الأرغفة نضجنا مع الأرغفة قبل فجيعة الحلم قبيل الوقيعة قبل ابتكار الوقت حيلة الانتظار واكتفينا بملح أيامنا اليابسة هطلنا قبل الخريف لا لشيء سوى أن شخصاً ما كان يلاحقنا وغريب آخر جالس في انتظارنا فررنا من كل تهمة لكن مشكلتنا الصغيرة أنه كلما محت خطواتنا العاصفة أشارت إلينا القصائد أعرفني جيداً أعرفني جيداً في وجوه أصدقائي في عابرة لم تعبر.. في الليلة الفائتة في السيجارة الأولى من الصباح ملامحي من آخر الشهر أو بعد منتصف الليل في لوحة نيونٍ مضيئة تغير طريقي وطريق معتم يقود إلى حياة لا تجد طريقها إلي أعرفني في سورة نسيتها من صورة أتذكرها في آخر قصيدة كتبتها لكن.. ليس في المرآة حطاب الحطاب الذي فقد فأسه فامتهن الكتابة ظل حطاباً في غابة اللغة كلما اقتطع غصناً نمت في رأسه شجرة كلما قطع شجرة نمت في قلبه غابة مجاوره ثقب الصغير الذي كان يراقب المدينة من ثقب الباب كبر هذه المرة هاهو يراقب العالم من ثقب في قلبه اليمن الحمام الحمام الشارد لا يأبه لذكرياته في القفص يتخلف عن موعده ويحزن الكمائن في انتظارها ولكن.. كان كلما فر روضناه بالهديل السيل تشاطرنا مع الحجارة العطش صلينا إلى جانب العشب انتظرنا مع الفلاحين وحينما هطل المطر جرفتنا السيول خارج الوادي شاعر كلهم صعدوا السفينة ماعدا شاعرا.. جالسا في الطوفان يصف حجم الكارثة! قصيدة كيف أكتب قصيدة عن البحر دون أن تبتل ثيابي أو أن تمتلئ جواربي بالأصداف؟ * شاعر يمني.