دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الى تعزيز الجهود العربية من اجل التصدي لكل المحاولات الهادفة الى زعزعة الامن والاستقرار في الدول العربية. وشدد الأمير سلمان في كلمة امام الدورة العادية ال25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة على ضرورة توفر الارادة القوية والعزيمة الصلبة والصادقة والتنسيق الجماعي العربي المتواصل بما يكفل تعزيز وحدة الصف في مواجهة التحديات الراهنة. الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير في ميزان القوى على الأرض واعرب عن ثقته التامة بأن حكمة وحنكة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كفيلة بإنجاح القمة في ظل ما يشهده العالم العربي من تحديات بالغة الدقة والحساسية. وفيما يلي نص كلمة سمو الأمير سلمان إلى القمة العربية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اسمحوا لي في البداية أن أتشرف بنقل تحيات أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته لمؤتمركم هذا بالنجاح والتوفيق وهو على ثقة تامة بأن حنكة وحكمة أخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كفيلة بإذن الله بنجاح هذه القمة . أيها الإخوة.. نلتقي اليوم في خضم ظروف بالغة الدقة والحساسية، حيث تواجه منطقتنا العربية العديد من المخاطر والتحديات مما يستوجب معها تضافر جهودنا للتصدي لكل المحاولات الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار دولنا العربية.. ولن يتأتى هذا الأمر إلا بتسلحنا بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة والصادقة والتنسيق الجماعي المتواصل بما يكفل وحدة الرؤى وتجانس المواقف والجدية اللازمة في التعامل مع التحديات الراهنة. وتظل القضية الفلسطينية كما كانت دوما في مقدمة اهتماماتنا وانشغالاتنا على مر العقود المنصرمة. وإن موقف المملكة العربية السعودية هو ذات الموقف العربي الثابت حيال ضرورة أن تفضي أي مفاوضات أو جهود وبأي شكل من الأشكال إلى تحقيق سلام شامل وعادل يمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المشروعة وفق مقررات الشرعية الدولية. وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعلى أساس رفض ما تتعرض له مدينة القدس من خطط تسعى لتهويدها وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك ومحيطه من أخطار محدقة. ويستدعي ذلك من المجتمع الدولي الوقوف بصرامة أمام الممارسات الإسرائيلية التي تقوض أي أمل تجاه الوصول للسلام المنشود بما في ذلك استمرار النشاط الإسرائيلي في بناء المستعمرات والإصرار على يهودية إسرائيل ومواصلة انتهاك أبسط حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة على أرضه ووطنه. علينا بذل جهد جماعي واتخاذ موقف موحد ومشترك للتصدي للإرهاب أيها الإخوة.. يأتي انعقاد هذه القمة بعد تعثر مؤتمر (جنيف 2) في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات دفع ثمنها الشعب السوري دماءا وأرواحاً ودماراً شاملاً عم كل أرجاء سورية التي تتحول تدريجياً إلى ساحة مفتوحة يمارس فيها كل صنوف القتل والتدمير على يد نظام جائر يساعده في ذلك أطراف خارجية وجماعات إرهابية مسلحة وفدت للساحة السورية من كل حدب وصوب، ويواجه كل هذه التحديات مقاومة سورية مشروعة خذلها المجتمع الدولي وتركها فريسة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سورية النبيل في العيش بحرية وكرامة.. وقد ترتب على ذلك حصول كارثة إنسانية رهيبة أصابت ما يقارب من نصف سكان سورية ويتعرضون حالياً لمعاناة الهجرة والنزوح واللجوء. إن الجهود المبذولة حتى الآن على صعيد التخفيف من المعاناة الإنسانية للسوريين بما في ذلك مؤتمرات المانحين وقرار مجلس الأمن رقم ( 2139 ) يمكن أن تحقق شيئاً من ذلك غير أن الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير في ميزان القوى على الأرض ومنح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ما يستحقونه من دعم ومساندة باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري إذ أننا نستغرب كيف لا نرى وفد الائتلاف يحتل مكانة الطبيعي في مقعد سورية، خاصة وأنه قد منح هذا الحق في قمة الدوحة من قبل القمة العربية ونأمل أن يتم تصحيح هذا الوضع.. إن اتخاذ القرار من شأنه أن يبعث برسالة قوية للمجتمع الدولي لكي يغير أسلوب تعامله مع الأزمة السورية. أيها الإخوة.. إن ظاهرة الإرهاب التي يشهدها عالمنا المعاصر ومنطقتنا على نحو خاص وما تشكله من تحد خطير لأمننا واستقرارنا ومسار تنميتنا تستدعي منا أخذ الحيطة والتدابير اللازمة لمكافحتها واستئصال جذورها. ومن أهم ملامح هذه الظاهرة بروز بعض المنظمات والمجموعات المتطرفة وما تدعيه بطلانا باسم الإسلام والمسلمين، مما ينخدع به بكل أسف البعض، إلى الحد الذي أصبحت معه هذه الظاهرة مصدراً خطيراً وكبيراً على أمن واستقرار بلداننا وشعوبنا بل ووسيلة لزرع الفوضى والتفرقة والفتنة الأمر الذي يستوجب معه بذل الجهد الجماعي واتخاذ موقف موحد ومشترك للتصدي لهذا الخطر المحدق بنا جميعاً واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمكافحتها، ومن هذا المنطلق فإن المملكة العربية السعودية تدين بشدة كافة الأعمال الإرهابية أيا كان مصدرها، ولن تألو جهداً من جانبها في مواصلة التصدي لهذه الآفة المقيتة، من خلال إصدار الأنظمة والإجراءات المجرمة للإرهاب وأصحاب الفكر الضال والتنظيمات التي تقف خلفه. الشيخ صباح الأحمد: نحتاج إلى وقفة صادقة وجهد مخلص لإنهاء الخلافات التي اتسع نطاقها في الأمة العربية أيها الإخوة.. لقد أصبح من المسلم به أن أمن واستقرار المنطقة لا يأتي عن طريق السعي نحو امتلاك الأسلحة الفتاكة حيث إن الحصول عليها وامتلاكها يشكل مصدر خطر مؤكد على أمن المنطقة واستقرارها، في الوقت الذي تكون فيه أكثر ما تحتاج إليه منطقتنا هو إقامة علاقات طبيعية تسودها الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، وحل الخلافات بالطرق السلمية. أيها الإخوة.... إننا نرى في هذه القمة فرصة للتعبير عن تأييدنا للخطوات الجارية التي اتخذتها بعض الدول العربية الشقيقة من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والأمني، حيث نقدم التهنئة للأخوة في جمهورية مصر العربية على نتيجة الاستفتاء على الدستور التي جسدت لحمة الشعب المصري ووحدته وعبرت عن إرادته الحرة الأبية، والتهنئة موصولة للأشقاء في الجمهورية التونسية على إنجاز الدستور التونسي، كما أهنئ الأخوة في اليمن الشقيق على نجاح مؤتمر الحوار الوطني وفق المبادرة الخليجية، متمنياً لليمن الأمن والاستقرار والازدهار في ظل سيادته ووحدته الوطنية والإقليمية، ولا يفوتني أن أهنئ الشعب اللبناني على توفيقه في تشكيل حكومته آملا أن يكون ذلك مدخلا لتوطيد الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة الشرعية في ربوع لبنان الشقيق، متمنياً نجاح جهود الشعب الليبي في تجاوز مرحلة بلاده الانتقالية. وفي الختام أتطلع إلى أن يصدر عن قمة الكويت ما يساعد كل الدول العربية الأشقاء على تجاوز صعوباتها الراهنة وأدعو المولى القدير أن يحقق لامتنا العربية ما نتمناه لها جميعاً من الاستقرار والنماء والازدهار. إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجلسة الافتتاحية وكان قادة الدول العربية بدأوا امس أعمال مؤتمر القمة العربية في دورته العادية الخامسة والعشرين في دولة الكويت. ويرأس وفد المملكة للمؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. الشيخ تميم: إيجاد نظام عربي إقليمي متكامل وألقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كلمة قال فيها: جاءت رئاستنا للقمة العربية الرابعة والعشرين في ظروف دقيقة وتعقيدات إقليمية ودولية بالغة الحساسية، الأمر الذي حدا بنا إلى تنفيذ القرارات الصادرة عن قمة الدوحة بحرص ودأب شديدين عبر تعاونكم المخلص معنا، حيث تم إنجاز بعض القرارات وقطعنا شوطاً مقدراً في البعض الآخر، ولم يتحقق المراد في تطبيق بعض القرارات بسبب معوقات خاصة بكل حالة، وتنعقد هذه القمة في ظروف تتطلب منا الحكمة والتروي والتعاون المخلص بيننا جميعاً. وبين سموه أن القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي تبقى أهم التحديات التي تواجهنا كأمة فقضية الشعب الفلسطيني هي قضية مصير ووجود لنا كعرب، ولن يتحقق الاستقرار والأمن في المنطقة إلا بتسوية عادلة تستند إلى مقررات الشرعية الدولية والعربية، إذ تمثل السياسة الإسرائيلية المتعنتة عقبة أمام المضي قدماً في تحقيق قضية السلام المنشود بتنصلها من تطبيق القرارات الدولية ومراوغتها، وإضافة شروط جديدة في كل جولة مفاوضات، مؤكدًا أهمية التسوية السلمية العادلة وأن تحقيق السلام الشامل والعادل يقوم على أساس انسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقال سمو أمير دولة قطر: لم يكن استمرار الحصار الخانق الذي يعانيه قطاع غزة وما يتسبب به من معاناة أمراً مقبولاً في يوم من الأيام ولا مبرراً سياسياً وأخلاقياً، وقد بذلنا في دولة قطر جهوداً متصلة من أجل تخفيف معاناة أشقائنا الفلسطينيين في غزة وبذلنا جهوداً حثيثة لإعادة إعمار القطاع، كما يتعين علينا تنفيذ ما قطعنا على أنفسنا من تعهدات بتقديم المساعدات المالية وغيرها لرفع وتخفيف المعاناه عن الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار ومواجهة السياسات والممارسات الإسرائيلية غير المشروعة حتى يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه بما فيها إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه. الشيخ تميم آل ثاني: ضرورة تطوير تجربة دول مجلس التعاون والارتقاء بها وأعلن سموه التزام قطر بالمبلغ التي تبرعت به لتأسيس صندوق قطري لدعم القدس في قرار قمة الدوحة برأس مال قدره مليارا دولار. وبين أن حالة الانقسام الفلسطيني تحمل تداعيات خطيرة بالنسيبة لقدرة الشعب الفلسطيني على مواجة الضغوط، ولمستقبل مشروعه الوطني، داعيًا القيادات الفلسطينية الى إنهاء حالة الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية العليا بتشكيل حكومة ائتلاف وطني انتقالية تقوم بإنجاز المهام الدستورية والتنفيذية لاستعادة الوحدة الوطنية وفق اتفاق القاهرة مايو 2011 وإعلان الدوحة في فبراير 2012. وجدد الدعوة لتنفيذ قرار قمة الدوحة بعقد قمة عربية مصغرة تشارك فيها الدول العربية التي ترغب بالإسهام في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مبديًا استعداد بلاده لاستضافة هذه القمة. وقال: نجتمع اليوم والكارثة الإنسانية في سورية الشقيقة تزداد تفاقماً دون أفق دولي لإنقاذ الشعب السوري الشقيق، والنظام السوري ماض في غيه دون وازع من ضمير. وعن الجانب التنموي في الدول العربية دعا سموه إلى إيجاد نظام عربي إقليمي متكامل تتحد فيه مصالح جميع دولنا من أجل تحقيق التقدم والرفاه للشعوب العربية. وفي سياق مفهوم الوحدة والتكامل أكد سمو الشيخ تميم بن حمد ضرورة نبذ التعصب والطائفية بجميع أنواعها وتثمين التنوع الذي يغني مجتمعاتنا لتبقى المواطنة أساس الانتماء لدولنا، مشيرًا في هذا السياق إلى تجربة دول مجلس التعاون الخليجي وضرورة تطويرها والارتقاء بها لتلتقي مع