ودع اليمنيون سنة 2015 وفي جعبتهم نصف شرعية ونصف انقلاب، وسط تطلعات بأن تشهد السنة الجديدة نهاية انقلاب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح على الشرعية سواء عبر الحسم العسكري أو من خلال نجاح الأممالمتحدة في التوصل إلى اتفاق سلام يعيد إحياء العملية السياسية وينهي الحرب التي أودت بستة آلاف شخص على الأقل وشردت نحو ثلاثة ملايين. وكشف مصدر مطلع أمس، عن أن عدداً من القادة البارزين في جماعة الحوثيين قُتلوا في غارات شنتها قوات التحالف العربي على كهوف في محافظة صعدة. وتم تدمير منزل قيادي آخر في مديرية خيران في محافظة حجة المجاورة. وشنت طائرات التحالف غارات متفرقة استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح قرب الحدود السعودية في صعدة وحجة بعد اكتشاف تجمعات مسلحة ومدرعات. وردت المدفعية وراجمات الصواريخ على اعتداءات الحوثيين على محافظة الموسم الحدودية القريبة من ميناء ميدي اليمني، التي تسببت بوفيات وإصابات أطفال ومدنيين في الموسم، وتمكنت من تدمير قاعدة لإطلاق الصواريخ وقتلت عدداً من المسلحين. إلى ذلك أكدت مصادر أمنية وشهود أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي نجا من محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة استهدفت موكبه في منطقة «إنماء»، وجاء ذلك بعد مقتل القيادي البارز في المقاومة الجنوبية أحمد الإدريسي وأربعة من مرافقيه برصاص مسلحين مجهولين في مديرية المنصورة شمال المدينة. واقتحم مسلحون كلية الهندسة في جامعة عدن أمس وأخرجوا الطلبة من قاعة الامتحان قبل أن يخطفوا عميد الكلية صالح مبارك، وقرر مجلس الجامعة وقف الدراسة في مختلف الكليات حتى إشعار آخر محملاً السلطات الحكومية والأمنية مسؤولية حماية الحرم الجامعي. في غضون ذلك تمكنت دوريات المجاهدين التابعة لوزارة الداخلية السعودية التي تتمركز في الحدود، من إحباط تهريب كميات من المخدرات كان ينوي الحوثيون تهريبها لزيادة دخلهم بعد أن قطعت قوات التحالف الإمدادات عنهم. وأوضح المتحدث الإعلامي لفرع إدارة المجاهدين بمنطقة جازان خالد عبدالله بن قزيز، أن دوريات قطاع المجاهدين بالعارضة تمكنت من التصدي لمحاولة تهريب كمية من الحشيش المخدر بالموقع المسمى ربضه بجبل سلا، بعد إعداد كمين محكم لمجموعة من المهربين من جنسيات أفريقية، وأسفرت العملية عن القبض على شخصين وإصابة ثالث ووفاة آخر وعثر بحوزتهم على 20 «بلاطة» حشيش تزن 20 كيلوغراماً. وأفادت مصادر المقاومة بأنها صدت هجوماً للحوثيين وقوات صالح في مدخل مديرية القبيطة شمال محافظة لحج، وآخر جنوب مدينة تعز، وأحبطت محاولة لهم للسيطرة على جبل استراتيجي يطل على مدينة العين التابعة لمديرية حريب الحدودية غرب محافظة شبوة. وفي تعز، واصلت ميليشيا الحوثيين وقوات صالح قصفها العشوائي على الأحياء السكنية في المحافظة بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر والهاون وبقذائف الدبابات ومضادات الطيران 23 من مواقع تمركزها في شمال المدينة وشرقها، ما أدى إلى خسائر مادية وبشرية في المواطنين. وأكد مصدر محلي ل «الحياة» أن الميليشيات قصفت مستشفى «الثورة» بثلاث قذائف هاوزر، أصابت القذيفة الأولى قسم العمليات، والثانية قسم الأطفال، فيما أصابت القذيفة الثالثة شبكة الكهرباء الخاصة بالمستشفى، ما أدى إلى تدهور الوضع الصحي بالمحافظة وتوقف دخول الأوكسيجين إلى المستشفى، ما أدى إلى دخول كثير من المرضى في حالات حرجة، من بينهم أطفال ونساء. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة»، إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع الحوثيين بغرفة عمليات الدفاع الجوي بمنطقة القرف بالحوبان شرق المدينة، وقتل 13 وجرح العشرات من عناصر الميليشيا. إلى ذلك، تستمر الميليشيات الانقلابية في تشديد الحصار الخانق المفروض على تعز وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والمشتقات والمواد النفطية ومياه الشرب وغاز الأوكسيجين للمستشفيات وتقيد حرية تنقل السكان.