انتقد مصدر رفيع في إحدى شركات الاتصالات الكبرى المشاركة في معرض «جايتكس السعودية 2010» ارتفاع أسعار تأجير الصالات في المعرض ووصفها بأنها «مرتفعة جداً ومبالَغ فيها مقارنة بالمعارض العالمية التي شاركنا فيها والتي تشهد حضوراً عالياً على المستوى العالم، وهو ما أدى إلى غضب واحتجاج عدد من الشركات المشاركة». وكشف نائب الرئيس للاتصال والعلاقات العامة في شركة «موبايلي» أن شركته وعدداً من الشركات المشاركة في المعرض «كانت تعتزم الانسحاب من المعرض وعدم المشاركة فيه بسبب ارتفاع أسعار التأجير، وعدم وجود خدمات تذكر، كما أنه لم يتم تنفيذ عدد من بنود الاتفاقات التي وقعت مع الجهة المنظمة، وهذا الأمر ضغطنا كثيراً، ولولا اهتمامنا بعملائنا وحرصنا على الالتقاء بهم في كل المحافل المحلية والدولية لانسحبنا من المعرض». وقال إن الشركة دفعت 1.5 مليون ريال لإسئجار جناحها في المعرض، منتقداً عدم وجود اي تنسيق بن غرفة تجارة وصناعة الرياض والشركة المنظمة للمعرض. من جهته، أوضح المدير العام للعلاقات العامة في شركة زين للاتصالات عبدالله الدامر، أن أسباب عدم مشاركة الشركة في المعرض يعود إلى طموحنا في أن نشارك ونحن مستعدون بنسبة 100 في المئة للمشاركة، مشيراً إلى أن المعرض يعتبر أفضل مكان للتسويق ويفترض على المشاركين أن يكونوا مستعدين. وعن تأثر المشاركة بقيمة تأجير الصالات من الشركة المنظمة، قال الدامر: «نحن لم نقرر المشاركة حتى نناقش أسعار التأجير، لذلك لم يتم التباحث فيها، لنيتنا عدم المشاركة في الأساس». أما مدير شركة معارض الرياض محمد الحسيني المنظمة للمعرض فرأى أن «أسعار تأجير المعارض في جايتكس تعتبر الأقل في منطقة الخليج إذ إن أسعار المتر هناك تتجاوز 1500 ريال للمتر، في حين أن إيجار المتر لدينا طوال أيام المعرض 1100 ريال». ولفت إلى أن الشركة تستأجر الصالة قبل المعرض بأيام من أجل التجهيز للمعرض، وهذا الأمر يدفع له مبالغ أخرى، إضافة إلى أيام أخرى تدفع بعد المعرض نظير إيجار الصالة لفك التجهيزات التي قامت بها الشركات، مؤكداً أن الأسعار العالية للتأجير في الخارج يقابلها انخفاض محلي في السعر مع أن السوق السعودية هي الأهم والكثير من الذين يذهبون إلى المعارض في المنطقة هم السعوديون، وحين يشاركون في الخارج يدفعون 8 ملايين ريال، وينتقدون دفع مليون ريال للمشاركة في المعارض المحلية. وأشار الحسيني إلى أن اللجنة المنظمة تجهز الكثير من التقنيين المتمكنين وكذلك المهندسين والمختصين لتجهيز الصالة للمشاركين، مضيفاً أن الهدف من إقامة المعرض ليس فقط تحصيل الأموال بل دعم الاقتصاد المحلي والمساهمة في جذب مستثمرين من الخارج، وإظهار مالدينا من تقنيات وشركات قوية. ولفت إلى أن صالة المعارض تتبع لغرفة تجارة الرياض والشركة المنظمة تقوم بتجهيزها واستئجارها ومن ثم تأجيرها لمن يرغب في المشاركة في المعرض، مؤكداً أن تأجير الصالة لا يقتصر على تأجير الأرض فقط بل أيضاً الخدمات الأخرى التي تقدم للمشاركين. وقال إنهم يتقبلون أي انتقاد وملاحظات من المعارضين، كما أنهم يسعون إلى تحسين الخدمات في المستقبل لتصل إلى أعلى مستوى. وأكد أن تأجير المتر في معرض «سايبت» الذي يقام في هانوفر ويعتبر أكبر معرض في العالم يبلغ 10 دولارات، وما يعوض هذا السعر القليل في التأجير يكون بكبر المساحة الموجودة للعرض، إذ إن المعرض يُقام على 150 ألف متر مربع، في حين أن معرض الرياض لا يمثل 10 في المئة من حجم المساحة الموجودة في ذلك المعرض. وعن إحجام بعض شركات الاتصالات مثل «عذيب» و«زين» عن المشاركة في معرض «جايتكس»، قال الحسيني إن المعرض افتتح لمشاركة جميع الشركات المهتمة بتقنية المعلومات والاتصالات، كما أنه فرصة لعرض التقنيات التي تملكها تلك الشركات، ولعل عدم مشاركة هذه الشركات يعود إلى دخولها القريب للسوق السعودية، كما أن الشركات الكبرى للاتصالات مثل «موبايلي» و«الاتصالات السعودية» تعتبر من أهم المشاركين وتأخذ حيزاً كبيراً فيه. وعن احتكار الشركة لتنظيم المعرض قال الحسيني: «إن الشركة لا تحتكر المشاركة على أشخاص أو شركات، بل هي مفتوحة للجميع»، معتبراً الخدمات التي تقدم في المعرض جيدة، ونحن نسعى لزيادتها. يذكر أن معرض «جايتكس 2010» شهد غياب شركات اتصالات كبرى في السوق السعودية كشركة زين للاتصالات وهي المشغل الثالث للهاتف المتنقل في السعودية، وكذلك شركة عذيب للاتصالات «جو» المشغل الثاني للهاتف الثابت في السعودية، وهذا للعام الثاني على التوالي التي تحجم فيه الشركتان عدم المشاركة في المعرض.