دخلت واشنطن بقوة أمس على خط الأزمة السورية-الاسرائيلية والاتهامات لدمشق بتزويد حزب الله صواريخ سكود، ودانت ادارة الرئيس باراك أوباما "بأشد العبارات أي عملية نقل أسلحة وخصوصا أنظمة صواريخ باليستية مثل سكود من سورية الى حزب الله" محذرة دمشق من "خطورة الخطأ في التقدير وما قد ينتج عن هكذا تصعيد"، وداعية الى "وقف تام وفوري لأي شحنات أسلحة للحزب". وفي بيان هو الأشد لهجة من ادارة أوباما حيال سورية منذ وصوله البيت الأبيض في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، أكدت الخارجية الأميركية أنها "استدعت نائب رئيس البعثة في السفارة السورية زهير جبور" (ونظرا لوجود السفير عماد مصطفى خارج العاصمة)، وبغرض "استعراض تصرف سورية التحريضي حول نقل محتمل للسلاح لحزب الله." وأشار البيان الصادر عن نائب المتحدث باسم الخارجية غوردون دوغويد الى أنها المرة الرابعة التي تقوم فيها الخارجية الأميركية بابلاغ السفارة السورية عن قلقها من مسألة التسريب، وأن الغرض هو "ايصال هذه الرسائل للحكومة السورية" لافتا أن الحوار الأميركي مع سورية "هو صريح ومستمر حول هذه المسألة ونتوقع المثل" من دمشق. وأكد البيان في لهجة كان مقصودا منها أن تبقى مبهمة ولتفادي اعطاء معلومات استخباراتية عما اذا تم نقل الصواريخ أم لا، أن "الولاياتالمتحدة تدين وبأشد العبارات نقل أي أسلحة، وخصوصا أنظمة الصورايخ الباليستية مثل سكود من سورية الى حزب الله"، وأضاف أن ذلك "يمكن فقط أن يزعزع استقرار المنطقة ويشكل تهديد مباشر لأمن اسرائيل وسيادة لبنان". وحذرت واشنطن الجانب السوري "من خطورة الخطأ في التقدير والذي قد ينتج عن هكذا تصعيد" ورأت أن ذلك "يجب أن يجعل سورية تعود عن السياسة الخاطئة التي اعتمدتها في تزويد حزب الله بالسلاح." وأشارت الى أن "التشنج المتزايد و"الاحتمال المتزايد للنزاع الناتج عن هذه السياسة هو عائق أمام الجهود المستمرة نحو السلام الشامل في الشرق الأوسط." وذكر البيان بأن جميع الدول ملزمة وضمن قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بمنع تصدير السلاح الى لبنان الا عبر الحكومة اللبنانية. وختم بيان الخارجية بدعوة دمشق "الى وقف تام وفوري لأي شحنات أسلحة لحزب الله ومجموعات ارهابية أخرى في المنطقة" مشيرا الى أن "ادراج سورية ضمن الدول الراعية للارهاب هو مرتبط مباشرة بدعمها لمجموعات ارهابية مثل حزب الله." ورأى الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، أن البيان، يعكس "جدية الادارة الأميركية في التعامل مع المسألة"، و"يخرجها من فلك الادعاءات الاسرائيلية". واضاف تابلر في تصريحات ل"الحياة"، أن واشنطن "لن تقبل بخوز حوب الله أسلحة استراتيجية"، و"لم تكتف بالرد السوري في الأربعة مرات الأخيرة" وارتأت من البيان انتظار "رد ديبلوماسي مناسب من دمشق". وفيما لم يتوقع تابلر أن تؤثر المسألة على المصادقة على تعيين السفير روبرت فورد والمتوقع أن يصوت عليها الكونغرس قريبا.