تعرضت القنصلية الهندية في هيرات، كبرى مدن غرب افغانستان، لهجوم شنه أربعة مسلحين قبل ان تصدهم قوات الأمن، ما يسلط الضوء على غياب الأمن قبل اسابيع قليلة من تنظيم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وأشهر على انسحاب قوات حلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية العام. ولم يسفر الهجوم عن ضحايا في البعثة الهندية، لكن جرح عنصر أمن واحد على الأقل لدى اقتحام المعتدين منزلاً قرب القنصلية، وفتحهم النار على المبنى الديبلوماسي. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية سيد اكبر الدين بأن «شرطة الحدود الهندية التيبتية قتلت احد مطلقي النار لدى محاولة المهاجمين اقتحام القنصلية، ثم تعاونت مع الجنود الأفغان في صد الهجوم». وسبق ان استهدفت مصالح الهند في افغانستان بهجمات عدة. وقتل 9 مدنيين بينهم 7 اطفال لدى تفجير انتحاري سيارة مفخخة امام القنصلية الهندية في جلال آباد (شرق) في آب (اغسطس) 2013. وفي 2008 استهدف اعتداء بسيارة مفخخة السفارة الهندية في كابول، حيث سقط حوالى 60 قتيلاً. واتهمت السلطات الهندية حينها جماعة «عسكر طيبة» الاسلامية الباكستانية بتنفيذه، ثم استهدفت السفارة مجدداً بعملية انتحارية في العام التالي. وفي 2010، استهدف هجوم منزلين لهنود في العاصمة كابول. وفيما لا يستبعد محللون خطر نشوب «حرب بالوكالة» في افغانستان بين الهند التي تدعم كابول منذ اطاحة حكم حركة «طالبان» نهاية عام 2001 ومنحتها مساعدات اعمار قيمتها بليوني دولار، وباكستان التي تحالفت مع الحركة سابقاً، سارعت إسلام آباد الى اصدار بيان دانت فيه الهجوم، مؤكدة انها تعارض «الارهاب في كل اشكاله». وكان رئيس الحكومة الهندي المنتخب نارندرا مودي دعا نظيره الباكستاني نواز شريف لحضور مراسم تنصيبه في نيودلهي الاثنين. وأعلن الأخير انه يدرس المشاركة. وتزامنت تحضيرات التنصيب مع دعوة حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي الذي ينتمي اليه مودي الى علاقات متينة بين الهندوالولاياتالمتحدة، بعدما قاطع الغرب فترة طويلة رئيس الوزراء المنتخب بسبب اتهامه بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان بعد اعمال شغب دامية في ولايته غوجارات عام 2002 حصدت أكثر من الف قتيل معظمهم من المسلمين. وأقرّ سودانشو تريفيدي، الناطق باسم «بهاراتيا جاناتا»، في مؤتمر صحافي امام لجنة العمل السياسي الهندية الأميركية بواشنطن، بأن الحزب اثار مخاوف كثيرة» قبل ان يتولى السلطة للمرة الأولى عام 1998، لكنه لفت الى ان فترة توليه السلطة في الهند بين 1998 و2004 «كانت الحقبة الذهبية في العلاقات الهندية - الأميركية، ما يؤكد قدرة الحزب على رفع هذه العلاقات الى مستويات عالية جديدة». ولم يبدِ مودي في تصريحاته العلنية أي مرارة حيال الولاياتالمتحدة، وقال انه يدرس دعوة وجهها اليه الرئيس الأميركي باراك اوباما لزيارة واشنطن. الجنرال ديمبسي على صعيد آخر، أعلن الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، ان «طالبان» الأفغانية يجب ان تستفيد من فرصة تتقلص يوماً بعد يوم كي تسعى الى مفاوضات تنهي الصراع في أفغانستان. وقال بعد اجتماع عقده قادة عسكريون في مقر الحلف الأطلسي ببروكسيل لمناقشة مهمة تدريب غربية مستمرة في أفغانستان بعد نهاية السنة: «لا أقدم نصيحة عسكرية لطالبان، لكن اذا كنت أعطيهم نصيحة فهي: وضعكم التفاوضي لن يتحسن بل سيتآكل». واعتبر ديمبسي انه اذا استمر وجود قوات وأمكن تأمين دعم مالي للقوات الأفغانية «فقد تدرك طالبان ان فرصتها للمصالحة أو الاندماج هي فرصة ضائعة، واذا لم يستفيدوا الآن سيصبحون في وضع أضعف لاحقاً». وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر موسكو الثالث للأمن الدولي، اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان قد يؤدي إلى عودة تهديدات الإرهاب. وأشار الى أن عدم الاستقرار الإقليمي قد يصب في مصلحة بعض الدول، إذ «يسهل استثمار عدم الاستقرار في اعادة هيكلة واسعة في منظومة الأمن الدولي القائمة، وأكبر دليل على ذلك نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا والشرق الأقصى بحجة التصدي للبرنامج الصاروخي والنووي لكل من إيران وكوريا الشمالية تحت مزاعم تهديدهما أمن الولاياتالمتحدة ودول الناتو».