لم تتوقع الهنوف فيصل الصويغ بأن مدرستها نظّمت لها حفلة توديع لآخر يوم لها قبل سفرها للعلاج في ألمانيا، ولكنها رغم المفاجأة التي اعتبرتها «جميلة» واختلاط دموع الفرح بالحزن لفقدانهم، إلا أنها سعيدة جداً وتعدهم دوماً بالعودة وهي تستطيع السير، وتقول: «لم أعلم بأن مدرستي ستقيم مفاجأة لي وهي حفلة توديع، والأجمل أن صديقاتي أهدينني هدايا جميلة ورائعة وأنا فخورة بهن، وبمعلمتي فوزية ومديرة المدرسة 179 لتعاونهن ووقفتهن معي في رحلة العلاج ودعائهن لي بالعودة وأنا بكامل عافيتي». تحب الهنوف ( 8 أعوام) شقيقها الأكبر فهد وشقيقتها الصغرى مضاوي لأنهم قريبون لقلبها ويشاركونها كل لحظاتها السعيدة، ودوماً يتعاونون معها ويتسابقون لفعل المواقف السعيدة سوياً. تحب الهنوف الرسم بجميع فنونه فهي تقضي كل وقتها بالرسم وتعبّر من خلاله عن مشاعرها وكتابة القصص وقراءتها فترات طويلة لأنها تنمي عقليتها وتجعلها ذكية ولديها ثقافة عامة عن كل شيء، فالقراءة بالنسبة للهنوف شيء ثمين جداً، وتحب جميع معلماتها لتعاملهن الطيب معها ولا تستطيع أن تحدد من الأقرب لقلبها فكلهن من دون استثناء قريبات لقلبها. وتضيف: «كثيراً ما أشتاق لصديقاتي في المدرسة وأعدهم بأني سأعود بإذن الله بكامل عافيتي وسنتفوق من جديد مع بعضنا، وأخبرهن وجميع معلماتي بأني لم أشعر بالخوف خلال سيري ولكني أترقب الأمل بتحقيق أحلامي الجميلة بأن أستطيع أن أقف على قدمي وأفرح قلب والديّ بإذن الله، وعلى رغم أن الرحلة طويلة ويومها متعب إلا أني لا أذكر سوى لحظات السعادة والأمل في بدء علاجي، وأعلم بأن غداً سيكون أفضل». وستواصل الهنوف دراستها خلال فترة العلاج في ألمانيا فالتعليم بالنسبة لها شيء مهم، وهو الذي ينقلنا لعالم واعٍ من المعرفة، ولم تنس حمل كتبها معها لتكمل مسيرتها التعليمية حتى خلال فترة العلاج، وسترتب مع أمها مواعيد دراستها بحيث لا تتعارض مع مواعيد العلاج في المستشفى. (تبتسم) قائلة: «وهذا لا يمنع بأن أمارس هوايتي في الرسم خلال فترة الفراغ وأنا في المستشفى لأني أحب الرسم كثيراً وأمي وأبي يدعماني بشدة ودائماً يحضرون لي الأدوات ويشجعوني، وأنا طفلة جميلة أحب الجميع وأفتخر بنفسي وإعاقتي ولا أخجل أبداً منها، وأشكر جميع صديقاتي اللاتي يتواصلن معي عبر حسابي في موقع «إنستغرام» وأشكر مشاعرهن الطيبة ومحبتهن التي ساعدتني كثيراً، كما تزيد كلماتهن بداخلي الأمل والشجاعة والصبر، وأقول لهن لا تنسوني من دعائكن وإن شاء الله أعود بأفضل حال». وتتمنى الهنوف بأن تأخذ حقوقها وتتوافر لها أماكن متخصصة للعب والسير، وأن تصبح فتاة تقهر الإعاقة وتكون لها فخراً، ولا تنسى بأن الابتسامة هي سر محبة الناس وابتسامتها جذبت صديقاتها والمعلمات في أول يوم لها كان بالمدرسة وهي بداية انطلاق لحلمها، كما تشكرك والديها لدعمها وتشجيعها وكل أصدقائها ومعلماتها وأشقائها.