قال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي إن مفهوم "العالم الثالث" القديم لم يعد قائما وإن الدول الغنية لا يمكنها فرض إرداتها على الدول النامية التي أصبحت الآن محركات رئيسية للنمو العالمي. وكان حذر أمس الأربعاء في خطاب تمهيدي لاجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن الأسبوع المقبل - حيث ستلعب الاقتصادات الناشئة دورا أكبر - من العودة مجددا للتركيز على مصالح ذاتية. وأضاف أن التقدم الاقتصادي في الدول النامية كان له آثار عميقة على التعاون الدولي والتعددية وعمل مؤسسات مثل البنك الدولي. وقال في خطاب معد مسبقا لمركز وودرو ويلسون "الأوضاع الاقتصادية والسياسية تتغير ... يمكن أن نتغير معها أو أن نظل ننظر لعالم جديد من منظور قديم. يجب أن ندرك الحقائق الجديدة وان نتصرف وفقا لها." ومن المتوقع أن تجري الموافقة خلال اجتماعات الاسبوع المقبل على أول زيادة لرأسمال البنك الدولي في 20 عاما. وبعدما كانت الدول الصناعية الغنية صاحبة أكبر المساهمات في البنك وأملت لفترة طويلة أسلوب انفاق الأموال ستتمتع الدول الناشئة بدور أكبر. وذكر زوليك أنه يخشى فتور الحافز لدى الدول على التعاون في الوقت الذي يسمح فيه الانتعاش الاقتصادي العالمي بتطور سريع لاقتصاد عالمي متعدد الاقطاب تصبح فيه بعض الدول النامية قوى اقتصادية كبيرة. وقال "نشعر بالفعل بقوى الجاذبية تدفع عالما من الدول القومية مجددا للسعي وراء مصالحها الأضيق." وأضاف زوليك أن التغيرات العالمية لا تحدث فقط في الصين والهند. ومن المتوقع أن تحقق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى متوسط نمو يتجاوز الستة بالمئة بحلول عام 2015 بينما قد تشهد منطقة جنوب آسيا - حيث يعيش نصف فقراء العالم - نموا بنسبة تصل إلى سبعة بالمئة سنويا خلال الفترة ذاتها. وتابع يقول "نعيش الآن في ظل اقتصاد عالمي جديد متعدد الاقطاب وسريع التطور... حيث الشمال والجنوب والشرق والغرب أصبحت مجرد نقاط على البوصلة لا مصائر اقتصادية." ولكنه حذر الدول النامية قائلا إنه مع تصاعد النفوذ العالمي تأتي مسؤوليات اضافية. وقال إن تقاسم المسؤوليات في نظام عالمي جديد لن يكون بالأمر السهل كما أظهرت محادثات التجارة العالمية ومفاوضات المناخ والتي كشفت عن انقسامات عميقة بين الدول المتقدمة والنامية.