تحت شعار «العمل التطوعي وإدارة الأزمات والكوارث» انطلقت في جدة فعاليات الملتقى الرابع لقيادات العمل التطوعي برعاية وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أول من أمس.وشهد الملتقى الذي انطلق أول من أمس عدداً من الفعاليات الموثقة بالأفلام تمحورت حول أهمية العمل التطوعي وعلاقته بالمجتمع السعودي وارتباطه بالقيم والتعاليم الإسلامية التي تحث عليه وما تقدمه الحكومة من دعم للأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع. بدوره، أكد رئيس المجلس الإشرافي للملتقى خالد بن عبدالله الفواز أهمية ثقافة العمل التطوعي معتبراً إياها معياراً مهماً لقياس تقدم الأمم، وقال إن السعودية مرت خلال الأشهر الماضية بثلاث أزمات متنوعة، هي: هزات العيص، وسيول جدة، وقمع مجموعات المتسللين إلى الحدود الجنوبية. وذكر أن هذه الوقائع التي يمكن أن يصاب بها أي مجتمع أبرزت أهمية العمل التطوعي ودوره البالغ والمؤثر في إدارة الأزمات والكوارث والتخفيف من آثارها، «وهذا ما جعل الملتقى التدريبي الرابع لقيادات العمل التطوعي يناقش دور العمل التطوعي في إدارة الأزمات والكوارث من خلال استقطاب الخبرات والاستفادة من المنظمات الدولية المتخصصة في هذا الشأن، وما استفيد منه في التجارب المحلية في التعامل مع تلك الأزمات والكوارث». وأشار المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن أحمد آل طاوي في كلمة نيابة عن وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين إلى أهمية استمرار العمل الدؤوب والجهد المتواصل في ميدان العمل التطوعي، مؤكداً أهمية مثل هذه الملتقيات المتخصصة في العمل التطوعي. وأضاف أن الكوارث والأخطار كثرت في هذا العصر، ما يجعل الحاجة ماسة إلى عمل اجتماعي تطوعي منظم، مستشهداً بما تعرضت له مدينة جدة من كارثة طبيعية نتيجة الأمطار والسيول التي أظهرت بعض القصور في كثير من الخدمات إلا أنها كشفت في المقابل جانباً إيجابياً، من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي مثلت إذناً بالتحرك الخيري الرسمي، بعد إصدار أوامره في الجانب الإنساني بإسكان المتضررين في شقق ومساكن وتقديمه لأسرة كل شهيد مبلغ مليون ريال من دون تفرقة بين مواطن ومقيم، إضافة إلى تعويض أصحاب المنازل والسيارات المتضررة. وقال إن هذه المبادرة وجهود أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ووقوفهما مع الأهالي وتوفير أوجه الدعم والمساندة كافة لهم، ومواساتهما لأهالي المفقودين والاطمئنان عليهم ومشاركتهما في اللجان العاملة في الميدان مثلت معول بناء أسهم في تحريك الشبان والشابات المتطوعين الذين بذلوا كل جهدهم ليلاً ونهاراً لنجدة المتضررين وتقديم المساعدات لهم تحت مظلة الجمعيات الخيرية ولجنة التنمية، على رغم بذل الجهات الرسمية الجهود كافة في سبيل تنظيم عملهم، إلا أن حجم الكارثة جعله يفتقد عنصري التخطيط والتنظيم كونهم حديثي عهد بتنظيم التطوع الجماعي، «هذا لا ينطبق على المتطوعين فقط بل إن الجمعيات أيضاً مع حجم هذه الكارثة لم يخل عملها من الأخطاء والسلبيات، ومثل هذا الملتقى التدريبي الخاص بالعمل التطوعي وإدارة الأزمات الذي تنظمه «عطاء» للتنمية البشرية والإدارية يعتبر خطوة وسعياً إلى تلافي كل السلبيات والأخطاء ما يساعد على النجاح في تحقيق أهداف العمل التطوعي لإدارة الكوارث والأزمات والوصول إلى أعلى المستويات من التنظيم والسرعة في مواجهة الأخطار». إلى ذلك، شهدت أعمال برنامج الملتقى عدداً من الدورات وورش العمل تضمنت دورة عن إدارة المتطوعين ألقاها الدكتور سليمان العلي تناولت عدداً من المحاور، منها: آليات إنشاء إدارة المتطوعين، ومهارات إدارة المتطوعين وتوصيف العمل التطوعي، وقيادة وتحفيز المتطوعين وتدريبهم وتقويم أدائهم لنموذج رادار إدارة الجودة الشاملة في إدارة المتطوعين، وتوزيع الصلاحيات في العمل التطوعي، وأدوات العمل في المجال التطوعي، واختبار قدرات المتطوعين، وإدارة الأنظمة المالية للمتطوعين، إضافة إلى ورشة عمل تحت عنوان «التعامل الفني والإعلامي في إدارة المتطوعين».