شهد ركن الألعاب الشعبية في مهرجان الساحل الشرقي الذي تنظمه لجنة التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية في منتزه الملك عبدالله بواجهة الدمام البحرية كثافة من قبل الزوار والمتنزهين والذين حرصوا على مشاهدة ألعاب الماضي التي كانت تنتشر في محافظات ومدن المنطقة الشرقي، إذ يشهد العرض يومياً أكثر من " 2000" زائر . وقال المشرف على المعرض العم " نجيب الدوسري " ان الركن يحوي أكثر من عشر العاب مختلفة منها ألعاب خاصة للبنات وأخرى خاصة للبنين ومن بين تلك الألعاب الخاصة بالبنات لعبة " الشكة، والحبلية، البروي، والمدود" ويقوم بتجسيدها" 7 " فتيات، وبالنسبة لألعاب البنين فهناك لعبة "حظك ونصيبك، القليلة، السقاي، الصبة، ولعبة السبع الحفر" ويقوم بتجسيدها أيضا " 7 " من الأبناء وجميعهم يتبعون لفرقة براعم الدمام ، حيث تم تدريبهم على إجادة الألعاب والتعريف بها للزوار، وتم توفير الملابس الخاصة بهم من الأسواق الشعبية القديمة في المنطقة وأيضاً من مملكة البحرين الشقيقة. .. ويمارسون إحدى الألعاب القديمة وأشار العم نجيب إلى أن هذه الألعاب كانت قديما تنتشر بين الأهالي قبل ما يقارب "80" عاماً، وخصوصاً في أوقات الإجازات والأعياد ويشاهدها الكبير والصغير، وفيها تنافس شريف وروح مرحة تجمع الأهالي في جو من الألفة والمحبة والمودة. من جانب اخر استذكر زوار مهرجان الساحل الشرقي، جلسات التراث القديمة لأحياء الدمام وتاروت ودارين، وأعادت تلك الجلسات مظاهر حياة البسطاء فيها إلى ما قبل 100 عام، وأتاحت فرصة للأبناء للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد في الماضي قبل ظهور "النفط"، بعدما وجد مجموعة من رواد المهرجان "الدكاك" و"المركاز" ليحتسوا عليها الشاي المطعم بحبات الهيل والقهوة العربية وتذوق الأكلات الشعبية. ويقول مبارك محمد العبيد"زائر" ان المهرجان أعاد ذاكرتي لأيام الطفولة وذلك من خلال تجسيده لنسخة طبق الأصل من أشهر الحارات آنذاك، بما فيها المركاز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافاً من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية، وإذا أحس الزائر بالتعب ويريد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخشب ليجلس عليها ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والتوت والقهوة والشاي. الدكاك في مهرجان الساحل الشرقي وأضاف العبيد ان الزمن القديم كانت حياة خالية إلى حد كبير من التعقيدات التي فرضتها الحياة العصرية الحديثة، فالجيران فيها يزورون بعضهم بشكل دوري، ويعرفون بعضهم بعضاً، ويشكلون ما يشبه العائلة الواحدة داخل الحي، بسبب أن الناس تجمعهم ظروف متشابهة اجتماعياً واقتصادياً، وكانت أكثر تمسكاً ومحافظة على العادات والتقاليد المتعارف عليها. وعن سبب اختفاء "الدكاك" في الأحياء يشير محمد الخالدي "زائر" ، إلى انها بسبب دخول الطراز الحديث على الأحياء فاختفت المعالم القديمة فيها، لافتا في الوقت نفسه إلى أن بعض أصحاب البيوت يقومون بعمل "الدكاك" بداخلها والاستمتاع بالجلوس عليها. ويبين عبدالله الدوسري "زائر" أن الدكة وجمعها "دِكَاكٌ" هي "حجر"الحجر أو "طابوق"الطابوق أو مقعدٌ مستطيل من خشبٍ توضع خارج "بيت"البيت وملاصقة للبيت معدة للجلوس يتم فيها استقبال الضيوف وخصوصا الجيران، وتكسى الدكة عادة "قماش"بالقماش وتصف عليها وسائد للراحة أثناء الجلوس، ولا يكاد يخلو بيت من الدكة قديماً، والتي تستخدم عادة للزيارات الخفيفة التي لا تستوجب ضيافة، ما يجتمع كبار السن لتبادل الأحاديث الودية والنقاش في الأمور الحياتية، لافتاً إلى اختلاط الشباب بكبار السن بتلك الجلسات للاستفادة والتعلم واكتساب الخبرات ويعمقون ثقافتهم بالتاريخ الذي يتحدثون عنه.