فيما تبدأ المرحلة الأولى للانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان بعد غد الأحد، وغداة إقفال باب الترشيحات في محافظتي بيروت والبقاع استمر إعلان اللوائح في مختلف المناطق ففاز بعضها بالتزكية في حين يتجه معظمها الى معركة. وأكد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود أن «الاستعدادات اللوجستية والتقنية مكتملة لانتخابات جبل لبنان وتبقى المراهنة على وعي الناس وعدم تخطي حدود المنافسة الرياضية في المنطقة الواحدة». وقال بارود خلال اطلاق مشروع مشاركة المرأة اللبنانية في الانتخابات البلدية والاختيارية بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة: «سنكمل العمل على ادخال الإصلاحات بعد الانتخابات البلدية مباشرة وبخاصة عندما نسمع ان نسبة المقترعات من الإناث بلغت في الدورة الانتخابية للبرلمان 52,45 في المئة» ورأى ان هذا الرقم يعتبر «اهانة بحق المرأة التي لا تكاد تتمثل في البرلمان». وأعلن أن الترشيحات في بيروت أقفلت على 157 مرشحاً ل24 مقعداً بلدياً و288 مرشحاً ل108 مقاعد اختيارية، ولا تزكية إلا لستة مخاتير في ميناء الحصن، لافتاً الى أن عدد المرشحات قليل جداً مقارنة بالمرشحين. فهناك 21 أمرأة من أصل 157. أما في البقاع فهناك 3966 مرشحاً ل 1962 مقعداً بلدياً من بينهم 129 امرأة. وأكد مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح رداً على سؤال بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير أن «الحريري يسعى الى التوافق ولكن ذلك لا يمكن بأي صيغة أو ثمن وأنا من الأشخاص الذين لا يعتبرون أن عدم التوافق شيء سيء، من الطبيعي أن يحصل تنافس في أي انتخابات سواء أكانت برلمانية أم بلدية». وقال: «يجب أن تكون هناك رؤية موحدة لكل فريق يسعى الى أن يكون موجوداً في السلطة وأن يحاول ترجمة هذه الرؤية الى برامج تنفيذية». وأضاف: «هناك محاولة لإيجاد توافق ولكن يبدو أن هناك صعوبة في جعل الجميع مستعدين لأن يدخلوا في هذا التوافق بطريقة معقولة، وبالتالي ما كان يسمّى المعارضة السابقة يبدو أن لديها مطالب غير قابلة للتحقيق وقد نكون متجهين لتنافس في انتخابات بيروت». واستقبل صفير «لائحة كرامة جونية» برئاسة المحامي جوان حبيش الذي ألقى كلمة أكد فيها أن «سيد بكركي وحده له الحق في أن يفرض علينا أي شيء ونأمل بأن تحل بركتك علينا ونحن مستعدون لتنفيذ أي طلب تطلبه منا». ورد صفير بكلمة قال فيها: «نرحب بكم والقضية الانتخابية هي قضية ديموقراطية ونظام لبنان هو نظام ديموقراطي ويترك للشعب أن يبدي رأيه في كل القضايا التي تعود إليه ولذلك نأمل بأن يحصل الوفاق بينكم وبين سواكم من الذين يترشحون لهذا المنصب، انما إذا لم يتم فلتكن المنافسة ديموقراطي». وقال عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله: «نحن من دعاة التوافق في بيروت وفي كل المناطق لأن الاستحقاق انمائي ولا نريد أن يتحول إلى تنافس سياسي». وأضاف: «ليس لدينا مطلب خاص وليس هناك من يمثلنا إنما هناك تمثيل للعائلات البيروتية ومن الطبيعي أن يكون موقفنا إلى جانب التيار الوطني الحر. لم يقفل باب التفاوض في بيروت ولكن الاتصالات ليست «حارة»، وهناك عائلات أساسية من «المعارضة السنيّة»، مع الاعتذار للتعبير، وهناك قوى سياسية موجودة ولها حيثية ومن المفيد أن تكون من هذا الائتلاف الواسع». وعمّا إذا كان «حزب الله» مكلفاً التفاوض في هذا الموضوع، أكد أن العماد ميشال عون «هو المخول تحديد هذا الأمر في ما يتعلق بمشاركة التيار الحرّ وهناك اتصالات بيننا وبين الرئيس الحريري وحصلت اجتماعات وأبلغ بضرورة تمثيل بعض القوى». وأعلن عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب تمام سلام أنه «إذا كان لا بد من مواجهة ومنافسة في الانتخابات البلدية في بيروت فلمَ لا»، لافتاً الى أن أبناء المدينة هم على استعداد لذلك. ورأى بعد زيارته متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس وتوابعها المطران إلياس عودة أن «من الضروري أن تشهد هذه الانتخابات، على مستوى تشكيل المجلس، بعض التغيير الذي يحتاج الناس إليه وعدم حصره في عدد معيَّن من الناس ولسنوات طويلة». واستبعد عضو «كتلة المستقبل» النيابية عاطف مجدلاني في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» أمس، قبول الرئيس الحريري بالتفاوض مباشرة مع النائب عون في شأن التوافق في بيروت، «لأن هذا الموضوع مسيحي مسيحي والرئيس الحريري لا يتدخل بهذه الأمور على رغم مكانته»، موضحاً أن «تفاصيل الأمر في بيروت عند وزير الدولة ميشال فرعون بما خص توزيع المقاعد، لأنه المسؤول عن التفاوض مع التيار الوطني الحر والأمر متروك له». وأكد عضو كتلة «الكتائب» النائب نديم الجميّل في حديث الى وكالة «أخبار اليوم» أن النواب المسيحيين في الدائرة الأولى أخذوا على عاتقهم تشكيل اللائحة البلدية في بيروت لجهة الأعضاء المسيحيين. وأشار الى «أننا نتفاوض مع الجميع ويدنا ممدودة». وأكد انه «إذا أراد العماد عون أن يتفاوض معنا فنحن مستعدون، أما أن يعتبرنا اتباعاً كي يبرهن انه الزعيم، فهذا الأمر نرفضه».وشدد على أن الحريري لن يدخل في تفاصيل اللائحة، «أما نحن فلن نرضى إلا أن تخرج تشكيلة اللائحة من عندنا وذلك بتنسيق تام مع المسلمين وتيار المستقبل والحريري». ولفت الى انه «ليس للتيار الوطني الحر أي نائب في بيروت ولن نسمح له بأن يتحول الى حصان طروادة ويدخل الى الأشرفية عبر عضو البلدية أو مختار ويمارس التعطيل». وأكد نائب (الجماعة الإسلامية) عماد الحوت وجود رغبة حقيقية عند «تيار المستقبل» والجماعة ونواب بيروت في أن يكون هناك جو توافقي في بيروت والإصرار والحرص على المناصفة. وأشار الى «أن الجماعة سمت الحاج عصام بارود، وأن حزب الله رشح هاني قاسم»، مشيراً الى «أن التصريحات الأخيرة لمسؤولي حزب الله تشير الى أنهم مساندون للعماد عون وهم يطالبون بالمعارضة السنية وكأن هناك وجوداً لها في بيروت. وهذا الطرح يؤشر الى رغبة عند حزب الله والتيار العوني في خوض معركة في بيروت». ولفت عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب إيلي عون في حديث إلى «أخبار المستقبل» إلى أن «هناك معركة في الدامور إلا أن الكفة راجحة لجهة أكثر من الأخرى». وقال: «سعيت ضمن إطار التوافق في الجبل الى خلق توافق في الدامور ولم أوفق، لأن هناك جهة تصرّ على إجراء معركة». وفي موضوع اختيار رؤساء بلديات من الطائفة المسيحية في القرى المهجرة، قال: «هذا توجه النائب وليد جنبلاط ورسالة واضحة منه لحضهم على الرجوع الى قراهم». الى ذلك أعلنت أمس لائحة «الدامور أولاً» وهي من دون رئيس وتضم المرشحين لعضوية المجلس البلدي: إلياس حبيب العمّار، العميد فريد حبيب بو مرعي، إيلي حبيب أبو فيصل، جورج إلياس عقل، عميد يوسف عون، جهاد ميشال فاضل، مهى إلياس عون، عماد يوسف زهران، مروان عزيز المتني، عبدالله يوسف أبو عبدالله، جورج نديم عون، جورج إبراهيم أندراوس، جوزيف إلياس الغريب، طوني توفيق صادق، نجيب بوسرحال، أنطوان بشارة عبود، جابر سليم القزي، إلياس ووديع أبو نصر. وتهدف اللائحة بحسب بيان لها وهي منافسة للائحة الثانية برئاسة رئيس البلدية الحالي شارل الغفري «الى استعادة القرار وإعادة الدامور الى الخريطة السياسية والانمائية والزراعية والسياحية».