قال الرئيس محمود عباس ان السلطة الفلسطينية باقية مكانها، معتبراً انها «انجاز لن نتخلى عنه» وانتقد اسرائيل التي «تحلم بانهيار السلطة». وظهر عباس أمام الجمهور الفلسطيني في خطاب ألقاه أمس في بيت لحم لمناسبة عيد الميلاد لدى الطوائف الشرقية، هادفاً، في ما يبدو، الى تبديد الأنباء الأخيرة حول وضعه الصحي، من جهة، وللرد على التحذيرات الاسرائيلية من احتمال انهيار السلطة في مرحلة ما بعد عباس. وقال عباس ان «السلطة الفلسطينية انجاز من انجازات شعبنا لن نتخلى عنه. وعليهم (الاسرائيليين) أن لا يحلموا بانهيارها». وأضاف: «لن نخرج، ولن نيأس، ولن نستسلم، لكن في الوقت ذاته لن نقبل ببقاء الوضع الراهن كما هو، من رفض اسرائيل لإجراء المفاوضات واستمرار الاستيطان». وفي رده على سؤال عن مصير السلطة بعده، قال عباس: «لا شيء بعد السلطة سوى الدولة» رافضاً الاشارات الاسرائيلية في شأن قرب انهيارها. وتناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية أخيراً تقارير مفادها أن تل أبيب تعمل على وضع خطة طوارئ في حال انهيار السلطة الفلسطينية. وكشف عباس رفضه اقتراحات اسرائيلية للبناء في الكتل الاستيطانية فقط، مؤكداً انه لن يقبل أي بناء استيطاني، معتبراً ان «كل الاستيطان منذ العام 67 غير شرعي ويجب إزالته». وأكد انه سيواصل هذا العام مساعيه في الأممالمتحدة من أجل الحصول على قرارات جديدة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف «سرطان» الاستيطان. واتهم عباس حركة «حماس» بالمسؤولية عن فشل جهود انهاء الانقسام. وقال انه قبل اقتراحاً للفصائل الفلسطينية لإعادة فتح معبر رفح الذي يربط قطاع غزة مع مصر، لكن «حماس» رفضته. وفي الملف الإقليمي أعلن عباس وقوفه الى جانب المملكة العربية السعودية في كل ما قامت وتقوم به. وكان مكتب عباس أعلن أن الرئيس سيلقي خطاباً مهماً. لكن مراقبين يرون ان الخطاب لم يحمل جديداً وان الهدف منه هو اظهار عدم صحة الأنباء التي يسربها خصومه في شأن وضعه الصحي، وعدم اكتراثه بالصراع الجاري في شأن خلافته بين عدد من اقطاب حركة «فتح» وللرد على تحذيرات اسرائيلية من انهيار السلطة. وتعرض عباس في الآونة الأخيرة لانتقادات حادة من قبل عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب الذي هاجم ادارته للملفات السياسية الداخلية والوطنية والاقليمية واصفاً اياها ب «التخبط». ولا يخفي المرشحون المحتملون لخلافة عباس مساعيهم الرامية الى ذلك. وأبرز هؤلاء المرشحين كل من مروان البرغوثي القائد الفتحاوي الأسير، وجبريل الرجوب ومحمد دحلان وصائب عريقات وسلام فياض. وتعطي استطلاعات الرأي مروان البرغوثي الأفضلية على غيره في اي انتخابات مقبلة. ويتوقع كثيرون حصول انقسام في حركة «فتح» في حال مغادرة عباس المشهد لأي سبب كان بسبب عدم وجود نائب له. وفاز عباس برئاسة السلطة في انتخابات أجريت قبل 11 عاماً، وتعطلت بعدها العملية الانتخابية جراء الانقسام بين حركتي «فتح» التي تسيطر على الضفة الغربية، و «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة.