واصلت أمس القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة اليمنية تقدمها في جبال مديرية «نهم» واقتربت من أطراف الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء، كما أعلنت بدء المرحلة الثانية من عملية تحرير محافظة الجوف من قبضة مسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. وقتل عشرة على الأقل من مسلحي الحوثيين وقوات صالح في معارك منطقة نهم. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قبلية، أن القوات الموالية للحكومة شقت طريقها إلى صنعاء أمس لتصبح عند أقرب مسافة لها من العاصمة منذ أن استولى عليها الحوثيون في أيلول (سبتمبر) 2014. في هذا الوقت شدد الحوثيون إجراءات الأمن في العاصمة ونصبوا حواجز التفتيش بكثافة، كما دفعوا بمئات المقاتلين من أنصارهم إلى مناطق الحزام الأمني حول المدينة استعداداً للمعركة الفاصلة مع قوات المقاومة والجيش الوطني. ودان مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «عدم التزام الميليشيا الحوثية بعد إعلان وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام (...) وخرقهم للهدنة في أعمال لا تخدم المفاوضات الرامية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية». في غضون ذلك، قال مسؤول حكومي يمني إن وفد الشرعية تلقى تأكيدات وضمانات من الدول الراعية للمحادثات ومن الأممالمتحدة بأن يطلق الحوثيون وأتباع صالح معتقلين لديهم قبل استئناف جولة المحادثات المقبلة التي رجحت أنباء أن تعقد في إثيوبيا في منتصف الشهر المقبل. وأعلنت قيادة التحالف العربي أمس اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية. وذكرت الوكالة أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت فجر أمس صاروخاً معادياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان في جنوب السعودية. وقام سلاح الجو السعودي بتدمير منصة إطلاق الصاروخ في اليمن. والصاروخ هو الرابع على الأقل يطلقه الحوثيون وحلفاؤهم باتجاه السعودية منذ يوم الجمعة الماضي. وأفادت وكالة الأنباء السعودية عن مقتل ثلاثة أشخاص نتيجة سقوط صاروخ على نجران، بعد اعتراض صاروخ بالستي أطلق من اليمن وسقوط آخر في منطقة صحراوية شرق نجران. وفيما واصلت جماعة الحوثيين إطلاق الصواريخ باتجاه مأربوالجوف والأراضي السعودية، حاولت التهوين من شأن خسائرها العسكرية في الأيام الماضية، داعية أنصارها إلى «التصعيد العسكري». وهددت الجماعة في بيان لها بأنها ستلجأ إلى ما وصفته ب «الخيارات القاسية» خلال الساعات المقبلة، في حين أكد متحدث باسمها أن أكثر من 300 هدف داخل الأراضي السعودية باتت تحت مرمى صواريخ الجماعة، على حد زعمه. وأفادت مصادر المقاومة بأنها سيطرت أمس على مناطق إستراتيجية جديدة في منطقة نهم، شمال شرقي العاصمة، وأضافت أنها استولت على جبل «الدود» واقتربت من السيطرة على معسكر الحوثيين في منطقة فرضة نهم، بعد أن سيطرت سابقاً على مناطق «الخانق» وجبال «اللول والصلب». وأكد الناطق باسم المقاومة الشعبية في محافظة الجوف عبدالله الأشرف، «أن المرحلة الثانية من عملية تحرير المحافظة ستنطلق من المتون غرباً إلى «حرف سفيان»، ودعا أبناء المديريات المغرر بهم من قبل ميليشيات الحوثي إلى أن يحقنوا دماءهم وأن لا يحمّلوا أنفسهم ما لا طاقة لهم به». وفي تعز واصل مسلحو الجماعة والقوات الموالية لهم قصف الأحياء السكنية بالصواريخ والقذائف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين، في وقت استمرت المواجهات التي تقودها المقاومة والجيش الوطني في مناطق الوازعية والشريجة في الجبهتين الغربية والشرقية. على صعيد منفصل، تجمهر أمس جنود موالون للحكومة أمام قصر المعاشيق الرئاسي في مدينة عدن على خلفية المطالبة بمستحقات مالية وسط توتر مع حراس القصر.