استنفذت طهران السبل كافة للإساءة إلى السعودية متجاوزة أروقة الأممالمتحدة والغرف المغلقة إلى صانعي القرار في واشنطن وإعلامها، لتقفز إلى قلب الإعلام الأميركي في مقال لوزير خارجيتها محمد جواد ظريف، نال فيه من المملكة تلميحاً وتصريحاً، واختار له هذه المرة صحيفة «نيويورك تايمز» لمخاطبة الرأي العام الأميركي. لكن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد كان له بالمرصاد وأجهض محاولته بتغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لا تزيد عن 17 كلمة علّق فيها على مقاله بالقول: «بعد قراءة مقال وزير خارجية إيران في صحيفة النيويورك تايمز اعتقدت أن الكاتب وزير خارجية دولة إسكندنافية». تلك التغريدة كانت بمثابة مقال لم يحتمله ظريف إلى أن جاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليجهض احتفالات وزير الخارجية الإيراني بكتابة مقال في ذات الصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، إذ رد عليه متسائلاً: «عن إمكان تغير السياسة الإيرانية وتحولها عن مسار دعم التطرف والإرهاب إلى سياسة «الصداقة مع دول الجوار»، التي زعم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقالةٍ له في الصحيفة ذاتها الأسبوع الماضي، أنها أولوية لحكومة الرئيس حسن روحاني. وبعنوان «هل تستطيع إيران التغيّر؟»، استعرض الجبير أسباب الموقف السعودي والدول الخليجية الحليفة لها «الملتزم بمقاومة التمدد الإيراني، وبالرد بقوةٍ على تصرفات إيران العدائية»، بحسب وصف الوزير، منطلقاً من تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ ثورة عام 1979، وأساس بنائها السياسي، وسلوكها السياسي داخلياً وإقليمياً، خصوصاً في ما يتعلق بدعم الإرهاب والتطرف. وأكد الجبير أن السلوك السياسي الإيراني منذ ثورة 1979 لم يتغير، مشيراً إلى أن الدستور الإيراني نصّ على هدف تصدير الثورة، وأنه «تبعاً لذلك، فإن إيران دعمت الجماعات المتطرفة كحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن والميليشيات الطائفية في العراق». وذكّر الجبير أن إيران وأذرعها كانوا محل اتهام في عددٍ من الهجمات الإرهابية حول العالم، ومنها تفجير البحرية الأميركية في بيروت 1983، وتفجير أبراج الخبر 1996، وحوادث الاغتيالات في مطعم ميكونوس في برلين 1992، وأن عدد التقديرات تشير إلى أن القوات التي تدعمها إيران تسبب في مقتل أكثر من 1100 مقاتلٍ أميركي في العراق منذ 2003.