اتهم وزير الإدارة المحلية اليمني عبدالرقيب سيف فتح المنظمات الدولية التي تتهم قوات التحالف باستهداف مواقع مدنية داخل اليمن بأنها تعتمد على تقارير إدارية مكتبية، تُعد في صنعاء، مشدداً على أن العمليات العسكرية كانت موجهة إلى مواقع عسكرية ومخازن أسلحة فقط، مضيفاً أن نسبة الخطأ فيها تُعد الأقل في معايير الحروب، كما نفى محاصرة قوات التحالف اليمن ومنع دخول المساعدات الإغاثية، مؤكداً أن الحوثيين وأنصار صالح يحاصرون المدن ويقومون بالاستيلاء على هذه المساعدات، وكان آخرها 100 قاطرة سيّرها برنامج الغذاء العالمي باعوها في منطقة حوبان. وقال الوزير اليمني، خلال مؤتمر صحافي في الرياض مساء أول من أمس: «إن الإحصاءات الرسمية من الأممالمتحدة تشير إلى أن هناك 26 مليون مواطن يمني يعانون معاناة شديدة، من بينهم 21 مليوناً يحتاجون مساعدة غذائية، و14 مليوناً للرعاية الصحية الأساسية، و12 مليوناً يعيشون في المناطق المتضررة، و19 مليوناً يحتاجون لخدمات الصرف الصحي والمياه النظيفة، ومليوني مواطن يحتاجون إلى مأوى، فيما لا يزال 14 مليون يمني في حاجة إلى حماية بسبب مشكلات الحرب الناتجة من انقلاب المخلوع وحلفائه على الشرعية» في 21 أيلول (سبتمبر)، مبيناً أن «قرابة أربعة ملايين مواطن في محافظة تعز بمفردها يعانون من حصار الحوثيين وأنصار صالح» كاشفاً أن «العام الحالي سيشكل نقله نوعية في العمل الإغاثي الإنساني في اليمن». وتابع أن «21 مليون مواطن يمني يمثلون 82 في المئة من إجمالي السكان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مضيفاً أن هناك برنامجاً إغاثياً متكاملاً لعام 2016، يشمل ستة محاور رئيسة هي الغذاء، والدواء، والإيواء، والمشتقات النفطية، ومياه الشرب، والإصلاح البيئي». وأشار إلى أن «حصار تعز مستمر، وكل محاولات منظمة الأممالمتحدة لإدخال المساعدات إلى المدينة فشلت، عدا ما قام به مركز الملك سلمان من خلال الإنزال الجوي في منطقة العروس، مبيناً أن هناك 100 قاطرة سيّرها برنامج الغذاء العالمي محتجزة في منطقة حوبان، وبدأت ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ببيعها خارج المدينة». وأضاف أنه «سيكون هناك مركز تنسيقي لتنظيم المساعدات المقدمة من دول التحالف يقوده مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية، واعتباراً من 26 كانون الثاني (يناير) سيتم بحث خطة مشتركة لإغاثة الشعب اليمني، تشارك فيها جمعيات الهلال الأحمر في دول الخليج، كما سيكون هناك مؤتمر لتنسيق وتنظيم الإغاثة اليمنية في الدوحة برعاية من الحكومة القطرية وبدعوة من جمعية قطر الخيرية. وعن واقع المستشفيات والخدمات الصحية قال «إن الذهاب إلى المستشفيات يقتصر على الحالات الطارئة جداً»، مبيناً أن «الوضع فيها مزرٍ، إذ الأوكسجين معدوم، وغرفة العمليات في مستشفى الثورة تعرض للقصف، كما أن فِناء المستشفى تعرض ل 15 قذيفة، وبالأمس أرسلت منظمة أطباء بلا حدود شاحنتين إلى مستشفى الثورة والمستشفى الجمهوري». وزاد أن «الحكومة اليمنية الشرعية تعوّل على الأممالمتحدة أن تقوم بأعمال حقيقية»، مطالباً بكشف «الجهات التي تعوّق إيصال المساعدات، وبالوجود في مناطق النزاع والنزول إلى أرض الميدان للتأكد من حقيقة الوضع، وعدم الاكتفاء بالتقارير الإدارية المكتبية التي تكتب من داخل صنعاء»، وأضاف: «نريد فريقاً ميدانياً ينزل إلى الميدان ليتأكد من معاناة المدن والمحافظات المحاصرة منذ أكثر من تسعة أشهر». وحذّر من «تكرار مأساة مضايا السورية في اليمن». ونفى التهم الموجهة إلى قوات التحالف باستهداف مواقع مدنية أو حصار اليمن ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وقال: «إن كل المواد الإغاثية والمرتبطة بالحياة تصل تباعاً إلى ميناء الحديدة وعدن، ولا يوجد حصار من قوات التحالف كما يدّعي الانقلابيون، وما يجري عبارة عن مراقبة للسفن التي قد تحاول إدخال أسلحة»، وطالب «المنظمات الدولية التي ادّعت أن قوات التحالف تضرب أهدافاً مدنية بإحضار دليل يثبت صدقية مزاعمهم»، مؤكداً أن «كل الأهداف التي يتم ضربها عسكرية، وهي عبارة عن مخازن أسلحة أو مواقع، ونسبة الأخطاء وإن حدثت فهي من أقل النسب عالمياً في معايير الحروب، مؤكداً مرة أخرى أن هذه المنظمات تعمل بتقارير إدارية».