وبشبابها. وإذا تعثر البعض في الوصول إلى الاستقرار بسبب انسداد الأفق السياسي، فإننا على ثقة بأنهم سيتجاوزون المخاض الصعب الذي يمرون به، كما فعل أشقاء آخرون عبر الحوار بين مختلف القوى الاجتماعية والسياسية». وحول العلاقة الشائكة حالياً مع القاهرة أكد الشيخ تميم «علاقة الإخوة التي تجمعنا بمصر الشقيقة الكبرى التي نتمنى لها الأمن والاستقرار السياسي وكل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها الذي ضرب أمثلةً مشهودةً في التعبير عن تطلعاته». لكنه تمنى «أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار السياسي المجتمعي الشامل»، في تحفظ غير مباشر عن الوضع السياسي الحالي هناك. وفي انتقاد واضح لسياسات حكومة المالكي تجاه الوحدة الوطنية، قال الشيخ تميم إنه «آن الأوان أن يخرج العراق الشقيق من دوامة الشقاق والعنف. ولا يتحقق ذلك بإقصاء قطاعات اجتماعية أصيلة كاملة أو اتهامها بالإرهاب إذا طالبت بالمساواة والمشاركة». وتابع: «نحن هنا جميعاً ندين الإرهاب. ولا خلاف في هذا الموضوع. وللإرهاب مفهوم محدد. إنه استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية». وأضاف: «لا يجوز أيها الإخوة أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة، أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسياً. فشأن ذلك أن يعمّم الإرهاب بدل أن يعزله. كما لا يليق أن يتهم كل من يفشل في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولاً عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده»، في نقد واضح لاتهامات رئيس الحكومة العراقيةلقطر والسعودية بدعم الإرهاب في العراق. وأنهى أمير قطر كلمته بالإعلان عن نقل رئاسة القمة من قطر إلى الكويت. ثم ألقى رئيس الوفد السعودي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة خص الشأن السوري بقسم كبير منها، واعتبر أن الخروج من المأزق السوري «يتطلب تغيير ميزان القوى على الأرض». واستغرب حرمان المعارضة من مقعد سورية في القمة، ودعا إلى إعطاء وفد الائتلاف الوطني والمعارضة السورية هذا المقعد «لإرسال رسالة قوية للمجتمع الدولي ليغير أسلوبه وتعامله مع الأزمة السورية». (راجع كلمة الأمير سلمان في ص 5) الجربا: السلاح والسفارات ودعا رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا في كلمته أمام المؤتمر إلى دعم الشعب السوري لحماية كيان سورية وشعبها، وطالب بالضغط على المجتمع الدولي لتسليح قوى المعارضة وتكثيف الدعم الإنساني في الداخل والخارج والاهتمام بأوضاع اللاجئين السوريين بخاصة في الأردنولبنانوالعراق ومصر إضافة إلى تركيا. وطالب الحكومات العربية بأن «تسلّم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني» لأن «النظام السوري فقد شرعيته ولم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية». وشدد على أن الائتلاف «حريص على وحدة السوريين وسلامتهم بما في ذلك المقيمون منهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام، كذلك فإن «الائتلاف» وقوات «الجيش الحر» في المعركة ضد النظام وقواته يحرصان على احترام السوريين في تلك المناطق والحفاظ على ممتلكاتهم في كل الظروف». ولوحظ أن وزير المال اللبناني علي حسن خليل انسحب من القاعة أثناء إلقاء أحمد الجربا كلمته، وكتب في حسابه في «تويتر»: «انسحبت أثناء إلقاء الجربا كلمته انسجاماً مع قناعاتي والتزاماتي». وبعد انتهاء جدول أعمال الجلسة الافتتاحية حضرت الوفود وليمة غداء أقامها أمير الكويت على شرفهم ثم عادت إلى جلسة خلف أبواب مغلقة. وستعقد القمة جلستها الختامية صباح اليوم يتلوها «إعلان الكويت» وفيه البيان الختامي للقمة. