في كلمة أعادت روحية الخطاب الذي وجهه من القاهرة العام الفائت، خاطب الرئيس باراك أوباما العالم الاسلامي من خلال قمة «رواد الأعمال» للشباب المسلم التي اختتمت أول من أمس، متعهداً «تحمل الولاياتالمتحدة مسؤولياتها في القضايا التي تؤثر في أمن منطقة الشرق الأوسط» والعمل «الدؤوب على رغم العوائق» باتجاه حل الدولتين، كما وعد بتوسيع الشراكة الاقتصادية بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي وعقد قمة أخرى لرواد الأعمال في تركيا العام المقبل. ومن مبنى «ريغان للتجارة العالمي» حيث عقدت قمة «رواد الأعمال» بمشاركة 250 مندوباً جاء معظمهم من 22 دولة عربية و28 دولة أخرى ذات طابع اسلامي، أشاد الرئيس الأميركي «بالبساط المليء بالحضارة والتقاليد» الذي أتى به المشاركون، مكررا عبارته في خطاب القاهرة بأن الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي «متكاتفان في السعي الى تحقيق طموحات مشتركة مثل العيش بكرامة، والسلام والأمن». وجدد أوباما القول بأن أميركا والعالم الاسلامي «غالباً ما وقعا ضحية عدم الثقة المتبادلة»، لافتاً الى الصعوبات التي تواجهه في ترسيخ «البداية الجديدة» مع المسلمين. لكنه استدرك «بأن هذه الرؤية لن تتحقق بالكامل في غضون سنة واحدة أو حتى سنوات عدة»، متعهداً في الوقت ذاته ب «العمل لضمان تحمل أميركا مسؤولياتها، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بقضايا سياسية وأمنية هي غالباً مصدر تشنج». وحدد في هذا الخصوص «انهاء الحرب في العراق بشكل مسؤول» و «تعزيز الشراكة في أفغانستان وباكستان ومناطق أخرى لعزل المتطرفين». وشدد اللهجة في تناوله عملية السلام في الشرق الاوسط، مشيراً الى أنه «على رغم الصعوبات التي لا مفر منها، وطالما كنت رئيساً، فان الولاياتالمتحدة لن تتراجع أبداً في السعي نحو حل الدولتين الضامن لحقوق وأمن الاسرائيليين والفلسطينيين معاً». وكان نقل هذه الرسالة نفسها الى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ليل الاثنين عندما دخل على اجتماع كان يعقده مع مستشار الأمن القومي جيمس جونز في البيت الأبيض. وتحدث أوباما عن أهمية «الاصغاء» في علاقة أميركا بالمجتمعات الاسلامية، وعن ضرورة «ايجاد شراكات ليس فقط بين الحكومات بل بين الشعوب». وتطرق الى أهمية لقاءات مجموعة العشرين و «الأصوات الحاضرة على طاولة النقاش وبينها تركيا والمملكة العربية السعودية والهند وإندونيسيا». وأكد أن قمة «رواد الأعمال» تأتي لتنفيذ تعهده في القاهرة بتعميق الروابط بين رواد العالم الاسلامي والرواد الأميركيين. وأعطى مثالاً على قدرة هؤلاء في تغيير العالم مثل مؤسس جمعية غرامين للقروض الصغيرة محمد يونس الذي حضر القمة، أو الكويتي نايف المطوع وهو مؤلف كتب كوميدية للأجيال الصاعدة يبتكر فيها أبطالاً من أصول عربية ومسلمة. ومن النتائج الأبرز التي خرجت بها القمة، اعلان أوباما أن «صندوق التكنولوجيا والابتكار العالمي» سيستثمر ما يزيد على بليوني دولار في العالم الاسلامي وخصوصاً في القطاع الخاص لفتح الفرص أمام رواد الأعمال. كما خرجت القمة بتشكيل مجموعة جديدة تحت اسم «شركاء لبداية جديدة» لتشجيع استثمار الأميركيين في القطاع الخاص المجتمعات الاسلامية. وأعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن المجموعة الجديدة التي سترأسها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت وسيتولى مقعدي نائب الرئيس كل من مدير معهد أسبن والتر أيزكسون ومدير شركة «كوكا كولا» مهتار كنت. واختتم أوباما القمة بتأكيد أن «البداية الجديدة انطلقت»، وان المستقبل «ليس لهؤلاء الذين يفرقوننا بل للذين يجمعوننا، ليس للمدمرين بل للبناة، ليس للقابعين في الماضي بل للذين يؤمنون وبكل ثقة بمستقبل من العدل والتقدم للعالم أجمع».