طالب عميد البحث العلمي مدير وحدة العلوم والتقنية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ناصر العقيلي بتشجيع التفكير الإبداعي، من أي شخص، وتحريره من عوائق الخوف، شرط أن يحصل على التدريب أو التأهيل الملائم، مبيناً أن التفكير والتوجه الإبداعي ليس مرتبطاً في شكل مباشر بالذكاء. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بعنوان «التفكير الإبداعي والحاجة لخلق منظومة داعمة لتحقيق الأفكار» ضمن فعاليات الملتقى الأول للإبداع والابتكار في العمل الخيري، الذي نظمته الأمانة العامة لجائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري والمركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) ومؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية، تحت شعار «الإبداع والابتكار بين النظرية والتطبيق». وعدد العقيلي المتطلبات الأساسية للإبداع والابتكار، التي تشمل التعليم والابتعاد عن الخوف من الفشل، والخروج عن المألوف والنمطية، والتفكير بطريقة مختلفة، والحاجة لبيئة مساندة. وبيّن أن الحاجة إلى التفكير المختلف والتعاطي الخلاّق مع القضايا الأساسية أصبحت حاجة ملحّة في وقتنا الحالي، وأنه في ظل المنافسة المحتدمة عالمياً ومحدودية الموارد، وارتفاع مستوى توقعات المستفيدين أصبح لزاماً التعاطي مع القضايا المختلفة من منظور إبداعي. وأشار إلى أن «التفكير والتعاطي الإبداعي مع الأعمال والإنجازات في الأساس قائم على قدرتنا على استحضار الأصالة وطلاقة التفكير والمرونة التلقائية في أعمالنا وإنجازاتنا». وأوضح أنه من الخطأ الااعتقاد بأن التفكير والتوجه الإبداعي مرتبط بشكل مباشر بالذكاء الموروث مع تأثيره الكبير الذي لا يمكن إنكاره أو محصور على فئة عمرية دون أخرى. مؤكداً أن التفكير الإبداعي يمكن أن يصدر من أي شخص، بشرط أن يحصل على التدريب أو التأهيل الملائم. وشدد على دور البرامج التعليمية والتدريبية والاستشارات، التي تساعد في تحفيز التفكير بصورة مختلفة وخارجة عن المألوف، «ومع كل هذا فعدد القادرين على التفكير بابتكارية وإبداعية قد لا يكون كافياً للحصول على نتائج مميزة». ولفت إلى أن التحدي الأكبر هو إعداد منظومات قادرة على دعم المبتكرين وتحويل أفكارهم وإبداعاتهم إلى واقع ملموس، إضافة إلى تحفيزهم لإطلاق أفكار أخرى، وأن ذلك لا يزال التحدي الأكبر في كثير من البلدان، «وتحديداً في أنظمتها التعليمية والصناعية». واستعرض العقيلي بعض المتطلبات الأساسية التي يجب أن تتوافر في الفرد وفي الأنظمة المحيطة به ليكون قادراً على الإبداع والابتكار، وعرض بعض التجارب الشخصية، وسلط الضوء على جهود جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في خلق منظومة قادرة على التفاعل بين مكوناتها، وذكر أن ذلك من الأهمية بمكان «كي نصل إلى تحقيق الأفكار والمشاركة الفاعلة في الأنشطة والتوجهات التنموية». يذكر أن الملتقى الأول للإبداع والابتكار في العمل حظي بحضور ممثلين من وزارات مختصة ومؤثرة في إدارة العمل الخيري، إلى جانب مشاركة قيادات العمل الخيري والعاملين في منظماته المختلفة، والمتخصصين والباحثين في مجال الإبداع والابتكار. وتعد جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري أول جائزة متخصصة في الجودة والتميز المؤسسي في قطاع العمل الخيري عالمياً ومحلياً، وتبنتها مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية، بهدف خدمة العمل الخيري وتطويره، والتوعية بأهمية التميز والجودة فيه، باعتباره قطاعاً مكملاً للقطاعين الحكومي والخاص.