رداً على ما نشره عبدالسلام اليمني في صفحة الرأي بتاريخ 20-4-2010 العدد (17182) بعنوان: «مالك بن نبي والخروف الأشقر». اتساءل: ما العلاقة بين مالك بن نبي والخراف الشقر؟ وحده عبدالسلام اليمني يعرف ذلك، فعندما فرغ من قراءة كتاب المفكر الجزائري المعروف لم يجد ما يلفت نظره لبناء حضارة المجتمع العربي ودوله إلا أن ينتقل منه إلى أخبار عن «استهلاك الخراف الشقر للمياه»! وتجاوز اليمني هذا المدخل السلبي للمقال إلى التحدث عن بدء مفهوم الملحمة البشرية التكاملية لعنصر النهضة واستمرارها، ليقفز بعدها مرة أخرى إلى الثناء على وزير المياه والكهرباء وفصول الإحصاءات! فما الذي ربط مالك بن نبي والخروف الأشقر ومديح وزير الكهرباء إلى درجة أن يطلب منه أن يترك وزارته ويتجه لوزارة التعليم ليؤسس مع مسؤوليها مسائل استهلاك الخراف الشقر للمياه؟ نحن لا نعترض على الفكرة من أساسها، ولكن نعترض على التكلف والاستدعاء غير المبرر، وانعدام علاقة التناسب بين الجذر الاستشهادي للموضوع والموضوع نفسه، وهذا ما يجعل مثل هذه الكتابات تدخل في نظرنا تحت طائلة السؤال الكبير: «ما دور الاستعراض الثقافي والعلاقات العامة في تشكيل مادة المقال الصحافي»؟ أقول لليمني وهو يتساءل: كم من المواطنين سيستفيدون من رسالة «وزارة المياه» التوعوية؟ ونحن نتساءل معه: كم من القراء يمكنهم أن يستفيدوا حقيقة من مقال كهذا، اجتمع فيه مالك بن نبي مع الخروف الأشقر مع مديح وزير المياه والكهرباء ودعوته إلى انتداب مخصوص إلى وزارة التعليم؟ إلى متى وكتاب الصحافة يخلطون السمك واللبن بالتمر الهندي، ويربطون بين ميادين عملهم وعلاقاتهم الخاصة وبين اهتمامات القارئ الذي يكتبون له، ويصرون ذلك بعبارة استعراضية فاتنة مثل: «يقول مالك بن نبي»؟! فقط... احترموا عقولنا!. [email protected]