لا شك في أن أنظار المستثمرين الدوليين، ومن ضمنهم السويسريون، تتعقب بشغف استعدادات شركة «أرامكو السعودية» لطرح أسهمها للبيع في البورصات، عبر عملية مالية معروفة باسم «آيبو». ويبدو أن عملية بيع الأسهم تشمل فروعاً للشركة عاملة في قطاع التنقيب عن النفط. وبصرف النظر عن كيفية هندسة عملية بيع الأسهم، أصيب عدد كبير من المستشارين الماليين السويسريين والأوروبيين، وعدد من مشغلي بورصات القارة القديمة، بدهشة كبيرة لدى سماعهم خطة «أرامكو» الهادفة إلى توسيع عدد حملة أسهمها حول العالم. وفي السابق، كانت الأصوات تتردد حول نيات «أرامكو» بيع أقسام من أنشطتها الإنتاجية، ولكن ما يحصل اليوم يعتبر سابقة. وتجري «أرامكو» مفاوضات على مستوى عال مع كبار المستثمرين الدوليين لدرس خيارات طرح الأسهم للبيع في البورصة. ولا يخفي مشغلو البورصات اهتمامهم الشديد إزاء أسهم الشركة، لا سيما أسهم الوحدة الإنتاجية الأساسية داخلها، أي وحدة استخراج النفط. ولا ينصب اهتمام المستثمرين الدوليين على هذه الوحدة لاحتضانها المخزون النفطي الأكبر في العالم، بعد تلك الفنزويلية فحسب، بل يأخذون في الاعتبار الأسعار التنافسية الحالية للنفط السعودي، بقيادة «أرامكو». ويربط خبراء الاقتصاد في «معهد البحوث الدولية الاقتصادية» في برن، استعداد «أرامكو» لبيع أسهمها في البورصة بانهيار أسعار النفط. فهذا الانهيار جلب معه آثاراً سلبية على الاقتصاد السعودي طاولت الموازنات العامة التي سجلت عجزاً غير مألوف، إنما متوقعاً، العام الماضي. وبين كبرى الشركات الخليجية، يتوقع المراقبون السويسريون أن تجني عملية بيع أسهم «أرامكو» أموالاًً طائلة يصعب تقديرها حالياً. وأشار باحثو الطاقة في جامعة «بازل» إلى أن قيمة «أرامكو» هي الأعلى في العالم، لكنها لا تنشر رسمياً معلومات حول الأرباح والعائدات، إنما تكتفي بنشر معلومات محدودة حول مخزونها النفطي الذي يبلغ نحو 265 بليون برميل، أي 15 في المئة من المخزون النفطي العالمي، و10 أضعاف ما تمتلكه شركة «أكسون موبيل»، وهي أكبر شركة نفط في البورصة. على صعيد قيمة «أرامكو» السوقية، أشار الباحثون إلى أنها تتراوح بين تريليون و10 تريليونات دولار، ولا يوجد منافس لها. ولا يتوقع الباحثون طرح أسهم «أرامكو» للبيع في بورصات كبيرة، فهذه الخطوة ستحض حكومة الرياض على تجهيز المستثمرين الدوليين بمعلومات مفصلة حول مخزون النفط لدى «أرامكو» وقدراتها الإنتاجية.