لا تزال المحادثات الجارية في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا بين وفدين من الحكومة السودانية ومتمردي دارفور من جهة و»الحركة الشعبية – الشمال» لتسوية النزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من جهة اخرى تراوح مكانها، بينما تتجه المعارضة السياسية والمسلحة في تحالف «الجبهة الثورية» لتوقيع اتفاق بتوحيد المعارضة والتنسيق لاقرار تسوية شاملة للأزمة السودانية. وتواجه الجولة الثامنة من المفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي»الحركة الشعبية – الشمال» تعثراً إثر تمسك المتمردين بضرورة تضمين ملف التفاوض مع الحكومة عددا من القضايا التي تكفل شمول التفاوض جميع قضايا البلاد، وهو ما ترفضه الخرطوم وتصر بدورها على حصر المفاوضات في قضايا المنطقتين وإنهاء التفاهم على اتفاق الإطار المتضمن للقضايا الأمنية والسياسية والإنسانية . واتهم رئيس وفد الحكومة السودانية أبابا إبراهيم غندور رئيس وفد «الحركة الشعبية – الشمال» ياسر عرمان بالإنسياق وراء تحالفات عسكرية وأجندة سياسية وتحالفات لا تمت بصلة لقضايا منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، كما اتهم وفد المتمردين ب «ممارسة ألاعيب وإضاعة الوقت في ما لاجدوى منه». وقال غندور في تصريحات أعقبت إجتماعا مع وفد «الحركة الشعبية» بطلب من الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي أمس، ان «الطرف الآخر مارس ذات الألاعيب السابقة ، في إضاعة الوقت بسرد قصص مكررة لا تمت بصلة لقضايا المنطقتين». وأضاف ان وفده جاء الى المحادثات لاستكمال اتفاق الإطار والوصول الى وقف شامل لاطلاق النار وترتيبات أمنية، بجانب كيفية المشاركة في حوار وطني لتسوية القضايا السياسية، غير ان المتمردين تجاهلوا ذلك وزجوا بأمور أخرى. وجدّد غندور رفض الحكومة السودانية الكامل لمطالب «الحركة الشعبية» لمناقشة وقف النار في دارفور خلال الجولة الحالية، لافتا الى ان قضايا اقليم دارفور تناقش في منبر منفصل ولا يمكن إقحامها في آخر مخصص لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. واتهم عرمان بأنه «أسير تحالفات عسكرية وأجندة سياسية لاعلاقة لها بالسودان وهو ما أدى لاستمرار الحرب وسقوط ضحايا أبرياء لاذنب لهم سوى اجندة البعض الرامية لتحقيق «طموحات شخصية». كما لا تزال الخلافات تعطل مفاوضات المسار الثاني المتعلق بأزمة دارفور. واتفق وفدا الحكومة وحركتا «العدل والمساواة» بزعامة بريل ابراهيم و»تحرير السودان» برئاسة مني اركو مناوي بعد اجتماع، على أن فهمهما لدعوة الاتحاد الأفريقي للمحادثات كان مختلفا، وأرجعا الخلاف الى الوسيط الافريقي ثابو مبيكي للبت فيه. وقال كبير مفاوضي «حركة العدل والمساواة» أحمد تقد لسان ان البون لا يزال شاسعا بين الطرفين في اديس ابابا، واتهم الحكومة بأنها غير جادة في الحوار، موضحا ان رئيس الوفد الحكومي تمسك بالتوصل الى وقف اطلاق النار فقط. وقال ان بقية القضايا السياسية والنازحين والمصالحات وغيرها تم تناولها وتضمينها في وثيقة الدوحة لسلام دارفور، مشيرا الى ان الوساطة تجري مشاورات بين اطراف النزاع لتقريب شقة الخلاف.