شهدت المدن اليمنية الكبرى أمس سلسلتين من التظاهرات، أولاهما سلمية نظمتها احزاب المعارضة المنضوية في إطار «اللقاء المشترك» وطرحت فيها مطالب معيشية، والثانية نظمتها جماعات «الحراك الجنوبي» الانفصالي ورفعت خلالها اعلام اليمن الجنوبي السابق وصور قادة الانفصال في الخارج وشهدت صداماً مع قوات الامن أوقع جريحين من المتظاهرين. فقد نظمت أحزاب «اللقاء المشترك» تظاهرات حاشدة في العاصمة صنعاء وتعز (جنوب) ومدن اخرى احتجت فيها على الاوضاع المعيشية وطالبت بتقديم المسؤولين إلى المحاكمة بتهمة «الانتهاك المتكرر للدستور ونهب المال العام وأراضي المواطنين وقمع الحريات، وإصرارهم على سياسة التفرد والفساد»، محملة السلطات «كامل التبعات والمسؤولية في إعاقة الحوار وانسداد الأفق السياسي». كما طالب المتظاهرون بإلغاء الزيادات الأخيرة في الرسوم على السلع، وبرفع مرتبات العاملين في السلكين العسكري والمدني وإعانات الضمان الاجتماعي، وحل مشكلة المياه في تعز ومناطق اخرى. كذلك خرج المئات من أنصار «الحراك الجنوبي» الانفصالي الى الشوارع في كل من محافظتي لحج والضالع (جنوب) في تظاهرات لإحياء «يوم الأسير» كل خميس، ورفعوا أعلام التشطير وصور قيادات «الانفصال» في الخارج. وذكرت مصادر محلية في الضالع ل»الحياة» ان شخصين على الأقل جرحا عندما فرقت قوات الأمن تظاهرة «الحراك». وقالت المصادر ذاتها إن محافظة الضالع لا تزال تعيش أجواء متوترة، صاحبها إغلاق معظم المحال التجارية، خوفاً من اندلاع المواجهات مجدداً بين الأمن ومسلحي «الحراك» داخل المدينة، فيما ذكر موقع «مأرب برس» ان قوات الأمن انتشرت بكثافة على سطوح المباني الحكومية واستحدثت نقاطاً أمنية جديدة على مفارق مديريات الأزارق والشعيب وجحاف. وفي محافظة شبوة، قتل ضابط متقاعد في الجيش اليمني بانفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته اول من امس، واصيب شقيقه بجروح. في غضون ذلك استنكر مسؤول محلي بمحافظة لحج الاعتداء الذي تعرض له مواطن من أبناء محافظة إب «الشمالية»، في منطقة الحبيلين بردفان، على يد مسلحين، تقول السلطات إنهم من «الحراك» اعتدوا عليه بالضرب المبرح، ثم قاموا بقطع أذنيه. ونقل موقع «26 سبتمبر نت» عن وكيل أول محافظة لحج ياسر اليماني إن الحادثة هي الثانية «ترتكبها العناصر الانفصالية خلال شهرين»، وطالب «أجهزة الأمن بملاحقة كل المجرمين والخارجين عن النظام والقانون وتقديمهم للعدالة». من جهة ثانية، نفى مصدر يمني مسؤول ما ذكرته صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية عن اتفاق وشيك بين لندن وصنعاء لنقل بعض اليهود اليمنيين إلى بريطانيا. وقال المصدر ان «مثل هذه المزاعم لا أساس له من الصحة، وان اليهود في اليمن مواطنون يمنيون ويعيشون حياة آمنة ومستقرة ولديهم الحرية الكاملة في السفر أو المكوث في وطنهم مثلهم مثل غيرهم من المواطنين اليمينين».