تختتم اليوم القمة العربية ال25 في الكويت أعمالها ويشمل جدول أعمال اليوم الثاني والأخير للقمة جلسة عمل ثانية مغلقة لاعتماد مشاريع القرارات وجلسة ختامية علنية يتلى فيها إعلان دولة الكويت. كما يعقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مؤتمرا صحافيا حول ما تم خلال القمة العربية ال25 التي تعقد أول مرة في الكويت. وكان وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله قد نفى أمس بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تصريح منسوب له بأن القمة العربية ال25 ستختتم أعمالها مساء أمس. وذكرت مصادر سياسية شاركت في إعداد الإعلان أن مضمون الإعلان يشمل بندا كاملا عن الإرهاب ويتناول القضايا العربية الساخنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وبند يتضمن تفعيل مكافحة الإرهاب وتطوير الجامعة العربية، إلى جانب ملف أسلحة الدمار الشامل والوضع في جزر الإماراتالمحتلة إلى جانب الوضع في السودان والصومال وجزر القمر. وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية دعا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح القادة العرب إلى وقفة صادقة لوضع حد للخلافات العربية، مشددا على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك عبر النأي عن الخلاف والاختلاف. وتطرق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى انتشار ظاهرة الإرهاب قائلا إنها تتطلب مضاعفة جهود الدول العربية بالتعاون مع المجتمع الدولي بهدف وأد هذه الظاهرة الخطيرة. وحول الوضع في سوريا دعا أمير الكويت مجلس الأمن إلى أن يعيد للعالم مصداقيته لحفظ الأمن والسلم الدوليين وأن يسعى إلى وضع حد للكارثة الإنسانية في سوريا. وبشأن القضية الفلسطينية أكد أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية تقف عائقا أمام تحقيق السلام. وتطرق الشيخ صباح إلى الملف النووي الإيراني داعيا طهران إلى مواصلة تنفيذ التعهدات التي التزمت بها سابقا خلال اجتماعات مجموعة (5+1) تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف تبديد قلق دول المنطقة إزاء برنامجها النووي. وفي الشأن المصري هنأ الشيخ صباح مصر على مضيها قدما في تنفيذ خطوات (خارطة الطريق)، كما هنأ الجمهورية اللبنانية بتشكيل الحكومة الجديدة في ظل الظروف الدقيقة الحالية من أجل تحقيق تطلعات الشعب اللبناني. وهنأ الشيخ صباح تونس بإقرار الدستور الجديد والتمسك بالديمقراطية والعمل على تحقيق الازدهار والاستقرار. كما هنأ الأشقاء في اليمن باختتام مؤتمر الحوار الوطني الذي ينسجم مع المبادرة الخليجية ما يحفظ وحدة البلاد. ومن جهتها طالبت المعارضة السورية في القمة العربية بتزويدها بأسلحة «متطورة» لكن مبعوث الأممالمتحدةلسوريا الأخضر الإبراهيمي أكد ضرورة التوصل «لحل سياسي» للصراع القائم منذ ثلاث سنوات «ووقف تدفق الأسلحة لجميع الأطراف». وكرر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا دعوته المجتمع الدولي لتوفير «أسلحة متطورة» للمعارضة السورية. وقال الجربا في كلمته أمام القمة «لا أدعوكم إلى إعلان حرب، وإنما إلى دعم قضيتنا وإيجاد حل لها»، داعيا القادة العرب إلى ممارسة الضغط على المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته بتزويد المعارضة بالسلاح. واعتبر الجربا أن الإبقاء على مقعد سوريا في الجامعة العربية شاغر، وعدم تسليمه للمعارضة يبعث برسالة خاطئة للأسد «بمواصلة القتل». وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن مقعد سوريا خصص للائتلاف المعارض في القمة العربية العام الماضي في قطر، لكنه لم يتسلمه الائتلاف لأنه يجب على المعارضة تلبية متطلبات قانونية. واتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني في كلمته للقمة الحكومة السورية «بشراء الوقت» من خلال «التظاهر بقبول حل سياسي». من جهته، دعا المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي كلا من «الأممالمتحدة والولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات واضحة لإعادة إحياء محادثات جنيف»، التي انهارت في 15 فبراير/ شباط الماضي، وشدد على أنه «لا حل عسكريا» للصراع. وفي جلسة العمل الثانية للقمة والتي عقدت مساء أمس دعا الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، ما وصفهم بالواقفين على الجانب الخاطئ من الأحداث التي تجري اليوم إلى تصحيح مسارها وموقفها. وتابع قائلا: «إن الأمة العربية تواجه تحديات جسام على مستويات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، تستوجب كلها أن يعضد بعضنا بعضا وأن تتضافر الجهود المخلصة من أجل بلوغ الغايات التي تتوق إليها الشعوب العربية منذ زمن طويل».