«ساق الغراب» رواية الكاتب السعودي الشاب يحيى أمقاسم (شارك في تظاهرة بيروت 39) صدرت في طبعة ثانية عن دار «ثقافة» (الإمارات) وضمت قراءة نقدية كتبها فيصل دراج. وحمل الغلاف الخارجي كلمة للناقد حسين الواد ومقطعاً من مقالة الناقد فيصل دراج. وجاء في كلمة الواد: «هذه الرواية تحكي ما احتفظت به ذاكرة الأمجاد لقرية «عُصَيْرة» - جنوب غرب السعودية، على امتداد مئتي عام وأكثر، قُبيل وأثناء تصدعها واضمحلالها أمام سلطة اخرى. لقد تدبر الروائي يحيى أمقاسم اشتغاله السردي، على أنماط مختلفة، وبنظرة من الأعلى عارفة بالبدايات والنهايات جميعاً، وبلغة فذة نسجها لتشييد عالمه السحري، إذ جعلها ألواناً من الخطابات فيها من الشاعرية والأسطرة ما يتجانس مع طبيعة ذلك العالم المدهش. إنها رواية تستجيب استجابة كبيرة للقراءات الأنثروبولوجية من دون نفي لغيرها من القراءات». وفي كلمة درّاج: «عاد الروائي الواعد الى نهايات القرن التاسع عشر، الى مكان يُغادر، لتكون رواية عن فساد الأزمنة، لكنها قبل كل شيء رواية عن الذات الإنسانية الحرة... عن عالم ملحمي يرتحل، لا يتحدث أهله عن الدين لأنهم يُمارسون الفضيلة، ولا يتغنون بالعشق فهم يعيشونه، ولم يهجسوا بالخوف إلا عند معاداة الطبيعة... أعطى يحيى في روايته الأولى «ساق الغراب» عملاً فنياً متميزاً، جديداً في الشكل والصياغة، لا يُحاكي ولا يُقلّد، ويشتق عناصره من تجربة إنسانية لا تلتبس بغيرها. وأكد أن المواضيع من لغتها، وأن معنى الحكايات من ساردها، وأن السارد الرهيف هو الذي يُحرّر الأزمنة من أمكنتها الضيقة، ويُحرّر الأمكنة بمتواليات حكائية، تُخبر عن اغتراب الإنسان، وعن عدل مؤجل. لقد أعلن يحيى أمقاسم، في عمله هذا عن ولادة جديدة أصيلة للرواية السعودية وعن جديد روائي يوسّع آفاق الرواية العربية».