هبّت رياح عاصفة زادت سرعتها على 50 عقدة في الساعة على منطقة الرياض أمس، ما أدى إلى انخفاض الرؤية إلى أقل من كيلو متر واحد، وتساقط اشجار ولوحات إعلانية، وإغلاق مطار الملك خالد الدولي منذ الخامسة مساء، وتحويل جميع الرحلات الجوية إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام، فيما أكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن البلاغات التي تلقتها كانت محدودة. وأكد المدير العام لمطار الملك خالد الدولي في الرياض عبدالله الطاسان ل «الحياة»، إغلاق المطار بدءاً من الساعة الخامسة مساء بسبب عاصفة رملية شديدة بلغت 50 عقدة تسببت في انخفاض مستوى الرؤية على مدرج المطار إلى أقل من متر واحد. وتابع: «لدواعي السلامة جرى طلب تأخير الرحلات الداخلية والخارجية، ويجري الآن تنظيف مدارج المطار بعدما سقط على المدرج بعض الأشجار والأتربة المتراكمة»، مشيراً إلى أن الجهات المعنية في المطار سمحت منذ السابعة للطائرات القادمة إلى الرياض بالهبوط في حال قدرتها، فيما استمر الإغلاق أمام الطائرات المغادرة. ولفت إلى أن إحدى الطائرات حولت مسارها إلى مطار الملك فهد في المنطقة الشرقية بعدما رفض قائد الطائرة الهبوط على المدرج بسبب انعدام الرؤية وحرصاً على سلامة الركاب، فتمت الموافقة على طلبه. من جهته، أكد مدير الإعلام في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني ل «الحياة» أن المنطقة الوسطى تتعرض لمنخفض جوي مصحوب برياح نشطة مثيرة للغبار، أسهم في إثارة الأتربة وانخفاض الرؤية على المناطق الوسطى والشرقية، مرجحاً استمرار الطقس على هذه الحال حتى مساء اليوم. وأضاف أن الأجواء في المناطق السعودية تتعرض عادة للأتربة المحمولة القادمة من الشمال بسبب هشاشة التربة والجفاف والذي يضرب معظم المناطق المجاورة للمملكة، ما يسهل انتقالها عبر الرياح التي تصل سرعتها إلى 45 كيلو متراً في الساعة. وعزا كمية الأتربة الكبيرة إلى عدم وجود مسطحات خضراء كافية لحفظ التربة. وتابع: «الطقس في شهر نيسان (ابريل) متقلب وانتقالي بين فصلي الربيع والخريف، فتارة تسطع الشمس وأخرى يأتي الغبار أو المطر، وربما تستمر هذه المنخفضات التي تصحبها رياح نشطة على المناطق الشمالية والوسطى والشرقية حتى نهاية الشهر الجاري». وتوقع القحطاني أن يظهر حزام سحابي يمتد من جنوب غرب المملكة مروراً بالأجزاء الجنوبية لوسط المملكة وحتى المنطقة الشرقية تتخللها سحب ركامية رعدية على مرتفعات الباحة وعسير ونجران وأجزاء من المنطقة الشرقية، وأن تنشط الرياح السطحية على طول القطاع الغربي تمتد إلى الأجزاء الداخلية من منطقة المدينةالمنورة ويشمل ذلك أجزاء من وسط وشرق وشمال المملكة تحد من مدى الرؤية الأفقية. وتطرق القحطاني إلى أن درجات الحرارة اليوم ستصل في مكةالمكرمة إلى 39 درجة للعظمى و27 درجة للصغرى، بينما تكون في الرياض 37 درجة مئوية للعظمى و21 درجة مئوية للصغرى، أما المنطقة الشرقية فستسجل 35 درجة مئوية للعظمى و21 درجة للصغرى، فيما تشهد درجة الحرارة انخفاضاً في المناطق الشمالية خصوصاً في المساء، إذ تصل العظمى في حائل إلى 35 درجة والصغرى إلى 19 درجة، وكذلك الحال في معظم المناطق الشمالية التي تسجل تدنياً في درجات الحرارة مساء. «الدفاع المدني» تستنفر استنفرت فرق الدفاع المدني في منطقة الرياض أمس تحسباً لحدوث أي طارئ عقب العواصف الترابية. وقال المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني النقيب عبدالله القفاري ل «الحياة»: «المديرية العامة للدفاع المدني في حال جاهزية قصوى للتدخل في الميدان بعد عاصفة السحب الركامية التي ضربت مدينة الرياض اليوم (أمس)، والتي تكونت على الأجزاء الجنوبية والجنوبية الغربية من مدينة الرياض، مصحوبة بأمطار ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار حدت من مدى الرؤية إلى أقل من 3 كيلو مترات، ووصلت سرعة الرياح إلى 55 كيلو متر. وأشار إلى أن بلاغات عدة وصلت من مواطنين ومقيمين تطلب المساعدة، فيما البعض الآخر يستفسر عن العاصفة، مؤكداً عدم تسجيل أي حادثة تستدعي التدخل حتى الساعة: «رجال الدفاع المدني على أهبة الاستعداد للتدخل في الظروف الطارئة في ما لو استدعى الأمر ذلك، وجميع فرق وآليات الدفاع المدني في الميدان». وحذر القفاري أصحاب الروافع الكبيرة في المباني من العمل خلال فترة التقلبات الجوية، داعياً إلى الابتعاد عن أماكن الأودية والشعاب والأماكن المتحركة في الشوارع عموماً، والبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة في مثل هذه الأجواء.