عشية افتتاحه أضخم قمة للأمن النووي في واشنطن، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن حصول منظمات إرهابية على سلاح نووي يشكّل «التهديد الأكبر»، متوقعاً تحقيق «تقدم كبير» في تعاون الدول المشاركة لجمع المواد غير المحمية في هذا المجال. وقبل ساعات من افتتاح أكبر قمة تستضيفها الولاياتالمتحدة منذ تأسيس الأممالمتحدة عام 1945، (50 مشاركاً بينهم 6 دول عربية) أشار أوباما الى أن «التركيز الرئيس لهذه القمة النووية هو أن أكبر تهديد منفرد لأمن الولاياتالمتحدة، سواء على المدى القصير او المتوسط او البعيد، هو إمكان امتلاك منظمة إرهابية سلاحاً نووياً». وقال: «نعلم ان منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي وسلاح دمار شامل، ولن تشعر بوخز ضمير إزاء استخدامه. هذا أمر سيغيّر المشهد الأمني في هذه البلاد وحول العالم للسنوات المقبلة». وأعرب عن «ارتياحه الشديد في هذه المرحلة الى درجة الالتزام والحس بضرورة التحرك اللذين لاحظتهما لدى قادة العالم حتى الآن، حول هذه المسألة»، متوقعاً «إحراز تقدم كبير حول هذه المسألة». وقال ان قمة واشنطن «تستهدف في شكل أساسي وضع الأسرة الدولية على طريق السيطرة على المعدات النووية (غير الآمنة)، خلال مهلة محددة ووفق برنامج عمل محدد». وفيما لا يستحضر خبراء أي أمثلة حديثة عن حصول منظمات إرهابية على يورانيوم عالي التخصيب او بلوتونيوم يمكن استخدامهما في صنع قنبلة نووية بدائية، يشيرون الى وجود 18 حالة لسرقة مواد نووية او اختفائها منذ مطلع تسعينات القرن العشرين. وستركز القمة على مكافحة التهديد في المناطق المعرضة للاختراق من «القاعدة»، خصوصاً في شرق آسيا وجنوب أفريقيا. ويستهدف اوباما من القمة التي تستمر يومين، إقناع الدول المشاركة بالموافقة على تأمين المواد النووية المعرّضة للخطر في غضون 4 سنوات، واتخاذ خطوات محددة لشن حملة على التهريب النووي، وهذا ما كان خطط له حين شغر منصب سناتور في مجلس الشيوخ وقبل خوضه الانتخابات الرئاسية عام 2008. واستبق الرئيس الأميركي افتتاح القمة أمس، مجرياً لقاءات ثنائية مع رئيسي الوزراء الهندي منموهان سينغ والباكستاني يوسف رضا جيلاني ورئيسي كازاخستان نور سلطان نزارباييف وجنوب أفريقيا جاكوب زوما ورئيس نيجيريا بالوكالة غودلاك جوناثان. كما اجتمع أمس بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الصيني هو جينتاو والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل. ويسعى اوباما الى انتزاع تعهد من هو جينتاو بالموافقة على فرض عقوبات على إيران، بسبب برنامجها النووي. وأعلن البيت الأبيض ان جيلاني «اشار الى تأكيده بأن تأخذ باكستان الأمن النووي على محمل الجد، وأن لديها ضمانات مناسبة»، موضحاً أن اوباما لفت الى ان «العلاقة الاستراتيجية المتعددة الأوجه والطويلة الأمد بين البلدين تتجاوز المسائل الأمنية». وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيلتقي غداً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على هامش القمة. وقال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي إن أوباما وأردوغان سيناقشان «مجموعة مشاكل ملحة تعمل الولاياتالمتحدة وتركيا عليها في الوقت الراهن»، بينها «الوضع في العراق وأفغانستان» و «ضرورة احترام إيران التزاماتها» في المجال النووي. وأضاف أن المحادثات ستتناول أيضاً «تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا». ويأتي هذا اللقاء بعد أسبوع على عودة السفير التركي الى واشنطن نامق طان، والذي استُدعي الى أنقرة في الرابع من آذار (مارس) الماضي بعد تصويت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس على قرر يصف مجازر الأرمن بين العامين 1915 و1917 بأنها «إبادة». في غضون ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان «التهديد باندلاع حرب نووية تراجع، لكن التهديد بحصول عمل إرهابي نووي ارتفع». ونفت كلينتون أن يكون قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الامتناع عن حضور القمة، فاجأ واشنطن أو زاد تدهور العلاقات بين البلدين. وقالت لشبكة «إن بي سي»: «كلا البتة. ذلك قرار رئيس وزراء أو رئيس دولة. غوردون براون لن يأتي من بريطانيا، وكيفن راد لن يأتي من أوستراليا». وأضافت: «الأمر مشابه لإلغاء الرئيس أوباما رحلته إلى إندونيسيا وأوستراليا». وأشارت الى ان الإسرائيليين «يشاركوننا القلق العميق في شأن الإرهاب النووي. لدينا علاقة عميقة ووثيقة جداً مع إسرائيل تعود الى سنوات عدة. هذا لا يعني أننا سنتفق على كل شيء، نحن لا نتفق مع أي من أصدقائنا على كل شيء».