تهدف الندوة التي أقرها مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز قبل مدة، إلى توثيق سيرة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، قبل توليه الحكم وبعده، ورصد إنجازاته كملك للبلاد وأعماله وما خطت المملكة العربية السعودية في عهده من خطوات في مجالات التنمية والنهضة، وما قدمته الدولة لخدمة الإسلام والمسلمين ومواقفه السياسية في هذا الإطار امتداداً للمكتسبات الحضارية الوطنية على المستويين المحلي والخارجي منذ عهد الملك عبدالعزيز، الذي وضع الأسس والركائز لانطلاق المملكة نحو المستقبل. وستبدأ دارة الملك عبدالعزيز بوضع التجهيزات الإدارية والعلمية لهذه الندوة الملكية الخامسة ومحاورها، وكل ما يتعلق بإنجاحها بالتعاون مع أبناء الملك عبدالله كما جرت العادة في الندوات الملكية الماضية. وتعد الندوات الملكية التي أقرها مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، أحد أبرز الأعمال العلمية في دعم قنوات توثيق التاريخ السعودي، إذ تمثل إحدى الطفرات النوعية في المحاضرات التاريخية لما تمثله من إضاءة توثيقية لقرارات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز، ورؤاهم التنموية ومناهجهم في إدارة شؤون الدولة لرفعة الوطن الحضارية ورفاهية المواطن، وكانت أول ندوة ملكية هي الندوة العلمية عن تاريخ الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود عام 2006 وشارك فيها 87 باحثاً وباحثة، وفي عام 2008 عقدت الندوة العلمية عن تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز وشارك فيها 35 باحثاً وباحثة، بينما عقدت الندوة العلمية عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز عام 2010 بمشاركة 40 باحثاً وباحثة، وفي العام الماضي 2015 عقدت الندوة العلمية عن الملك فهد بن عبدالعزيز وضمت 28 بحثاً. واستطاعت الدارة أن تجمع الجهود العلمية الراغبة في المشاركة في تلك المنظومة من الندوات في فكرة تثبيت المحاور للندوات بعد أن رأت أن تلك المحاور شاملة ومستوعبة لكل تاريخ الملوك. وخرجت الندوات بتوصيات عدة، هي: دعم الدراسات التاريخية المتعلقة بالملوك السابقين، وحث الجامعات والكليات العلمية على توجيه طلاب الدراسات العليا وطالباتها للاهتمام بهذه المواضيع ودرسها، خصوصاً في رسائلهم للماجستير والدكتوراه، وكذلك توثيق الذاكرة الوطنية من خلال الروايات الشفهية للمعاصرين لفترات الحكم الثلاث، وروايات العاملين والمتعاملين مباشرة مع الملوك، وتعزيز جهود دارة الملك عبدالعزيز في جمع الوثائق المحلية والعربية والأجنبية لتلك المراحل وإتاحتها لحركة البحث العلمي التاريخي. الندوات الملكية مفتوحة للباحثين والباحثات، كما أنها بعدد حضورها من المجتمع تمثل أيضاً احتفائية شعبية، وعادة ما يصاحبها معرض مصور عن الملك المحتفى به تظهر صوره مشاركته في مناسبات عدة داخلية وخارجية مدعومة بصور لوثائق تاريخية تشف عن شخصيته الإنسانية في الأغلب، كما تشمل حفلة افتتاح الندوات الماضية التي رعاها كلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إصدارات جديدة ومخصصة لمناسبة الندوة، وبالتالي فإن تلك الندوات لم تكن مقتصرة على البحث العلمي الخاص، بل تستثمر كل مصادر التاريخ المختلفة من صور فوتوغرافية وأفلام ووثائق تاريخية وكتب وشهادات شفهية، في إشارة من الدارة إلى أهمية تلك المصادر المتنوعة بالتساوي لاستقصاء التاريخ الوطني، علاوة على ذلك تقوم الدارة بجمع البحوث المشاركة وطبعها في كتاب باسم الندوة تعميماً للفائدة وتوثيقاً للمناسبة، كما تخصص عدداً من مجلتها الفصلية المحكَمة «الدارة» عن الندوة يتداول فيه باحثون آخرون ومشاركون في الندوة مواضيع ضمن محاور الندوة.