استقبل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون زواره منذ صباح أمس الخميس في جناحه الخاص بالمتحف المصري المطل على ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد نجاح خبراء ألمان في إعادة تثبيت لحيته خلال تسعة أسابيع حظي فيها القناع برعاية أقرب إلى غرفة عناية فائقة. وكما كان اكتشاف مقبرة الملك الملقب بالفرعون الذهبي عام 1922 حدثاً مدوياً على مستوى العالم حظي ترميم لحية القناع وإعادتها إلى الذقن باهتمام واسع جسده تزاحم عشرات الكاميرات لقنوات تلفزيونية وممثلي وسائل إعلام مختلفة في تصوير عودة القناع إلى جناح الملك قبل نصف ساعة فقط من مؤتمر صحفي عقد بالمتحف المصري مساء الأربعاء. والقناع المصنوع من الذهب المطروق المصقول يزن 11 كيلوجراماً وكان يغطي رأس مومياء الملك. ويمثل القناع غطاء رأس ملكيا وله لحية مستعارة وعقد من ثلاثة أفرع وقلادة على الصدر وتعلو جبهته أنثى العقاب وثعبان الكوبرا للحماية ويوجد في الأذنين ثقبان لثبيت القرط فيهما. وكان وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي قال في أكتوبر تشرين الأول 2015 إن القناع "آمن" رغم الخطأ في الترميم بسبب استخدام مادة الإيبوكسي "القوية استخداما أكثر من اللازم" في لصق اللحية بذقن القناع. وقال الدماطي في المؤتمر الصحفي إن عملية ترميم القناع وإعادة تثبيت اللحية "انتهت بنجاح كبير. القناع يستقبل زواره من محبي وعشاق الحضارة المصرية القديمة بدءاً من امس (الخميس)". وأضاف إن اللحية كانت منفصلة عن القناع عند اكتشاف المقبرة عام 1922 وتم تثبيتها في نهاية الأربعينيات ثم تعرضت للفك في أغسطس اب 2014 أثناء إعادة إصلاح إضاءة واجهة العرض الخاصة بالقناع. وأعلن أن عملية الترميم -التي جرت بعد "دراسة متكاملة حظي فيها القناع بما لم يحظ به من قبل"- أسفرت عن "كشف أثري جديد" داخل تجويف اللحية ويتمثل في "أنبوب من الذهب" كان مستخدما في تعشيق اللحية بذقن القناع كما تم الكشف عن استخدام المصري القديم لمادة شمع العسل في تثبيت الذقن المستعارة بالقناع. وحكم توت في نهايات عصر الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (حوالي 1567-1320 قبل الميلاد) ولم ينجح اللصوص في الوصول إلى مقبرته في الأقصر (700 كيلومتر جنوبي القاهرة) التي كانت عاصمة ما يطلق عليه المؤرخون وعلماء المصريات عصر الإمبراطورية المصرية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد).