اختارت مدرسة ثانوية في الرياض عامل النظافة البنغلاديشي في المدرسة كأول شخصية تستحق التكريم في حفلة التميز التي أقامتها المدرسة أخيراً للاحتفاء بتميز أنشطة الطلاب والمعلمين اللاصفية، وعلى عكس العادة في حفلات التكريم التي تقيمها المدارس منتصف أو نهاية العام الدراسي، والتي تراعي درجات المتفوقين أو المميزين، في ترتيب إعلان تسلم الجوائز، تفاجأ الحضور في ثانوية اليمامة في الرياض أثناء حفلة التميز للطلاب والمعلمين المشاركين في جناح وزارة التربية والتعليم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، حين أعلن مقدم الحفلة أن إدارة المدرسة اختارت أن تبدأ التكريم في حفلة هذا العام لرجل قدم الكثير للمدرسة وطلابها ولمعلميها، وكتعبير للامتنان عن هذا الفضل فإن أول شخص سيكرم هو عامل النظافة: «صديق علي»، قبل أن يصفق الحضور لهذه المفاجأة التي لقيت استحسان الطلاب والمعلمين، فضلاً عن العامل صديق الذي امتلأت عيناه بدموع الفرح على حد وصف المعلم أحمد السعدون، لافتاً في حديثه إلى «الحياة» إلى أن العامل صديق لم يكن على علم بأن اسمه مدرج ضمن قائمة المكرمين، إذ طلبنا منه الجلوس في مقاعد الحضور فقط، فيما ظن العامل أن إدارة المدرسة تنتظر منه القيام بمهمة معينة أثناء حفلة التكريم، قبل أن يطلب منه مقدم الحفلة اعتلاء المنصة لتسلم هديته كأول المكرمين في الحفلة. وأكد السعدون أن تكريم العامل صديق علي مبادرة من المدرسة للتعبير عن العرفان لإخلاص هذا الرجل في عمله، وحسن أخلاقه وتعامله مع الجميع، مشيراً إلى أن المدرسة تتمنى أن تكون هذه المبادرة حافزاً لغيرها من الجهات الحكومية وأفراد المجتمع، ليحسنوا معاملة عمال النظافة الذين يقدمون خدمات مهمة للمجتمع. من جهته، عبّر العامل صديق علي في اتصال مع «الحياة» عن شكره وامتنانه للمدرسة من معلمين وطلاب على هذه المبادرة، مشيراً إلى أن التكريم كان مفاجأة سعيدة، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يحصل فيها على مكافأة أو هدية نظير عمل الذي يؤديه طوال أعوام عمله في السعودية الممتدة لنحو تسعة أعوام. وكان مشاهير ومعلمون ورجال أعمال تبنوا أخيراً مبادرات للإحسان إلى عمال النظافة، وقدموا دعوات إلى التنبه لأهمية الدور الذي يؤديه عمال النظافة في المجتمع، لاسيما وأن كثيراً منهم يعانون من ظروف اقتصادية صعبة إذا ما علمنا أن رواتب عمال النظافة في الشوارع التابعين للبلدية لا يتجاوز 100 دولار في الشهر. ولعل من المبادرات التي لقيت ردود فعل إيجابية، كانت من أحد المعلمين الذي ربط درساً في مادة «لغتي»، كان بعنوان: «عامل النظافة» بدعوة عامل النظافة في المدرسة وتكريمه من طلاب الفصل، إضافة إلى قيام معلم سعودي بارتداء زي عامل نظافة والقيام بتنظيف مدرسته في المندق، فضلاً عن تقديم لاعبي أحد فرق دوري عبداللطيف جميل تبرعاً مالياً سخياً لعمال النظافة في النادي.