عمان - يو بي آي - أظهرت دراسة حول العنف الجامعي في الأردن أن أكثر الأسباب التي تدفع الطلبة للعنف، هو التعصب للعشيرة والأقارب والأصدقاء، وشعورهم بظلم أنظمة الجامعة وعدم ثقتهم بالمستقبل، وشعورهم بأنهم مرفوضون من قبل الجنس الآخر. وأوصت الدراسة التي تحمل عنوان «العنف الطالبي وعلاقته ببعض المتغيرات، دراسة وصفية لعينة من طلبة الجامعة الأردنية» بإخضاع الطلبة المشاركين في المشاجرات والعنف الطالبي، لبرامج تدريبية وقائية وعلاجية لإكسابهم سلوكات سليمة. كما دعت الدراسة التي شملت عينة عشوائية من 1000 طالب وطالبة، الى إعطاء عمادات شؤون الطلبة في الجامعات، دوراً أكبر لمساعدة الطلبة على حل مشاكلهم وإشراكهم في النشاطات الرياضية والفنية والاجتماعية. وشددت على أهمية توسيع قاعدة اشتراك الطلبة في الاتحادات والأندية الطالبية، ومشاركتهم بأكبر قدر ممكن في تحمل المسؤولية، وانخراطهم في الأعمال التطوعية والنشاطات اللامنهجية. وطالبت بزيادة أعداد متخصصي الإرشاد النفسي في عمادات شؤون الطلبة في الجامعات، لتتناسب وأعداد الطلبة المسجلين، مؤكدة أهمية التوسع في دراسات وأبحاث لاحقة حول العنف الطالبي، تدرس فيها متغيرات لم يسبق دراستها. وبينت أن «طلبة السنة الأولى، هم أكثر الفئات الطالبية مشاركة في العنف الجامعي»، عازية ذلك الى «قلة العبء الدراسي لدى هؤلاء وكثرة وقت الفراغ بين المحاضرات». واعتبرت الدراسة التي نشرت في «المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية» الصادرة عن الجامعة الأردنية، أن الطلبة الأكبر سناً، أكثر قدرة على حل المشكلات الاجتماعية والتفكير بطرق فعالة لمواجهة المواقف الاجتماعية الصعبة، نتيجة لنموهم المعرفي والاجتماعي، على العكس من الطلبة الأصغر سناً. وأوضحت أن الطلبة المشاركين في العنف الجامعي، من ذوي المعدلات التراكمية المنخفضة، في تنبيه إلى أن النمو المعرفي والاجتماعي لذوي المعدلات المرتفعة وقدرتهم على معالجة المعلومات، إذ إنهم يفهمون ما يتعرضون له من مواقف ويفسرون سلوك الآخر بقدر أكبر من الدقة، لتحديد السبب الذي يدفع الفرد ليتصرف على هذا النحو أو ذاك. ويستند حكمهم إلى قدرتهم على إدراك مشاعر الآخرين وأفكارهم وسلوكهم. وتشهد الجامعات الأردنية، سواء الخاصة منها ام الحكومية، عشرات المشاجرات الطالبية التي غالباً ما يعجز الأمن الجامعي عن حلها، ما يؤدي الى تدخل الشرطة. وتمتد آثار المشاجرات الجامعية الى خارج أسوار الجامعات، كما حدث قبل اسبوعين عندما أدت مشاجرة بين طالبين في احدى الجامعات الحكومية الى مقتل احدهما، ما أوقع اشتبكات بين عشيرتي الطالبين في مدينة السلط لم تنته إلا بتدخل قوات الأمن.