طموحات شعوبنا ولكي يسهم مجلس التعاون في تعزيز قدرات أمتنا العربية كلها، وليصبح ركناً من أركان نهضتها. واختتم سموه كلمته متمنيًا أن تحقق هذه القمة نتائج إيجابية تعزز التضامن العربي وتحقق تطلعات الشعوب العربية. عقب ذلك سلم سمو أمير دولة قطر، لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة رئاسة مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دور انعقادة الخامس والعشرين. الشيخ صباح: التركيز على عوامل الجمع ثم ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة قدم في مستهلها الشكر للجميع على تلبيتهم الدعوة لحضور القمة. وأشاد بالجهود التي بذلتها دولة قطر ومتابعتها الحثيثة لأعمال القمة في دورتها السابقة وما نتج عنها من قرارات أسهمت في دعم العمل العربي المشترك. وقال : تنعقد أعمال قمتنا هذه في ظل استمرار الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها العالم ومنطقتنا وما تمثله من تزايد في التحديات والمخاطر التي نواجهها مما يفرض علينا مسؤوليات جسام في بذل مزيد من الجهد وتكثيف المشاورات لمراجعة وتقييم ما تم اتخاذه من إجراءات واستشراف لآفاق المستقبل لتحديد مسارات تضمن لنا النهوض بعملنا العربي المشترك والارتقاء به إلى مستوى الطموح بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا في الأمن والرخاء والازدهار. وأكد أن الجميع مدعوون اليوم إلى البحث في الأسس التي ينطلق منها العمل العربي المشترك وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل، مشيرًا إلى أن النجاح الكبير الذي حققته القمم الاقتصادية العربية لامست نتائجه احتياجات أبناء هذه الأمة وعملت على تحقيقها يؤكد سلامة التوجه ودقة الرؤية وصواب التفكير الأمر الذي يحتم على الجميع البحث عن آفاق أخرى جامعة تعزز الوحدة وتقرب الشعوب. ودعا إلى وقفة صادقة وجهد مخلص إلى إنهاء الخلافات التي اتسع نطاقها في الأمة العربية وباتت تعصف بالوجود والقيم والآمال والتطلعات، مشيرًا إلى أن الجميع مطالب بنبذ هذه الخلافات والسعي الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة والعمل معاً في إطار ما يجمع الكل ويتجاوز التباعد كالأخطار الكبيرة بهدف الوصول إلى عمل عربي مشترك يلبي مستوى الطموح. وقال سموه «ندرك أن عملنا العربي المشترك لا يمكن له أن يستقيم دون أن نحقق معدلات التنمية المستدامة التي ننشدها لشعوبنا التي تواجه تحديات جمة لعل في مقدمتها ما سيشهده العالم من شح في المياه الأمر الذي يجعلنا مطالبين ببحث دراسة ومصادر توفير هذا العنصر المهم وتعزيزها بما يضمن استمرار تدفقها وإبعاد شبح الصراع والتوتر عن عالمنا الذي توحي به وللأسف مؤثرات عديدة. وحيال ظاهرة الإرهاب أكد سمو أمير الكويت أن الجميع يعاني من هذه الظاهرة التي تصاعدت مؤخرًا تحت ذرائع وشعارات مختلفة دينية وعقائدية تهدف إلى قتل الأرواح البريئة وترويع الآمنين وتعطيل التنمية والمستهدف هو أمن العالم واستقراره والبشرية كيانا والمكتسبات، وقال: إننا مطالبون بمضاعفة جهودنا والانضمام إلى ركب الجهود الدولية الرامية لوأد هذه الظاهرة الخطيرة مهما كان شكلها أو هدفها أو مصدرها وتخليص البشرية من شرورها لينعم العالم بالأمن والاستقرار. الجربا: سورية تستنجد بكم.. وتؤكد لكم أن استهدافها محمول بمشروع أخطر على العرب وعن الأزمة السورية قال سمو أمير دولة الكويت: تدخل الكارثة الإنسانية في سورية عامها الرابع حاصدة عشرات الآلاف من الضحايا الابرياء من الاشقاء مدمرة كافة مظاهر الحياة ومهجرة ما يقارب النصف من تعداد سكان سورية في ظروف قاسية في كارثة هي الأكبر في تاريخنا المعاصر «،مشيرًا إلى التقرير الأخير الذي اطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف