أكّد نقاد شاركوا في التكريم الذي نظمه نادي المنطقة الشرقية الأدبي أخيراً للشاعر علي الدميني، إسهام الأخير في إنشاء وتعزيز موهبة أجيال شعرية تأثرت بإشرافه على «المربد»، الملحق الأدبي الذي ذاعت شهرته محلياً وعربياً قبل عقود، وشارك فيه نخبة من كتاب وأدباء المملكة والعالم العربي. وتطرق المشاركون وهم الناقد عالي القرشي والناقد محمد الصفراني والشاعر والناقد محمد حبيبي، إلى محطات من تجربة الدميني الشعرية والإعلامية والثقافية. وشدد مدير الفعالية التي احتضنها مقر صحيفة «اليوم»، رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع، على أهمية الدور البارز للمكرم، وأهمية الدور الذي يقوم به النادي بتكريم الرواد والمبدعين. وثمن نائب رئيس تحرير صحيفة «اليوم» سليمان أبا حسين تكريم رائد من رواد الأدب والثقافة، وقال: «لم أستغرب وجود هذا الحشد، نظراً لما يمثله شاعرنا علي الدميني من قامة إبداعية في فضاء الثقافة السعودية والعربية، بحكم ريادته في مجال الحداثة الشعرية وقدرته على صناعة تيار ثقافي، تجاوز السائد وأسس للمستقبل بفضل رؤيته الطموحة واتساع موهبته واستيعابها للواقع»، مضيفاً أن صحيفة «اليوم»، «لا تنسى مؤسس ثقافتها وقدرته على تجاوز الصعاب، من أجل أن يصبح مربدها القاعدة الصلبة للحداثة الشعرية والنقدية في المملكة والخليج العربي، الذي منه تعرف العرب على الإبداع الأدبي الجديد في ثقافتنا المحلية». ولفت إلى أن «تكريم شاعرنا الكبير في هذه الليلة تعتز به دار «اليوم» ويعتزّ به كل أديب ومثقف، ويأتي منصفاً لهذه القامة الإبداعية الكبيرة التي امتازت بصناعة نجوم الإبداع في سماء السعودية من دون تحيّز سوى الانحياز للموهبة فقط لا غير». وتناول الصفراني بعض الجوانب الفنية والإبداعية في شعر الدميني، كما تحدث عن انطباعه عن شخصية الدميني واشتباكها مع حياته الأدبية والإبداعية، موضحاً أن دواوين الدميني من الدواوين القليلة «التي تنتهي منها وأنت تشعر بأن ما قضيته معها يساوي ما تخرج به من محصول أدبي وشعري ثمين». وتحدث حبيبي عن الدور التأسيسي للدميني كشاعر ومثقف تنويري أسهم في بناء وعي جيل، من خلال ملحق «المربد» ومجلة «النص الجديد». كما تطرق إلى خصوصية تجربته الشعرية وما تركته من أثر في جيل من الشعراء. وقال إن تجربة الدميني تنطلق من الذاتي الخاص وفضاء الذكريات والطفولة إلى الأفق العام، الذي يتعالق مع الفضاءات الأوسع وتوظيف أشكال الشعر العمودي التراثي والشعبي، ونحت شكل خاص بشعرية الجزيرة العربية الحديثة. في حين تناول القرشي خطاب الدميني الشعري، قائلاً إن قصيدة الدميني ارتكزت «على الرؤية التي تتخلق تفاعلاً مع معطيات نصه من استحضار عالم ثقافي قلق متمرد على التبعية والاستسلام والعبودية ليتجلى ويشرق له الحلم بتغييره، عبر ذات قلقة تدلف إلى العمق الثقافي لتستنبت منه التمرد لمواجهة الحاضر وهذا ما يتجلى في نصه الشهير «الخبت». أما علي الدميني فقال: «لقد وضعت الكثير من التيجان النهرية على رأسي. أن يحتفي بك الأصدقاء فهذا يشعرك بدفء المشاعر، ولكن أن يحتفي بك نادٍ أدبي رسمي ومؤسسة رسمية فذلك يشعرك بدفئ ضميرك الوطني». ثم قرأ مقاطع من قصائده مثل: «الخبت»، وقصيدة «امرأة» و«شدو اليمام» وقصيدة «استعارات». وفي ختام الفعالية، التي شهدت حضوراً كبيراً من الرجال والنساء ووزع فيها كتاباً حول تجربة المحتفى به، كرم الفزيع الدميني بدرع تذكارية.