علمت «الحياة» من مصدر في غرفة العمليات برئاسة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، ان ايعازاً عاجلاً تم تعميمه على دوريات ونقاط التفتيش القريبة من المساجد والجوامع والحسينيات قضى بتكثيف تعزيزاتها الامنية واللوجستية وتطويقها بإحكام، لا سيما دور العبادة التي يشرف عليها الوقف السنّي، وسط دعوات من قبل الوقفين «الشيعي» و«السنّي» الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات الجماعات المسلحة. وأوضح المصدر الامني، الذي شدد على عدم كشف اسمه، ان «توجيهات اصدرها مكتب القائد العام تقضي بتعزيز القطعات الامنية بما يلزم لتأمين دور العبادة جميعاً التابعة للوقف السنّي خشية وقوع ما لا يحمد عقباه». واضاف: «على خلفية التفجيرات التي ضربت بعض المساجد الشيعية في بغداد تم استدعاء مسؤولي غرف العمليات المشرفة على المناطق للتحقيق معهم ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم اذا ما ثبت تقصيرهم». وتابع: «ستزود دور العبادة كافة بكاميرات حرارية يمكنها كشف مخططات الارهابيين قبل تنفيذ جرائمهم». وقال: «التفجيرات التي طاولت بعض المساجد والحسينيات في بغداد تدخل في باب رد الفعل السريع غير المحسوب من قبل تنظيم القاعدة على اعتبار ان الاهداف التي ضربتها «تجمعات شعبية» وهنا اختفى التخطيط النوعي والتكنيك الفني وهذا يعكس حالة الانكسار الذي ضرب تلك التنظيمات الاجرامية التي لا شك انها تلفظ انفاسها الاخيرة». ولفت المصدر الى ان «الفرق الامنية المشتركة التي ستضطلع بحماية دور العبادة والاماكن الحساسة ستضم الى جانب قوات الشرطة والجيش، عناصر من القوات الخاصة المدربة والشرطة الاتحادية». وتابع: «ما يشاع عن تنفيذ خطط اجرامية مستقبلية لضرب بعض دور العبادة «السنّية» أمر مبالغ فيه والهدف منه اشاعة الفوضى بين العراقيين». الى ذلك جدّد الوقف الشيعي دعواته الى العراقيين الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات اعداء العراق. وقال رئيس الوقف صالح الحيدري في اتصال مع «الحياة»: «ندعو العراقيين الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء محاولات الحاقدين على العراق». واضاف «العراقي خبر محاولات الاعداء خلال السنوات الماضية في ايام الفتنة الطائفية التي روج لها الاعداء وبالتالي ادرك ان الهدف من تلك الاعمال الارهابية هو ضرب وحدة صف البلاد واعادة الفوضى الى مجتمعه مجدداً وهنا يبرز الوعي العراقي ازاء تلك المحاولات الفاشلة». وتابع: «يجب التنبيه الى قضية مهمة وهي ان كل العراقيين وعلى اختلاف مذاهبهم وأطيافهم وقومياتهم مستهدفون من قبل الارهاب وأزلامه بهدف تخريب العراق». ودعا الحيدري دول جوار العراق الى منع الارهابيين من تنفيذ المخططات الرامية الى تمزيق وحدة صف البلاد وذلك بعدم ايوائهم وملاحقتهم وهذا الأمر إنما يحقق منافع مشتركة. ودعا نائب رئيس الوقف السنّي محمود الصميدعي الحكومة العراقية ومكتب القائد العام للقوات المسلحة والمؤسسات الامنية الى بذل جهود اكبر لحفظ العراقيين واحالة المقصرين منهم الى المحاكم الخاصة. وقال الصميدعي ل»الحياة» ان «العراق اريد به ان يعود الى ايام ما بعد الاحتلال عام 2003 وصولاً الى 2006 حين كانت رحى العنف تدور على عجالة مستهدفة كل العراقيين». وتساءل «أين هي نتائج التحقيقات التي نسمع عنها عقب كل تفجير او عمل ارهابي لماذا لا يحال المقصرون في اداء مهامهم الامنية الى المحاكم وهو ما يثير الشكوك ازاء جدية تلك المؤسسات في عملها لا بل نتهمها بالتقاعس والتقصير في اداء واجباتها». وعن التحذيرات الامنية من استهداف مساجد سنّية قال: «لا أعتقد ذلك كون ورقة الطائفية والمذهبية احترقت ولن تعود مجدداً بسب وعي العراقيين وادراكهم للخطر الحقيقي الذي اريد له ان يضرب البلاد ومزقها بحسب امزجة واهواء اجندات سياسية خارجية». وحمّل حزب «الدعوة الاسلامية» الذي يرأسه رئيس الوزراء نوري المالكي ما سماه الحلف البعثي - التكفيري في تنفيذ تفجيرات يوم امس. وقال الحزب في بيان ان «الاعمال الارهابية اريد لها ان تصرف الانظار عن الانتصارات الكبيرة الرائعة التي حققتها الاجهزة الامنية على مدى الايام الماضية التي قصمت ظهر تنظيم القاعدة الارهابي في العراق بقتلها لزعيمي القاعدة ابو ايوب المصري وابو عمر البغداي والقاء القبض على ما يسمى والي بغداد وعشرات العناصر الارهابية، وتفكيك عشرات العبوات الناسفة والاستيلاء على العديد من اماكن صنع الجريمة والحصول على كم هائل من المعلومات يمكن له ان يسهم بشكل كبير في تفكيك هذه الشبكة الارهابية ويقتلع جذورها ويطهر ارض العراق منها». وأبدت هيئة علماء المسلمين قلقها من ان تكون تفجيرات امس التي استهدفت الحسينيات والمساجد في بغداد «جزءاً مدروساً» من سيناريو يُقصد منه إعادة الأوضاع إلى الاحتقان الطائفي. وقالت في بيان ان «الهيئة نبّهت أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء المخططات التي لا تخدم سوى الاحتلال وأعوانه ، موصية إياهم بالتحلي بضبط النفس وعدم الانسياق وراء الفتن المقيتة». واضافت ان «مَن يقفون وراء تلك الأعمال لا يملكون مقدار ذرة من الدين والقيم»، مبدية قلقها من أن تكون هذه التفجيرات «جزءاً مدروساً من سيناريو يُقصد منه إعادة الأوضاع إلى الاحتقان الطائفي بعد فضائح السجون السرية ، في رغبة دنيئة من أعداء الشعب العراقي بإشعال نار الفتنة بين أبنائه ونشر الفوضى في عموم البلاد» بحسب البيان. يذكر ان سلسلة تفجيرات استهدفت ظهر الجمعة الماضي عدداً من المساجد والحسينيات في مدن الصدر والحرية والرحمانية والامين خلفت عشرات القتلى والجرحى. ودانت رئاسة اقليم كردستان سلسلة التفجيرات وقال بيان لرئاسة الاقليم نشر على موقع الاتحاد الوطني الكردستاني: «في الوقت الذي يتهيأ العراقيون لاستقبال مرحلة جديدة بعد الانتخابات النيابية العامة التي أُجريت اخيراً، نرى اليوم توالي وتزايد وتيرة الهجمات الارهابية بغية عرقلة حوارات الاطراف والكيانات السياسية العراقية الرامية لتشكيل الحكومة الجديدة». واضاف ان «سلسلة التفجيرات ، تدعونا جميعا الى الوقوف صفاً واحداً من أجل التصدي للارهابيين ومجابهتم بشدة».