الذي أكد أن الكارثة في سورية قد تسببت في ضياع جيل كامل. وأضاف: إننا امام واقع أليم وكارثة إنسانية واخلاقية وقانونية لن تجدي معها عبارات التنديد ولن تنهيها كلمات الالم والحسرة والخطر محدق والخسائر جسيمة ويخطئ من يعتقد أنه بعيد عن آثارها المدمرة والأيام اثبتت بأن خطر هذا النزاع المدمر قد تجازو الحدود السورية والإقليمية ليهدد الأمن والاستقرار في العالم، مجددًا سموه دعوة مجلس الأمن الدولي ليعيد للعالم مصداقيته كونه الجهة المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين وأن يسمو أعضاؤه فوق خلافاتهم ليتمكنوا من الوصول الى وضع حد لهذه الكارثة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال سمو أمير دولة الكويت: لازالت العقلية الاسرائيلية الرافضة للسلام والمقوضة لكافة الجهود التي تبذل لانجاح مسيرته تقف عائقا أمام تحقيق أهداف هذه المسيرة التي نتطلع إليها، مؤكدًا أن السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يتطلع إليه الجميع لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفسطينية المستقله وعاصمتها القدس وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية. وجدد الدعوة إلى الاطراف الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط لتحمل مسؤولياتها والضغط على اسرائيل لحملها على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان، مشيدًا في هذا الصدد بجهد الولايات المتحدة الامريكية ودورها في استئناف التفاوض في عملية السلام في الشرق الاوسط. كما جدد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الدعوة إلى ايران لمواصلة تنفيذ التعهدات الواردة في الاتفاق المبدئي الذي وقع وتضمن خطة العمل المشترك التي وقعتها مجموعه 5 + 1 في 24 نوفمبر 2013 باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك لتبديد القلق لدى دول المنطقة في شأن برنامجها النووي وبما يعزز ثقة المجتمع الدولى ويبعد كافة مظاهر التوتر عن منطقتنا لننعم بالاستقرار ونركز جهودنا في تحقيق تطلعات شعوبنا. وهنأ الأشقاء في اليمن على ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من توافق وطني، وعده خطوة ضرورية في هذه المرحلة الدقيقة لتسهم بإذن الله في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الذي يأتي منسجمًا مع أهداف المبادرة الخليجية المجسدة للحرص على وحدة الجمهورية اليمنية واحترام خيارات شعبها الشقيق. كما هنأ الاشقاء في جمهورية مصر العربية على ما تحقق من خطوات مهمة في تنفيذ خارطة طريق لما يحقق الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد العزيز لتعود لممارسة دورها الرائد تجاه قضايا الأمة العربية، متمنيًا لهم التوفيق والسداد في تحقيق تطلعات شعبها الشقيق في الاستقرار والازدهار. وهنأ الاشقاء في لبنان على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة التي تأتي استحقاقا مهماً في هذه الظروف الدقيقة لتتمكن من ممارسة مهامها في كل ما من شأنه استقرار لبنان وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق. وأعرب عن تهنئته للاشقاء في تونس على اقرار الدستور الجديد ليرسم مرحلة جديدة تجسد حرص الاشقاء على تحقيق الاستقرار والتمسك بالديمقراطية والعمل على ازدهار البلد وتنميته. كلمة الجربا من جهته دعا رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة ورئيس الوفد المفاوض في محادثات جنيف للسلام أحمد الجربا في كلمته إلى دعم الشعب السوري لحماية كيان سورية وشعبها. وطالب الجربا الدول العربية بالضغط على المجتمع الدولي لتسليح قوى المعارضة وتكثيف الدعم الإنساني في الداخل والخارج والاهتمام بأوضاع اللاجئين السوريين