يعيش ناصر أحمد الكويظم (39 سنة) وأطفاله، في غرفة واحدة، هرباً من بقية المنزل المستأجر، خوفاً من انهياره عليهم. ويقطن الكويظم في قرية الجرن، شمال محافظة الأحساء. وفيما يدفع ثلث راتبه، الذي يتقاضاه عن وظيفة حارس مدرسة للإيجار، لم تمنعه إعاقته من مواصلة المطالبة بحقه في الحصول على منزل من مؤسسة «الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي»، التي أنشأت منازل في قريته، وبدأت ت3وزيعها قبل عام. وعلى رغم ان الكويظم سجل في قائمة المنتظرين للإسكان منذ عام 1423ه، إلا أنه فوجئ بعدم شموله في قائمة المستفيدين، الذين بدأ توزيع المنازل عليهم العام الماضي. وأوضح: «مراجعتي الدائمة طوال الأشهر الماضية لم تنتج شيئاً غير الوعد بدرس الموضوع. ومضى عام وهم ما زالوا يدرسون الأمر، من دون أن يبينوا السبب في عدم حصولي على منزل، مع أن جميع الشروط تنطبق على حالتي»، مضيفاً: «المؤسسة تشترط أن يكون المستفيد من الإسكان من سكان الجرن. وأن يعيل أكثر من طفل، وأنا أعيل ثلاثة، إضافة إلى ألا يكون مالكاً لمنزل. وأنا مستأجر منزلاً آيلاً إلى السقوط». وخصصت المؤسسة المنازل لفئات اجتماعية، من بينها الأرامل والمطلقات والمعوقين. ويؤكد الكويظم: «الشروط كلها تنطبق على حالتي، بما فيها أني معوق حركياً». وأشار تقرير جراحة العظام الخاص بالكويظم الصادر من مستشفى الملك فهد في الهفوف، إلى أنه «يعاني من عقابيل شلل أطفال قديم، أدت إلى ضمور في الطرفين السفليين مُركز على الجهة اليمنى، إضافة إلى ضمور في الطرف السفلي الأيمن». كما ذكر التقرير «محاولة إصلاح جراحي بتثبيت المفصل الثلاثي للقدم اليمنى، إلا أن هذا يُسبب صعوبة في المشي والحركة، من دون مساعدة». ولم يفهم الكويظم حتى الآن سبب تأخر «المؤسسة» في عدم منحه مسكناً «على رغم من توافر جميع الشروط المطلوبة»، مبدياً مخاوفه من «فوات الفرصة عليّ». ويقول: «أعمل في وظيفة حارس وأستلم 1600 ريال شهرياً أدفع منها 450 ريالاً إيجاراً للمنزل الذي يوشك على الانهيار، وأنفق بقية المبلغ على متطلبات أسرتي، إضافة إلى مستلزمات الأولاد. كما أحاول تسديد دين يبلغ نحو 25 ألف ريال مترتب منذ زمن بعيد». ووصف محاولته الحصول على مساعدة من الجمعيات الخيرية، سواءً تلك الموجودة في الجرن أم من جمعية البر في الأحساء، ب «الفاشلة والمُتعبة»، موضحاً: «لم أتلق منهم أي مساعدة على رغم وضعي المتردي وإعاقتي. كما أن الضمان الاجتماعي توقف عن صرف مساعدات لي بعد أن استمرت عامين فقط، بحجة أنني حصلت على وظيفة حارس. ولا أعلم هل 1600 ريال كافية لتقطع عني المساعدة، أم أن إعاقتي ليست كافية لصرفها».