تشهد دمشق في الأيام المقبلة نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً يتمثل بقيام عدد من كبار المسؤولين الاقليميين والدوليين بزيارتها لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد تتناول العلاقات الثنائية والاوضاع في الشرق الاوسط والعالم. ومن المقرر ان تبدأ اليوم رئيسة الفيليبين غلوريا ارويو زيارة لسورية بعدما افتتح نائبها نولي دي كاسترو منتصف الشهر الماضي سفارة بلاده في دمشق. ونقلت مصادر فيليبينية عن ارويو إعرابها عن السعادة ب «تعزيز العلاقات مع سورية التي تلعب دورا مهما في الشرق الاوسط»، مشيرة الى ان المحادثات ستتناول عملية السلام في المنطقة والعلاقات الثنائية، علما ان 17 ألف فيليبيني يعملون في سورية. واكدت مصادر ديبلوماسية إيرانية ل «الحياة» ان الرئيس محمود احمدي نجاد سيصل الى العاصمة السورية بعد ظهر غد ردا على الزيارة التي كان قام بها الرئيس الاسد لطهران، مشيرة الى ان المحادثات تأتي ضمن «التشاور المتواصل منذ ثلاثين سنة» بين دمشق وطهران. وسينتقل الرئيس نجاد من دمشق الى جولة تشمل البرازيل وفنزويلا واكوادور. ويشمل برنامج الزيارات ايضا قدوم الرئيس التركي عبدالله غل الى دمشق منتصف الشهر الجاري لاجراء محادثات مع الاسد. وافادت مصادر تركية ان الجانبين سيبحثان المستجدات في الشرق الأوسط، وفي مقدمها عملية السلام وقضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك، اضافة الى سبل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. وتوقعت المصادر توقيع مذكرات تفاهم بين الجانبين، علماً ان غل زار سورية بداية العام الماضي لحضور انطلاق احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية. ويعتقد ان المحادثات ستتطرق ايضا الى اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي الذي ستستضيفه دمشق بين 22 و23 الجاري بمشاركة 57 دولة. ويتردد احتمال مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هذا الاجتماع. كما تجري اتصالات لترتيب موعد نهائي لزيارة نائب وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان ومسؤول الشرق الاوسط دانيال شابيرو في الايام المقبلة، في ثاني زيارة لهما الى دمشق منذ عهد ادارة الرئيس باراك اوباما وبعد المحادثات التي اجرياها مع وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان بداية اذار (مارس) الماضي. كما يصل الخميس قادما من بيروت، وزير الخارجية الفلندي ألكسندر ستوب في زيارة رسمية ردا على زيارة المعلم عام 2006.