يرسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم (الأربعاء) خريطة طريق لخطط الدولة وسياستها على المستويين الداخلي والخارجي، في منعطف دقيق تشهده المنطقة الملتهبة بالأحداث - بحسب مراقبين - وذلك من خلال خطاب يلقيه اليوم تحت قبة مجلس الشورى، مدشناً السنة الرابعة من الدورة السادسة للمجلس. وعلى رغم أن الخطاب الذي درج ملوك السعودية على إلقائه منذ نشوء المجلس قبل 94 عاماً، هو عادة سنوية، إلا أنه أصبح حدثاً مرتقباً من السعوديين الذين يستشرفون من خلال قراءة ما بين سطوره مستقبل بلادهم، في ظل ما تشهده المنطقة من توترات أمنية وعسكرية، وإن كانت الأمور في البلاد مستقرة، بعد نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات استباقية إلى الخلايا الإرهابية، وكذلك نجاح التحالف العربي الذي قادته بلادهم في السيطرة على الوضع في الجارة الجنوبية اليمن. وتوّج ذلك بتشكيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والذي يضم 34 دولة إسلامية، وحظي بتأييد دولي واسع النطاق. (للمزيد) ويرسم الخطاب الملكي المنتظر خريطة طريق لخطط الدولة وسياستها على المستويات كافة، ومع التأكيدات المستمرة على النهج الذي وضعه الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإطلاقه لرؤيته السياسية في القمة الخليجية التي عقدت في الرياض الشهر الجاري، واتفق قادة دول مجلس التعاون على تبنيها وتطبيقها خلال ترؤس السعودية للدورة الحالية. وأوضح رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ أن «الخطاب الملكي السنوي لخادم الحرمين الشريفين تحت قبة مجلس الشورى شامل وجامع يحمل في مضامينه القضايا الوطنية والنهج التنموي الذي تتطلع إليه الدولة، وتسعى إلى تحقيقه في كل المجالات، في مسيرة تنموية شاملة ومتوازنة، تلبي حاجات المواطنين، وتحقق تطلعاتهم، كما يتضمن القضايا السياسية الإقليمية والدولية الراهنة، وموقف المملكة منها». وأنهى مجلس الشورى في السنة الثالثة من دورته السادسة التي انتهت في الثاني من شهر ربيع الأول الجاري درس ومناقشة 126 موضوعاً، أصدر في شأنها 126 قراراً تم رفعها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك خلال جلساته ال71. ولامست قرارات المجلس هموم وحاجات المواطن، وقام المجلس بدرس مشاريع الأنظمة والاتفاقات والمعاهدات الدولية، وتقارير أداء الأجهزة الحكومية، واستضافة المسؤولين وفق سياق يقوم على بحوث ودراسات ونقاش وتداول للرأي ووضع للمقترحات والتوصيات ومن ثم الخروج بالقرارات. إلى ذلك، انتقد أعضاء في مجلس الشورى خلال جلسة عقدوها أمس،تقرير الأداء السنوي لصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، وهاجموا عدم وجود تعريف واضح للعاطل عن العمل، متسائلين عن تغيير مصطلح العاطل بمصطلحات أخرى، ما أوجد تضارباً في نسب البطالة بين الجهات الحكومية، وقال إن «مصطلح عاطل ينطبق على من يمضي على تسجيله في حافز أربعة أسابيع». كما هاجموا افتقاد العدالة في توزيع فرص العمل جغرافياً بين المدن الكبيرة والصغيرة والقرى، محذرين من النتائج السلبية لاضطرار ابن القرية للعمل في المدينة.