خاصة في الأردنولبنانوالعراق ومصر بالإضافة إلى تركيا. وأعرب الجربا عن اعتقاده بأنه من المفترض أن «تسلم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني»، مضيفا أن «النظام السوري فقد شرعيته ولم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية». وفيما يتعلق بالتزامات الائتلاف تجاه سورية وشعبها قال: إن الائتلاف يعلن حرصه على وحدة السوريين وسلامتهم بما في ذلك المقيمون منهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام. وأضاف «إن الائتلاف وقوات الجيش الحر في المعركة ضد النظام وقواته يحرصان على احترام السوريين في تلك المناطق والحفاظ على ممتلكاتهم في كل الظروف». وطالب بموقف عربي حاسم إزاء الأزمة في سورية، وقال «سورية اليوم تستنجد بكم من دولة الكويت الراعية لمؤتمر المانحين وتؤكد لكم أن استهدافها محمول بمشروع أخطر على العرب كل العرب». كلمة بان كي مون ودعا معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته التي ألقاها نيابة عنه المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الأطراف السورية المتنازعة إلى إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات مستبعداً أي حل عسكري للأزمة. وقال: «دعوني أؤكد أنه ما من حل عسكري لهذا النزاع لذلك أدعو مجدداً لوقف تدفق الأسلحة إلى جميع الأطراف»، محذراً من التأثير السلبي الكبير للنزاع في سورية على الدول المجاورة لها، مبيناً أن المنطقة برمتها مهددة بأن يزج بها في هذا النزاع ولبنان معرض بشكل خاص لهذه الأخطار. وناشد الدول العربية العمل مع الاتحاد الروسي والولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل اتخاذ خطوات واضحة لتنشيط مسار محادثات جنيف، حاثاً الأطراف السورية إلى العودة لطاولة المفاوضات. كما رحب بان كي مون بوحدة المجتمع الدولي في دعمه لأمن واستقرار لبنان، مشيراً إلى الدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية ومجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان. وحول القضية الفلسطينية ناشد إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية باعتبارها تشكل انتهاكا للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للحل السلمي لهذا النزاع. ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مجدداً لتقديم تنازلات ضرورية لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط، مؤكداً «حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولة مستقلة قابلة للبقاء وحق إسرائيل المشروع في العيش بسلام داخل حدود آمنة معترف بها». وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ حل الدولتين من خلال تهيئة الظروف المواتية لإجراء مفاوضات جادة تقضي إلى حل القضايا الأساسية للنزاع وإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967. وحول الأوضاع في تونس أكد أن تونس مثالاً حياً على قدرة بناء التوافق والالتزام بالحوار من أجل تحقيق المصلحة الوطنية. وعن الأحداث في اليمن دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى التغلب على التحديات السياسية والأمنية والإنسانية عن طريق الحوار الحقيقي والحلول التوافقية لبناء يمن فدرالي ديمقراطي وهو ما أثبته مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي عقده اليمن في 25 يناير 2014. