عُقد في محافظة كربلاء مؤتمر استثماري شارك فيه عشرات رجال الأعمال والمستثمرين الهنود من طائفة الشيعة (البهرة)، وغرفة تجارة كربلاء. وأكد رئيس هيئة استثمار كربلاء جلال الهاشمي أن «قانون الاستثمار العراقي المعدل في مجلس النواب السابق سهل عملية قدوم المستثمرين الى العراق، إلا أن الوضع الامني غير المستقر ما زال يثير تحفظ كثير من الشركات والستثمرين العرب والأجانب». ولفت إلى أن «هيئة استثمار كربلاء وقعت اليوم مذكرة تفاهم مع المستثمرين لاقامة مشاريع كبيرة في كربلاء، وهي بإنتظار تخصيص قطع الأراضي من الحكومة المحلية لمباشرة الشركات بالعمل». وأكد الهاشمي أن «عدداً من الشركات العربية والأجنبية ترغب في اقامة مشاريع استثمارية في كربلاء، وهناك مشاريع سيتم المباشرة بها، أبرزها مشروع ضفاف كربلاء الذي ستنفذه مجموعة شركات البوم العقارية الاماراتية على مساحة تقدر ب40 كيلومتراً غرب المدينة». وحضر أكثر من مئة مستثمر هندي وعشرات المستثمرين العراقين المقيمين خارج العراق الى المؤتمر بدعوة من غرفة تجارة كربلاء. وقال القائم بالأعمال الهندي في العراق عبدالمجيد بادر ل «الحياة» إن «طائفة البهرة تملك مشاريع ضخمة ولديها طموحات اقتصادية كبيرة». وأضاف أن «رجال الأعمال الهنود سيستثمرون في كربلاء في مشاريع كبيرة ستدر بالفائدة على أهالي المدينة والهنود». وأشار الى أن «البهرة طائفة كبيرة ويتوزعون في عدد من البلدان ومنها الهند وباكستان، والصين وبريطانيا، ويملكون رؤس أموال ضخمة». ولفت الى أن «مدينة كربلاء تعتبر من المدن المهمة لدينا، ونسعى اليوم من خلال زيارتنا إلى هذه المدينة ومشاركتنا في مؤتمر الاستثمار الدولي الأول الذي يشارك فيه تجار من طائفة البهرة الهنود في كربلاء، إلى تأسيس قنصلية في المدينة لرعاية مصالح الهنود فيها». وأكد «وجود نية لافتتاح قنصليات أخرى في معظم المحافظات الجنوبية والشمالية في العراق». يذكر أن البهرة طائفة شيعية تسكن جنوب الهند، ويعتقد بأن أتباعها أصلاً من الفاطميين الشيعة الذين كانوا في مصر ابان العصر العباسي. ومع انفتاح دول الخليج هاجر إليها البهرة للعمل شأنهم شأن بقية الآسيويين. وتوجد أعداد كبيرة منهم في الإمارات وبخاصة في دبي. من جهته، قال محافظ كربلاء آمال الدين الهر في كلمة له إن «كربلاء وحكومتها المحلية تفتح قلبها وأبوابها لجميع المستثمرين في العالم وبخاصة المستثمرين من العالم الإسلامي من أجل تطوير المدينة». وأوضح أنه «إذا أردنا التطوير، فيجب أن نسهل عملية الاستثمار. وهذا المؤتمر واحد من طرق التوصل إلى علاقات استثمارية». وأضاف أن «الاستثمار سيطور كربلاء التي نريدها أن تكون مدينة عالمية، فالعراق يمر في مرحلة تغيير. وهذا يتطلب أن ننفتح على كل دول العالم». وقال رئيس غرفة تجارة كربلاء نبيل الأنباري إن «غرفة تجارة كربلاء عقدت مؤتمرها الأول في حضور القائم بالأعمال في السفارة الهندية في بغداد، وممثل عن سلطان البهرة، وحوالى مئة مستثمر هندي من طائفة البهرة، ولهم شركات عملاقة في الهند وبريطانيا وفرنسا ودول عربية كالسعودية والامارات»، لافتاً الى أنهم «قدموا عروضاً لبناء فنادق سياحية وأبراج». وسعت حكومة كربلاء خلال السنوات الماضية إلى إقناع المستثمرين الأجانب بالعمل في كربلاء، لكن مساعيها لم تكلل بالنجاح بسبب عقبات قانونية تتعلق بتخصيص الأراضي المعدة للاستثمار، إذ تمتنع الوزارات التي تملك أراضي الدولة، وهي غالباً البلديات ووزارتا المالية والزراعة، عن منح رخص سريعة لإقامة مشاريع للاستثمار فوق جزء من الأراضي المملوكة لها.