الإعلام لديه ليس غاية، بل وسيلة ينقل من خلالها وبكل شفافية قضايا وهموم وطن منحه الكثير من الثقة، فقدم له عطاء يليق بحجم هذه الثقة. عبدالرحمن الحسين مقدم برنامج «نوافذ» على قناة الإخبارية، نجح وطوال مسيرته المهنية القصيرة نسبياً، في تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، متفوقاً بذلك على كثير من الفضائيات، التي تنثر بهرجتها الإعلانية والفنية في الساحة بسخاء. انطلاقته الأولى كانت من وراء المايكرفون في الإذاعة السعودية عبر برنامج «شبكة الأثير»، لينتقل بعدها للتلفزيون السعودي عام 1421ه لتقديم برنامج «حياكم» على القناة الأولى، فيحول وقت الذروة على الشاشة، من المساء إلى الظهيرة، وقت عرض برنامجه، ثم بعدها بعامين في1423ه ينتقل إلى القناة الرياضية ليقدم برنامج «شباب»، الذي يعد أول اعتراف حقيقي بحضور الشباب على الساحة الإعلامية، ومن أهم ما يحمله في ذاكرته عن هذا البرنامج أن «أحد الضيوف كان يستعرض تجربته، التي يبدو أنها لاقت قبولاً من مشاهدة فاضلة، فاتصلت وأبدت إعجابها بهذه التجربة، لأفاجأ بعد أكثر من شهر ببطاقة دعوة لحضور زفافهما، دون أن أعرف تفاصيل هذا الارتباط». عبدالرحمن يقول ل «الحياة»: «من أهم البرامج التي قدمتها برنامج همومنا أواخر عام 2008، تناولت فيه عبر 12 حلقة، قصصاً كثيرة حول الشباب الذين غرر بهم، بعد عودتهم إلى حضن الوطن، اتسم البرنامج بالكثير من الشفافية والصدقية، وهو ما جعل عدداً من الصحف المحلية ووكالات الأنباء الدولية، تترقّب بثه، وتنقل عنه، كمصدر رئيس للكثير من المعلومات، وعلى رغم تقديمه على التلفزيون السعودي، إلا أن أكثر من 12 قناة فضائية أخرى نقلته». وعند سؤاله عن أهم ما تلمسه في حواره مع هؤلاء الشباب خلف الكواليس، قال: «أهم ما تلمسته، هو ارتفاع إحساسهم بالأمان بعد عودتهم للوطن، الأمان المغلّف بكثير من الندم والحسرة، على انغماسهم في التطرف، وعدم قراءتهم للأحداث بشكل جيد». «الحسين» وبعد انتهائه من «همومنا»، قدم وما زال برنامج «نوافذ» على الإخبارية، الذي انطلق قبل أقل من سنة يقول عنه: «نرقص في نوافذ على الخطوط الحمراء، والمسكوت عنه في المجتمع، ونحظى بدعم المسؤولين في ذلك، وقدمت عبره حلقات مهمة، منها كشف زيف مطعم شهير، وقصص حول كفالة الأيتام، يمكن الرجوع لليوتيوب للاستماع إلى شهادة مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية، حول ارتفاع نسبة كفالة اليتيم بعد طرحنا لهذه القضية، وقصة العجوز الفقيرة، وغيرها من المواضيع التي لاقت استحساناً كبيراً من جميع المشاهدين»، ورداً على سؤال حول استثمار نجاحه في الانتقال للعمل في قناة أخرى، قال: «يهمني هنا أن أكشف حقيقة مهمة، وهي أن التلفزيون السعودي يحقق دوماً أعلى نسبة مشاهدة، على رغم أن بعض الفضائيات الأخرى، تستحضر شركات لقياس نسبة المشاهدين، للادعاء بعكس ذلك، وبأنها هي التي تحقق نسبة المشاهدة الأعلى، سعياً وراء استقطاب معلنين، لكن الحقيقة أن نتائج هذه الشركات توظف لمصلحة من يدفع أكثر، وأعلى نسبة مشاهدة هي للتلفزيون السعودي، وأنا أحد أبناء هذا التلفزيون، ولن أنتقل إلى أي مكان آخر، وقد رفضت في الفترة الأخيرة أكثر من 10 عروض، جميعها يسيل لها اللعاب، لكنني رفضتها، ولم أقبل حتى النقاش بشأنها». وحول ما حققه من نجاح وصل بنسبة مشاهدي إحدى فقرات برنامجه «نوافذ» على اليوتيوب إلى مليون مشاهد، يؤكد إنه كإعلامي يؤمن بأهمية الشفافية في الطرح، وأنه لن يسمح بأن تقضي عليه ما أسماها «شهوة الظهور الإعلامي»، وأنه يجتهد بشدة حتى يقدم مادة تليق بحجم الثقة الممنوحة له «يكفيني قول الأمير سلمان بن عبدالعزيز لي انني محل ثقة، وشكر الأمير محمد بن نايف لي بعد برنامج همومنا، وقول وزير الثقافة والإعلام: أنا أفتخر بك وببرنامجك، وهذه كلها شهادات تحملني مسؤولية، وتجعلني أضع نصب عيني، المشاركة مع زملاء في صناعة إعلام وطني حقيقي قائم على الصدق والشفافية، وليس التزييف». وإن كان «عبدالرحمن» لم يخف سخريته من محاولة بعض القنوات نقل برامجه، التي تلجأ إلى التضليل في عرضها بدلاً من «توضيح حال الشفافية التي يمر بها الإعلام السعودي الآن».