استهدف انفجار حياً يضم القنصلية الهندية في مدينة جلال آباد شرق افغانستان، من دون ان يُسفر عن اصابات، وذلك بعد يومين على هجوم استهدف القنصلية الهندية في مزار الشريف (شمال)، وآخر على قاعدة عسكرية هندية في اقليم البنجاب شمال الهند، ما يوحي بمحاولة نسف جهود التقارب بين نيودلهي وإسلام آباد بعد ايام على زيارة رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي افغانستانوباكستان. وقال عطاء الله خوقياني، الناطق باسم حاكم ولاية ننغرهار وكبرى مدنها جلال آباد: «لسنا متأكدين من الهدف، لكن دورية تابعة للشرطة كانت تمر لدى انفجار عبوات وضعت في سلة مهملات» في الحي الذي يضم ايضاً قنصليتي باكستان وإيران. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية فيكاس سواروب ان قنصلية بلاده «غير مستهدفة»، موضحاً ان الانفجار حصل على بعد 200 متر من المبنى. والوضع الأمني في افغانستان شهد تدهوراً اضافياً مع تنفيذ حركة «طالبان» سلسلة اعتداءات، آخرها تفجير سيارة وشاحنة مفخختين في كابول اول من امس. وتبنت حركة «طالبان» الأفغانية الهجوم الذي نفِذ باستخدام شاحنة مفخخة على مجمع «كامب بارون» الخاضع لحراسة مشددة والذي يسكنه متعاقدون تقنيون مدنيون قرب مطار كابول، حيث جرح 30 مدنياً على الأقل بينهم 9 أطفال. وأوضحت الشرطة أن انتحارياً قاد شاحنة محملة بمتفجرات حتى البوابات المصفحة للمجمع السكني قبل أن يفجرها، ما أدى الى تهشم زجاج النوافذ وتضرر المنازل القريبة إلى حد كبير. في غضون ذلك، حض مودي رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف على التحرك في شكل «حازم وفوري» ضد المسؤولين عن الهجوم الدموي الذي استهدف القاعدة الهندية قرب باكستان. ورد شريف بأن «معلومات محددة وملموسة تلقتها باكستان في شأن الهجوم، ستتحرك في شكل سريع وحاسم ضد الإرهابيين». وتشتبه الهند بانتماء المجموعة التي نفذت الهجوم الى جماعة «جيش محمد» المتمركزة في باكستان، والتي كانت هاجمت البرلمان الهندي في كانون الأول (ديسمبر) 2001، ما ادى الى تصعيد عسكري على الحدود بين البلدين. وكشف سالويندر سينغ، الضابط في الشرطة الهندية، ان رجالاً مدججين بسلاح يتحدثون اللغة الأردية التي يتكلمها كثيرون في باكستان ويمكن لن يفهمها الهنود جزئياً، خطفوه عشية الهجوم على القاعدة الجوية في شمال الهند. وقال: «أدركت فور رؤيتهم أنهم إرهابيون. انتزع أحدهم هاتفي وأجرى اتصالات بباكستان». وتعامل ضابط آخر اتصل به سينغ بعد إطلاقه مع الأمر على أنه سطو مسلح، ما يُشير إلى نقاط ضعف أمنية سبقت الهجوم.