قتل ستة جنود من بعثة حلف شمال الاطلسي في افغانستان امس، في عملية انتحارية نفذها عنصر من «طالبان» قرب كابول، كما أشارت حصيلة للهجوم صادرة عن مقر الحلف في أفغانستان. واستهدف الهجوم الذي شنّه انتحاري على دراجة نارية دورية مشتركة للجيش الافغاني والقوات الاجنبية ووقع قرب قاعدة بغرام الى شمال كابول وأدى الى «مقتل ستة جنود» لم تحدد جنسياتهم. وكان محمد عاصم حاكم ولاية بروان حيث قاعدة بغرام أشار في وقت سابق الى مقتل ثلاثة جنود أجانب في الهجوم، لكن الناطق باسم الحلف أكد ارتفاع الحصيلة. ويتعرض جنود الحلف الاطلسي في أفغانستان وعديدهم 13 ألفاً الذين بات دورهم يقتصر على مهمات التدريب والاستشارة، الى هجمات «طالبان» منذ سقوط نظامها في 2001 العام الذي اطلقت فيه الحركة تمردها. وأعلن المتمردون مسؤوليتهم عن هجوم أمس، وأكدوا انهم قتلوا «19 جندياً أميركياً». وغالباً ما تضخم حركة «طالبان» حصيلة هجماتها ضد القوات الاجنبية وقوات الامن الافغانية التي تشكل هي أيضاً هدفاً للمتمردين. من جهة أخرى، استخدم مسلحو تنظيم «داعش» في شرق أفغانستان موجات الإذاعة لتجنيد أعضاء جدد في إطار سعيهم لاكتساب قوة ليحلوا محل حركة «طالبان» ويكونوا القوة الأبرز بين المقاتلين الإسلاميين هناك. وزاد قلق المسؤولين من هذه البرامج التي تشجع الشبان على التجنيد في صفوف التنظيم. وإذا وجدت تلك البرامج آذاناً صاغية، يخشى المسؤولون أن تغذي حساً متنامياً باليأس بين كثيرين اعتادوا الحرب ويكافحون للعيش في مناخ اقتصادي متزايد الصعوبة. وقال أحمد علي حضرة رئيس المجلس الاقليمي في ننغرهار: «معظم السكان هنا بلا عمل وستشجع تلك الإذاعة الكثيرين على الانضمام لصفوفهم». وأضاف ان «داعش موجود على بعد سبعة كيلومترات من مدينة جلال آباد، واذا لم تتحرك الحكومة سريعاً فسيوسع التنظيم نطاق بثه الإذاعي وسيجند أفراداً حتى من كابول». ويُبث البرنامج اليومي بلغة البشتو ومدته 90 دقيقة ويحمل اسم «صوت الخلافة» ويشمل بشكل رئيسي مقابلات ورسائل وأناشيد عن «داعش». ويمكن سماعه في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان معقل «داعش». ويسيطر التنظيم المتشدد على عدة مناطق انتزعها من «طالبان» التي تحاول إعادة نظام حكمها الإسلامي المتشدد بعد إطاحتها في أعقاب الغزو العسكري الأميركي عام 2001. وفي البث الاذاعي، قال عضو في «داعش» إن تلك البرامج تهدف الى التصدي للصورة السلبية المأخوذة عن التنظيم التي عززتها التقارير حول ممارسته العنف بشكل متطرف. و»داعش» قوة جديدة نسبياً في أفغانستان وهناك جدل حول مدى نفوذه في البلاد وعدد قادته ومدى صلتهم عملياً بالجناح الرئيسي للتنظيم في العراق وسورية. وقال مسؤولو أمن أفغان إن العديد من أعضاء التنظيم في أفغانستان مقاتلون سابقون في «طالبان» اختلفوا مع القيادة الحالية أو يسعون لشكل أكثر تطرفاً من النشاط المسلح. وصرح قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأميركي جون كامبل الأسبوع الماضي، بأن هناك ما يراوح بين ألف وثلاثة آلاف عضو في «داعش» في أفغانستان. وقال إن نفوذ التنظيم سينتشر ما لم يتم التصدي له. وقال مسؤولون في ننغرهار إنهم لا يستطيعون منع البث لأن موقعه يتغير بشكل منتظم على ما يبدو. وقال الناطق باسم حاكم ننغرهار آية الله خوجياني: «إنهم يتنقلون من مكان لآخر وهذا يصعب الأمور علينا».