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تؤيد التطورات الأخيرة في ليبيا مع ضرورة التزام القوى السياسية هناك بقواعد العملية الديمقراطية، مجدداً التزامها بمساعدة السلطات الليبية على إعادة بناء دولتها بعد أكثر من أربعة عقود من الحكم الشمولي. وتناول الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته العديد من القضايا العربية منها الأوضاع في العراق ومصر والصومال والسودان. وأعرب في ختام كلمته عن ارتياحه للتطور الذي يشهده التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية على جميع المستويات. كلمة إياد مدني عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني كلمة قال فيها: كم هو اعتزازي أن أقف أمامكم في هذه القمة العربية متحدثاً باسم منظمة التعاون الإسلامي، المنظمة التي تشكل الدول الأعضاء في الجامعة العربية مجموعتها العربية، وأن أشيد بالعلاقة الوثيقة للتعاون والتشاور ومواجهة القضايا والتحديات المشتركة التي تربط بين المنظمتين وليؤكدوا على حرص المنظمة على المزيد من التنسيق مع الجامعة، فكل ما كان العالم العربي والجامعة العربية والدول الأعضاء أيديها في حال ترابط ووحدة صف وقوة فان ذلك عون ودفع لمنظمة التعاون الإسلامي على تحقيق أهدافها المرجوة، وكل ما كان الاختلاف والخلاف سائداً فإن بذلك يكون وهناً وضعفاً للمنظمة، والقضايا التي تجمع المنظمتين هي قضايا محورية في أعمال منظمة التعاون الإسلامي وفي مقدمة تلك القضايا المسجد الأقصى والقدس الشريف وفلسطين، فالذود عن المسجد الأقصى كان القضية الكبرى التي انطلقت منها منظمة التعاون الإسلامي التي سميت بمنظمة المؤتمر الإسلامي. وأضاف قائلاً: القمة العربية تجتمع اليوم في الكويت لواحدة من أعنف الهجمات على قدسيته وبنائه وحرية العبادة فيه، وتتوالى الانتهاكات الإسرائيلية المنهجية لتهويد القدس والتضييق المجحف الخانق على المقدسيين وتبذل إسرائيل أموالاً طائلة في سبيل ذلك فقد خصصت مبلغ 15 مليوناً من الدولارات لتهويد القدس وبناء المستوطنات فيها وتغيير وطمس هويتها الفلسطينية والعربية والإسلامية، ولا أظن إنني بحاجة وأنا أمثل أمامكم أن اذكر قضايا العالم العربي الأخرى والنزاعات التي تنشب في بعض أجزائه التي هي أيضا جزء من قضايا وهموم الأمة الإسلامية وفي قلب ملفات منظمة التعاون الإسلامي إلا أن المنظمة ترى أن الخطر الداهم والتحديات الكبرى التي تواجهها ونواجهها جميعاً تتمثل أولا في الشقاق والاقتتال المذهبي الذي نراه ينمو ويتسع بين ظهرانينا وهو اقتتال لا فائدة فيه بل سيجلب المخاطر على الجميع وقد تبنت القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مكةالمكرمة عام 2012 مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب لتصل إلى كلمة سواء وتعمل المنظمة جاهدة ليرى المركز النور في المستقبل القريب وليصبح - بإذن الله - معبراً لرتق هذا الفتق. وأفاد أن من التحديات التي تلوح أمامنا تحدي الوصول إلى مقاربة تعايش جديدة تأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية المشروعة للدول وتؤسس في ذات الوقت وفاقاً إقليميا وتعايشاً وتعظيماً للمنافع والمصالح المشتركة بدلاً عن الصراع والاقتتال وقد تكون الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي المنظمتان الأكثر قدرة على توفير القنوات والمنصات التي تعين على التدبر والنظر في مقاربة مثل هذه والبحث عن بدائلها. سمو ولي العهد مصافحاً أمير قطر (و ا س) سمو ولي العهد مترئساً وفد المملكة للقمة العربية (و ا س) الأمير سلمان والشيخ صباح في حديث حول القمة العربية (و ا س) أمير الكويت مرحباً بسمو ولي العهد (و ا س) سمو ولي العهد متوسطاً أمير الكويت وأمير قطر والرئيس السوداني والرئيس اللبناني خلال الصورة الجماعية للقمة (و ا س) سمو ولي العهد مصافحاً أمير قطر (و ا س) الأمير سلمان مصافحاً الرئيس المصري (و ا س) سمو ولي العهد مصافحاً الرئيس التونسي (و ا س) الأمير سلمان مصافحاً عبدالاله بنكيران رئيس الوزراء المغربي (و ا س) أمير الكويت مترئساً القمة العربية (و ا س)