اكد الرئيس السوداني عمر البشير ان فوزه في الانتخابات الرئاسية التعددية السودانية الاولى منذ ربع قرن هو "نصر لكل السودانيين"، معلنا انه سيمضي في تنظيم الاستفتاء على استقلال جنوب السودان في موعده في كانون الثاني/يناير 2011. وقال الرئيس السوداني بعيد اعلان فوزه بنسبة 68.24% من الاصوات "هذا يوم شكر لله لانه تعالى صاحب النصر, وما حزناه من اصوات ليس هو نصر للمؤتمر الوطني وحده وانما لكل السودانيين". واضاف في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي "اجدد التزامنا بحشد الطاقات لانفاذ برنامجنا وايدينا وعقولنا مفتوحة لكل القوى العاملة في اطار الدستور للتواصل والتحاور والتشاور لتاسيس شراكة وطنية نواجه بها التحديات, واؤكد على على المضي في اجراء الاستفتاء في جنوب السودان في موعده المحدد واستكمال سلام دارفور". واعلنت المفوضية القومية للانتخابات فوز سلفا كير ميارديت مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) بمنصب رئيس حكومة جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي بنسبة 99.92 % من الاصوات. وتوجه الرئيس السوداني الذي يتولى الحكم منذ انقلاب 1989, بالشكر الى مؤيديه ومعارضيه بقوله "شكرا لكل الذين وقفوا معنا وايدونا من قطاعات الشعب السوداني كافة وكذلك من لم يؤيدونا ولم يخسم عدم تاييدهم لنا من مواطنتهم شيئا, فرئيس الجمهورية يمارس سلطاته كرئيس للجميع وهو مسؤول عنهم. هذه حقيقة اوكدها والتزم بها والتزام اعلنه". وقال "ازهو امام اعين العالم بالسلوك الحضاري والراقي والمحترم في انتخابات لم يشبها عنف ولا مصادمات ولا احتكاكات (..) شكري لكل الجماهير في ولايات السودان في الجنوب والشمال والغرب والشرق". واعتبر البشير عملية الاقتراع التي جرت من 11 الى 15 نيسان/ابريل "اضخم واعقد انتخابات سودانية منذ الاستقلال" في 1956. وقال "انها عملية ضخمة ومكلفة وبرغم التحديات الفنية واللوجستية فانها جرت بنزاهة يتشرف بها السودانيون جميعا". كما وجه الشكر "للمجتمع الدولي المانح ولكل من ساهم في الدعم العيني والمادي والاداري في انجاز هذه العملية الانتخابية". وقال ان المراقبين الدوليين والوطنيين الذين شهدوا الانتخابات "ادوا مهمة دقيقة لا تستغني عنها اي انتخابات حرة ونزيهة, فتحية لهم ولما ادول ولكل المنظمات والاصدقاء في العالم". وكان فوز الرئيس السوداني متوقعا بعد انسحاب منافسيه الرئيسين ياسر عرمان, المسلم العلماني الذي ترشح عن الحركة الشعبية لتحرير السودان, والصادق المهدي زعيم حزب الامة الذي اطيح بحكومته المنتخبة في انقلاب عسكري قاده البشير سنة 1989 بدعم من الاسلاميين. وانسحب المرشحان بعد طبع بطاقات الانتخابات الرئاسية, ولذلك صوت بعض الناخبون لعرمان الذي حصل على حوالي مليوني صوت. واكدت المفوضية القومية للانتخابات مشاركة اكثر من عشرة ملايين ناخب من اصل 16 مليونا مسجلين. وصدرت بحق البشير مذكرة توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور. ويشهد اقليم دارفور (غرب السودان) منذ سبع سنوات حربا اهلية معقدة خلفت بحسب تقديرات الاممالمتحدة 300 الف قتيل, وعشرة آلاف قتيل فقط بحسب السلطات السودانية, اضافة الى 2.7 مليون نازح.