تعيش الطائف وسط أجواء ربيعية تزامنت مع هطول الأمطار عانقت خلالها السحب قمم جبال الشفاء والهدا لتجمع الماء والخضرة في بوتقة واحدة، أمام الزائرين الذين توافدوا تباعاً مع بداية إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني إلى الطائف، والتي تعتبر أشهر أماكن المملكة سياحياً. مجموعة من المهرجانات بدأت فعالياتها بمجرد انطلاق إجازة الربيع، بدءاً من مهرجان الورد الطائفي ومروراً بمهرجان «البهيته» الربيعي، وانتهاء بمهرجانات التسوق. وتشهد الأسواق والمراكز التجارية والوحدات السكنية المفروشة والمنتجعات والأنشطة الترفيهية إقبالاً كبيراً وسجل مركزا الشفا والهدا السياحيان ارتفاعاً في نسبة إقبال الزوار، كما استقبلت الاستراحات الجانبية والطريق الدائري بالهدا أعداداً كبيرة من السائحين القادمين من محافظتي مكةالمكرمةوجدة، وسجلت المطاعم نسبة تشغيلية مرتفعة، في الوقت الذي وضعت فيه الجهات المعنية خططها مسبقاً لاستقبال ضيوف الطائف، بتجهيز المتنزهات وتهيئة الحدائق العامة داخل المدينة وفي الضواحي. من جانبه، أكد مدير مرور محافظة الطائف العقيد عبدالله الشهراني أن جهاز المرور سجل ارتفاعاً كبيراًَ في تدفق المركبات إلى محافظة الطائف منذ مطلع الأسبوع الماضي. وأضاف: «تم إبلاغ الضباط والأفراد بالتقيد بالخطة المرورية التي وضعت بعد إخضاعها لدراسة مستفيضة مع الأخذ في الاعتبار المشاريع التي تقوم على تنفيذها بعض الجهات الأخرى، وانعكاسها على حركة السير»، وشدَّد على أهمية تطبيق الخطة ميدانياً لتسهيل انسيابية حركة المركبات. ولفت إلى أن إجازة منتصف الفصل الثاني تزامنت مع تطبيق البرنامج الشامل للسلامة المرورية (سلامتي) الذي يهدف إلى الحد من المخالفات المرورية، موضحاً أن هناك وعياً يرافقه تجاوب والتزام من قائدي المركبات بأنظمة وقواعد المرور. من جهته، يعتبر السائح محمد الغامدي أن إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني بمثابة «استراحة محارب» لالتقاط الأنفاس على عجل والعودة إلى خوض معركة الحياة ومتطلباتها المعيشية، يقول: «إنني في خضم المتعة أترقب السبت المقبل وأجواء العمل، إلا أن الفعاليات المقامة تغلغلت إلى ذاكرتي وشرعت في مداعبتها بتلطف ومسح ما علق بها، إضافة إلى مشاهدتي أبنائي الذين حرصت على اصطحابهم، وقد انهمكوا في الاستمتاع، ما أثلج صدري وأزاح جزءاً من العبء عني». من جانبه، أشار المواطن حماد الحارثي (أحد سكان محافظة الطائف) إلى حرصه وأبناء المحافظة على حسن التعامل مع الزوار ليعودوا بذكرى جميلة تغير الصورة النمطية عن أهالي الطائف الذين اتهموا بحدية المزاج وعدم الرضا بأنصاف الحلول.