ذكرت صحيفة « دايلي ميل» البريطانية أن مصر عادت إلى مجدها الكامل الأربعاء الماضي، بعد عودة قناع الفرعون الصغير إلى مكانه في المتحف المصري عقب الانتهاء من إصلاح محاولة فاشلة للصق لحيته. وسقطت لحية توت غنخ آمون في العام 2014، بسبب أعمال في المتحف من طريق الخطأ، وفي ذلك الوقت تم لصقها على عجل، وإلحاق أضرار مختلفة بها لا تقدر بثمن، ما أثار الغضب بين علماء الآثار. وبدأ فريق مصري- ألماني أعمال الترميم على القناع في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وقال أخصائي ترميم الآثار كريستيان إخمان إنه «تم إزالة الصمغ عن القناع باستخدام أدوات خشبية (ملاعق وأدوات خشبية أخرى)، واستغرقت العملية أسبوعين». من جهته، قال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي إن «الفريق استخدم شمع العسل لإعادة اللحية، بالطريقة الطبيعية نفسها التي استخدمها المصريون القدماء». وقال أحد المرممين في المتحف: «لسوء الحظ أنه تم استخدام مادة لا رجعة فيها وهي الايبوكسي التي لها خاصية عالية جداً للربط، وتستخدم على المعدن أو الحجر لكن اعتقد أنه لم يكن مناسباً استخدامها على القناع الذهبي لتوت عنخ آمون»، وأضاف: «كان عليهم أن يأخذوا القناع للمختبر، لكنهم كانو على عجلة من أمرهم لعرضه بسرعة، وهذه المواد تستخدم للتثبيت بسرعه وهي غير مناسبة». وقبل ترميم القناع كان يظهر على وجه توت عنخ آمون ولحيته القبح، الذي لم يكن موجوداً قبل وقوع الحادث، وقال مرمم آخر إن «زميلهم كان حاضراً وقت الإصلاح، وجفت مادة الإيبوكسي على القناع وحاول إزالته بالملعقة، ما سبب خدوشاً». ورأى زوار المتحف المصري في القاعة المخصصة لعرض كنوز توت عنخ آمون مجسماً ضوئياً (هولوغرام) لقناع الفرعون الشهير، بدلاً من القناع الأصلي الذي يخضع إلى أعمال ترميم. واستغرقت عملية الترميم شهرين، أصبح توت عنخ آمون، الذي حكم مصر تسع سنوات فقط، ومات حين كان في ال 19 من عمره، أشهر الفراعنة المصريين بعد اكتشاف مقبرته وفيها خمسة آلاف قطعة نجت من النهب عبر العصور، بخلاف معظم المقابر الفرعونية. وعثر على هذه المقبرة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1922، في وادي الملوك في الأقصر على يد عالم المصريات البريطاني هوارد كاتر.