لا يهتم الموظف المتقاعد محمد الرويلي (62 عاماً) إن كان ابنه يزيد الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي متقناً مهارتي القراءة والكتابة، إذا كان يخرج كل يوم من المدرسة من دون أن يشتكي من ضرب المعلمين له! الرويلي الذي عانى مع جيله في أيام دراسته الأولى «بطش» المعلمين الأوائل، في سبيل أن يتعلم مهارات التعليم الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب، كان من المرحبين بتطبيق نظام «التقويم المستمر» الذي قضى - من وجهة نظره - على حال «الرهاب» من المدرسة بسبب تطبيقها نظام التقويم الأول. ويتذكر أثناء حديثه ل«الحياة» كيف كان يعاني هو وأبناء جيله، بسبب عدم تمكنه من إتقان المهارات الأساسية، وأضاف: «ما زلت أشعر بعقدة من الرياضيات بسبب معلم المادة في المرحلة الابتدائية، والذي كان يتفنن في أساليب معاقبة من لا يتقن مهارات الحساب». وعلى رغم أنه كان في سنواته الأولى من التعليم حين «صُدم» بأسلوب التعليم في تلك الفترة، إلا أن الجميع كان يقف مع المعلم في تلك الأيام، «لم تكن هناك تنظيمات صريحة تمنع الضرب في المدارس، وكان والدي - رحمه الله - هو أول من يشجع ذلك المعلم على استخدام العنف المفرط لتعليمي، وكان يردد ذلك الشعار الشهير «لكم اللحم ولي العظم!»، في سبيل أن أتقن المهارات بأي وسيلة كانت». ويحمّل الرويلي نظام التقويم في ذلك الوقت السبب في استخدام المعلمين أساليب ترهب الطلاب من المدرسة، وقال: «إن ابنه يزيد يشعر حالياً براحة نفسية أكبر في المدرسة». كما قال: «إن «النظام المستمر» ساعد الطلاب في التخلص من «شبح» الاختبارات الذي كان يدفع المعلمين الأوائل للضغط على الطلاب من أجل تجاوزه». غير أن الرويلي يقرّ بأنه في مقابل راحة ابنه النفسية، فإن «النظام المستمر» لا يساعد ابنه في إتقان المهارات الأساسية، ويرجع السبب إلى عدم قيام المعلمين والأسر بدورهم المفترض في نظام التقويم المستمر. من جانبه، استرجع المعلم فهد العنزي بداية تطبيق نظام التقويم المستمر في مرحلة الصفوف الأولية قبل نحو تسعة أعوام، مشيراً إلى أن النظام طُبق من دون إعطاء الميدان التربوي الفرصة لفهمه جيداً. وقال ل«الحياة» إنه وزملاءه معلمي الصفوف الأولية كانوا يجتهدون في تطبيق النظام الجديد لأكثر من ثلاث سنوات بعد فرض النظام الجديد. وأضاف: «إذا كان النظام غير واضح عند المعلمين، فمن باب أولى أن يكون كذلك لدى الأسر، إذ إن النظام كان يعتمد على التفاعل بين المدرسة والمنزل لتفعيله، وهو ما لم يكن متحققاً بدرجة كافية، لأن الأسر لم تكن تعرف شيئاً عن النظام الجديد، فهو في نظرهم نظام هلامي لا طعم له ولا رائحة!، فكان من الأولى تهيئة المجتمع وتعريفه بالنظام قبل تطبيقه عبر حملة إعلامية مكثفة».