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيعقدان مؤتمراً صحافياً حول ما تم خلال القمة العربية ال 25. الجلسة المسائية ومساء استأنف القادة ورؤساء الوفود العرب أعمال القمة حيث تم إلقاء الكلمات وفقاً لأسبقية طلب الكلمة، بالإضافة إلى اعتماد مشروع جدول الأعمال. وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كلمته ضرورة تفعيل منظومة التعاون والعمل العربي المشترك باعتبار ذلك «السبيل الأنجع لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في العيش بأمن وسلام وبناء مستقبل أفضل لها». وقال إن المنطقة العربية «تعاني من تحديات وأخطار ناجمة عن عدم التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع في المنطقة، إلى جانب تفاقم الأزمة في سورية». وجدد التأكيد أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقابلة للحياة استناداً إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية هي الأساس لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وفي ما يتعلق بالشأن السوري، ذكر العاهل الأردني كما نقلت كلمته وكالة الأنباء الكويتية أن استمرار الأزمة في سورية وانتشار المجموعات المتطرفة فيها «ينذر بنتائج كارثية على المنطقة والعالم ما يتطلب إيجاد حل سياسي انتقالي شامل وسريع لهذه الأزمة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتلبية طموحاتهم بالتوافق مع جميع الأطراف بما يحفظ وحدة أراضي سورية واستقلالها السياسي وإطلاق إصلاحات داخلية تضمن التعددية والديموقراطية وتؤدي إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم». وأكد الملك عبدالله الثاني التزام بلاده «مبدأ الوسطية والاعتدال والتصدي بكل حزم لجميع أشكال الفرز الديني والعرقي والمذهبي ومظاهر التطرف والإرهاب»، مشيراً إلى أن المنطقة «أصبحت بيئة خصبة لانتشار التطرف والإرهاب». وتعهد الرئيس اللبناني ميشال سليمان في كلمته أمام القمة بالعمل على إنجاز الانتخابات الرئاسية بمواعيدها التزاماً بالدستور والديموقراطية. وأكد أن لبنان حاول «تحييد نفسه عن التداعيات السلبية» للأزمة السورية، على رغم أنه معني بما يحصل فيها. وشدد على انه «لا يمكن للعرب أن يكونوا أقل حرصاً على دعم لبنان من مجموعة دعم لبنان وأدعوهم بإلحاح لدعم لبنان من خلال الانخراط لضمان تنفيذ خلاصات المجموعة ولا سيما تشجيع الأطراف على التزام تحييد لبنان كما أقره إعلان بعبدا وضبط الأوضاع على الحدود». وقال الرئيس المصري الموقت عدلي منصور في كلمته: «إننا نأمل ممن يقف على الجانب الخطأ من التاريخ أن يراجع نفسه لينضوي الجميع تحت مظلة التآخي العربي»، مشيراً إلى أن الشعب المصري «لن ينسى مؤازرته في تطلعاته»، مؤكداً «أن ثورة 30 يونيو حالت دون اختطاف الوطن وسط ظروف بالغة التعقيد»، في إشارة إلى عزل الجيش للرئيس محمد مرسي العام الماضي. وأكد منصور أن الحكم المصري الجديد «اقترب من إنجاز خريطة الطريق»، وهو ما سيعني «استكمال بناء مؤسسات الدولة». وشدد على ضرورة «عدم التدخل في الشؤون الداخلية ودعم الخيارات الداخلية لكل دولة وعدم الانجرار للتدخل بحثاً عن نفوذ أو دور، والذي لن يؤدي إلا إلى شق الصف العربي». واعتبر أن الخروج من مأساة سورية يكون من خلال «الحل السياسي». وقال الرئيس محمود عباس في كلمته أمام القمة: «نريد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود 67»، مؤكداً رفضه «مناقشة الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية». وقال إن «حل قضية اللاجئين يتم وفق القرار الدولي الرقم 194»، لافتاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض مرجعية القرارات الدولية وتواصل الاستيطان وتسعى إلى تكريس الاحتلال.