«أنا لا أستطيع أن أصافحك باليد لكني أطلب منك أن تعانقني» عبارة جميلة تحمل مشاعر تدق في القلب مباشرة عبر حساب عبدالرحمن محمد القحطاني (9 أعوام) عبر موقع «إنستغرام»، الذي يحكي حكاياته ومشاعره ومواقفه ويومياته الجميلة مع الناس بكل عفوية وجرأة، ومن دون خجل، ويردد دائماً وهو (يضحك) «أنا فخور بنفسي كثيراً وعائلتي تدعمني». ولد عبدالرحمن بفقدان أطراف يديه، وكانت الأم صابرة، وتعلم بأن هناك خيراً فحرصت على تعليمه مع والده وجميع أفراد العائلة، وفي كل يوم يكبر، ويصبح النور والبسمة التي تسعد المنزل، وعندما أصبح عمره 7 سنوات، قرر والديه دخوله المدرسة مع شقيقه الأصغر، ولكن انتظرت العائلة حتى كبر علي وأصبحوا في صف واحد يدرسون ويساندون بعضهم بعضاً، ويتعلمون مع بعضهم، ولا يفرق بينهم شيء، فعبدالرحمن ذكي ومتفوق، ويتابع عبدالرحمن حالته في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. وما زال ينتظر «أطراف اليدين» التي وعدوه بها. يقول: «أنا أتعلم في المدرسة مع شقيقي علي وأدرس بالصف الثاني الابتدائي في أبها، وأحب كرة القدم كثيراً لأني تقويني مرة (يضحك)، وأتمنى أن أتعلم السباحة، وأحب تحفيظ القرآن الكريم، والكل يقول لي بأني ذكي ولا أخجل وسريع البديهة والحمد الله». علاقة عبدالرحمن بأصدقائه في المدرسة قوية، فالجميع يحبه ويشاركه في الأنشطة والدراسة، ويبادرهم بالمساعدة إذا احتاجوا لها، والمعلمان اللذان لهما أثر كبير في قلب عبدالرحمن هما معلم العلوم فيصل، ومعلم الرياضة، ويحب جميع المعلمين الذين يشاركونه ابتسامته وضحكاته، ولم تقصر إدارة المدرسة من المدير إلى الطلاب في دعمه وتشجيعه، فهو يعتبر بلسم السعادة الذي يمنحهم الفرح كل صباح في المدرسة، ويشكر جميع أصدقائه ومعلميه من دون استثناء. يعلق قائلاً: «من أجمل المواقف التي حدثت لي في المدرسة حينما كنا نحتفل بيوم مفتوح، وكان فيه ملعب صابوني ولعبت مع أصدقائي على الصابون وكنا ننزلق بسرعة ونسقط ونضحك كنت سعيداً بمشاركتهم لي الفرح واللعب، وهذا جعلني أتمسك بالمدرسة كثيراً وأحبها». ولا يستخدم عبدالرحمن أي علاج معين -الحمد الله- ولكنه يراجع في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، يقول: «أتمنى أن تنجح زراعة الأطراف مع الأطباء ليصبح لدي أيادٍ ورجلان كما أحلم، وأريد من المجتمع أن يتفهموا ذوي الإعاقة بصفة عامة، ولا يجرحوهم بالنظرات أو الكلمات فنحن أذكياء جداً».