حذر خبير في مجال المياه والطاقة من تأثيرات التسرب النفطي على تحلية المياه في الخليج العربي، واصفاً مياه الخليج بأنها «شديدة التلوث»، وأكد أن «التلوث النفطي أثر سلباً وبشكل مباشر في صناعة التحلية في منطقة الخليج العربي أثناء حربي الخليج الأولى والثانية». وأكد عميد معهد البيئة والمياه والطاقة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الدكتور زين العابدين رزق أن «محطات تحلية المياه تعاني من تلوث المياه الداخلة إليها بمركبات البترول، علاوة على التلوث الحراري، ونمو الطحالب، والتلوث العضوي عن طريق مياه الصرف الصحي، والتلوث الكيماوي بالعناصر الثقيلة». وأضاف في ورقة عمل قدمها خلال مشاركته في مؤتمر تحلية المياه أن «مياه الخليج العربي تعتبر مصدر المياه الرئيسي لمحطات التحلية في دول مجلس التعاون الخليجي وهي مياه شديدة التلوث، فالمنطقة تشهد حركة دؤوبة لناقلات النفط والسفن التجارية والحربية، التي تمثل جميعها مصادر لتلوث مياه الخليج». وزاد «الخليج العربي نفسه جسم مائي ضحل ومتوسط تركيز الأملاح الذائبة في مياهه يزيد على متوسط تركيز الأملاح الذائبة في مياه البحار المفتوحة، كما أن فترة بقاء مياه الخليج طويلة ودورة مياهه بطيئة، ما يفاقم من مشكلة التلوث». وطالب شركات البترول العالمية العاملة في المنطقة بتخصيص جزء يسير من أرباحها لتدريب أبناء المنطقة على كيفية التعامل مع الظروف الطارئة التي قد تنشأ عن التلوث النفطي، وذلك بغرض التقليل من آثاره السلبية على البيئة البحرية بصفة عامة وعلى محطات التحلية. وحذر الدكتور زين العابدين من التلوث النفطي في مياه الخليج العربي والذي يأتي غالبيته من تصريف غير قانوني لمياه التوازن في ناقلات النفط، يليه التلوث النفطي الناتج عن الأنشطة البشرية، كما تسهم حوادث الناقلات وتسرب النفط من الآبار البحرية في تلوث مياه الخليج بمشتقات البترول. وأشار إلى أن أبرز الآثار السلبية لتسرب النفط تزيد في البحار المغلقة مثل الخليج العربي، ويتراوح تركيز النفط في مياه الخليج العربي بين 50 و 400 جزء في البليون بالقرب من حقول النفط، و 22 جزءاً في البليون بطول مسارات ناقلات النفط، و10 أجزاء في البليون أو أقل بالقرب من المناطق الساحلية، ويفقد النفط المتسرب مكوناته الخفيفة عبر التبخر والذوبان، بينما ما تبقى منه يصبح أكبر كثافة تجعله يغوص نحو الأسفل عبر عمود المياه، ما يمثل خطراً كبيراً على مناطق أخذ محطات التحلية. وأكد أن التلوث النفطي اثر سلباً في صناعة التحلية في منطقة الخليج العربي أثناء حربي الخليج الأولى والثانية، «وتوقف عدد من محطات التحلية عن العمل نتيجة التلوث النفطي». من ناحيته، أوضح مدير قسم تحلية المياه وإعادة استخدامها بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) البروفيسور غاري آمي، أن لدى «كاوست» 9 مراكز أبحاث، أحدها لتحلية المياه وإعادة استخدامها، مشيراً الى وجود برنامج لاستقطاب الشركات للتعاون مع الجامعة في أبحاث إعادة استخدام المياه ومعالجتها. وقال آمي في تصريح أمس على هامش مؤتمر تحلية المياه المالحة في البلدان العربية (أروادكس) الذي تختتم فعالياته في الرياض اليوم ويعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: «نحن في طور إنشاء مراكز الأبحاث مع الشركات». وكشف أن مياه الصرف المعاد استخدامها في السعودية لا تتجاوز 10 في المئة فقط من مياه الصرف، موضحاً أن استخدامها ومعالجتها بالطرق الحديثة مكلف للغاية. وتابع قائلاً: «هناك تكنولوجيا جديدة تم إجراء أبحاث عليها لمعالجة مياه الصرف الصحي عن طريق جيولوجيا الأرض والتضاريس والرمال والتي تعتبر أقل كلفة من الآلات المستخدمة في تنقية مياه الصرف الصحي». ولفت إلى أن هناك صعوبة في تقبل الناس لمياه الصرف الصحي المعالجة من خلال الآلات، «وأفضل طريقة هي المعالجة عن طريق جيولوجيا الأرض، فهي فلترة طبيعة وأقل كلفة، وتقبل الناس لشرب الماء بعد المعالجة الطبيعية أفضل من المعالجة الصناعية لمياه الصرف الصحي».