استذكر زوار مهرجان الخبر السياحي بنسخته الثالثة، جلسات التراث القديمة لأحياء الخبر، وأعادت مظاهر حياة البسطاء فيها إلى ما قبل 100 عام، وأتاحت فرصة للأبناء للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد في الماضي قبل ظهور «النفط»، في ظل وجود «الدكاك» و«المركاز» ليجلسوا فيها ويحتسوا الشاي المطّعم بحبات الهيل والقهوة العربية وتذوق الأكلات الشعبية. يقول ناصر الفهد صاحب أحد المقاهي: «جذب المقهى الذي أقمته مع شريكي فؤاد الدوسري مختلف الزوار، وأصبح مقصداً لمن يدخل إلى أروقة المهرجان، لاسيما أننا أوجدنا وظائف لثلاثة من الطلبة لمساعدتنا في المقهى وتقديم المشروبات والأكلات الشعبية». ولفت محمد الدليجان وهو أحد الزوار، إلى أن المهرجان وخصوصاً المقاهي التراثية أعاد ذاكرته إلى أيام الطفولة من خلال ظهور نسخة من أشهر الحارات آنذاك، بما فيها المركاز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافاً من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية. وتتيح هذه المقاهي مقاعد من الخشب ليجلس عليها الزوار واستذكار نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والتوت والقهوة والشاي والكرك والزنجبيل. وعن سبب اختفاء تلك المظاهر في الأحياء، يشير الزائر سعد الدوسري إلى أن دخول الطراز الحديث على الأحياء اخفت المعالم القديمة فيها. وفي سياق آخر، استقبلت القرية الشبابية في مهرجان الخبر السياحي الثالث «عيش جوك» نحو 30 ألف زائر، توزعوا على مختلف المخيمات التي تضمنتها القرية، حيث الفعاليات الترفيهية والرياضية والأمسيات الشعرية والعروض المتنوعة بموقعها على الواجهة البحرية بكورنيش الخبر. وتشهد خيمة المسرح يومياً ما يصل إلى 1500 لحضور الأمسيات الإنشادية والشعرية والعروض المسرحية المتنوعة التي تشمل الترفيه والمسابقات والتراث وغيرها، فيما حظيت مخيمات الألعاب الرياضية والمقاهي الشعبية توافداً من الزوار الذين مارسوا هواياتهم المتنوعة فيها، إلى جانب مشاهدة عروض السيارات التراثية النادرة التي احتضنتها القرية الشبابية، ومتابعة بطولة «عيش جوك» لكرة القدم التي انطلقت بمشاركة 10 فرق رياضية. وأوضح الزائر إبراهيم الحسين، أن المهرجان استقطب الكثير من الزوار من داخل المنطقة وخارجها، وأسهم في استغلال الشباب لأوقاتهم بالحضور والاستمتاع بالفعاليات، خصوصاً ما يتعلق بفن التعليم بالترفيه وتعليم مهارات التواصل وتقديم النصح والإرشاد بطرق إبداعية محببة للشباب. وقال الزائر محمد البكر: «تثبت محافظة الخبر للجميع أن أبناءها قادرون على التنظيم والإبداع والتميز، وما هذا المهرجان إلا واحد من النجاحات التي تتحقق يوماً بعد يوم، كما أن قوة المحتوى في الفعاليات المتنوعة التي تشهدها واحة الشباب وتوفير جميع الوسائل المحببة للشباب، واستقطاب بعض الأسماء المعروفة في عدد من المجالات مثل الشعر والمسرح والرياضة شكّل عامل جذب للزوار»، مطالباً بإيجاد مقار أخرى متنوعة للشباب يقام فيها ذات الفعاليات أو فعاليات مشابهة لتوسيع دائرة المهرجان ومنح العائلات على الكورنيش فرصة الاستمتاع. متابعو «المهرجان» يغوصون في تفاصيل الحياة القديمة يطلق مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية مهرجان «الساحل الشرقي» في نسخته الرابعة مطلع شهر آذار (مارس) المقبل، بهدف عكس هوية المنطقة وموروثها الثقافي والتراثي. ويشمل المهرجان على عدد من الفعاليات والأنشطة ذات الطابع الثقافي والتراثي والبحري، وسيشهد المهرجان في نسخته لهذا العام نقلة نوعية في النشاطات الشبابية، وتطوير القرية الشعبية، ومشاركة أوسع للفنون التشكيلية، إضافة إلى استضافة الدول الشقيقة بصفتهم ضيوفاً رسميين للمهرجان، وذلك في الواجهة البحرية في الدمام ويستمر مدة تسعة أيام. وينظم المجلس المهرجان برعاية أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، وبالشراكة مع الجهات ذات العلاقة في المنطقة من القطاع العام والخاص. وأوضح المشرف العام على المهرجان أمين مجلس التنمية السياحية مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان في تصريح صحافي أن «مهرجان الساحل الشرقي حزمة من الفعاليات التي تضفي متعة وجمالاً، وتغوص بمتابعي المهرجان في تفاصيل الحياة القديمة، وارتباطها بالبحر وحكاياته وقصصه المشوّقة».