قررت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطلبت مغادرة جميع أفراد البعثة الإيرانية (السفارة والقنصلية والمكاتب التابعة لها) من أراضيها في غضون 48 ساعة. (للمزيد). أعلن ذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في إيران، في مؤتمر صحافي عقده أمس (الأحد) في الرياض، قدّم خلاله السفير أسامة النقلي موجزاً لما حدث للسفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد. وقال الجبير: «ما حدث يعد انتهاكاً صارخاً لكافة الاتفاقات والمواثيق والمعاهدات الدولية، كما أن هذه الاعتداءات بعد تصريحات نظام إيران العدوانية التي شكلت تحريضاً سافراً شجّع على الاعتداء على بعثات المملكة، إن هذه الاعتداءات تعتبر استمراراً لسياسة النظام الإيراني العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها وإشاعة الفتن والحروب فيها، وهذا الأمر يؤكد توفير نظام إيران ملاذاً آمناً في أراضيها لزعامات القاعدة منذ عام 2001، كما وفّر النظام الإيراني الحماية لعدد من المتورطين في تفجير أبراج الخبر عام 1999، يضاف إلى هذه الأعمال العدوانية قيام النظام الإيراني بتهريب الأسلحة والمتفجرات وزرع الخلايا الإرهابية في المنطقة بما فيها المملكة لنشر الاضطرابات فيها، إن تاريخ إيران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في شؤون الدول العربية، ودائماً ما يصاحبه الخراب والدمار وقتل الأرواح البريئة، والسعودية في ظل هذه الحقائق تعلن قطع علاقاتها مع إيران». واتهم وزير الخارجية السعودي الإيرانيين بتعطيل مغادرة عوائل الدبلوماسيين السعوديين من طهران، وعلّق على ما حدث في السفارة والقنصلية بقوله: «عندما يكون هناك تحريض، ويأتي متظاهرون أمام السفارة، ونطلب من السلطات الإيرانية دعم الأمن للسفارة ولا يكون هناك تجاوب فهذا مؤشر، وبعد ساعات كررنا الطلب ولم يتم التجاوب، وأعدنا الطلب بعد فترة من الزمن ولم تتجاوب السلطات الإيرانية. الأمور واضحة، وبعدها عندما تم اقتحام السفارة دخلت قوات الأمن الإيرانية، ولم يدخل الدبلوماسيون السعوديون السفارة إلا اليوم، ولاحظنا عند الساعة الثانية فجراً استبدال المتظاهرين، وكأن هناك دواماً وانتهى وجاء دوام مجموعة جديدة». ورداً على سؤال عن التهديدات التي تتعرض لها السفارة السعودية في العراق، قال: «ننظر لكل هذه التهديدات بجدية، وتم التواصل مع الحكومة العراقية وأكدت لنا الحكومة العراقية التزامها بالقوانين الدولية التي تفرض حماية المنشآت الدبلوماسية والبعثات المعتمدة لدى العراق وأنها تبذل كل ما في جهدها لتوفير هذه الحماية لهم، وبدون شك السعودية تنظر لكل تهديد بجدية». وشدد الجبير على أن السعودية ملتزمة بمواجهة الإرهاب بأشكاله كافة، وقال: «السعودية ملتزمة وحازمة ومصرة على أن تستمر في مسارها في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، ولن تسمح لأحد بالاعتداء على أراضيها أو شعبها». وأوضح الجبير أن السعودية تتصرف بناءً على مصالحها مبيناً أن التنسيق قائم مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقال: «الآن تم الإعلان عن خطوة السعودية في قطع علاقاتها مع إيران ولم يكن هناك تنسيق مع دول مجلس التعاون قبل ذلك، هناك بيان مشترك صدر من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون بإدانة الموقف الإيراني وانتهاك إيران لحرمة وحرم السفارة والقنصلية العامة في مشهد، وهناك مواقف معلنة من دول المجلس تدعم مواقف المملكة وترفض ما قامت به إيران، كما أن هناك دولاً أخرى في العالم أيدت ما قامت به المملكة وموقفها وانتقدت الموقف الإيراني، وهذا يعود لكل دولة تقرر ما ستقوم به، السعودية اتخذت القرار بناء على مصالحها وتؤكد موقفها في رفض التعامل مع دولة ترعى الإرهاب وتسببت في قتل الأبرياء في السعودية، وقامت بنشر الفوضى والطائفية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم الإسلامي». وحول ما ستقوم به السعودية قضائياً، قال: «السعودية تدرس كل الخيارات المتاحة لها، سواءً على مستوى الجامعة العربية أم منظمة العالم الإسلامي أم الأممالمتحدة، وستبذل كل ما في جهدها».