تصاعدت شكاوى المراجعين والكادر الطبي في مستشفى القطيف المركزي، من «نقص الأجهزة الطبية الضرورية»، مطالبين بإصلاح الأجهزة «العاطبة». ولفتوا إلى «حجم المعاناة التي تقع على كاهل المراجعين، بسبب غياب هذه الأجهزة، إضافة إلى تحويلهم إلى مستشفيات أخرى، لإتمام هذه الفحوص». وأبلغت مصادر «الحياة»، أن هناك «نقصاً ملاحظاً في عدد من الأجهزة الطبية المهمة في المستشفى، منها جهاز «البانوراما»، وهو جهاز الأشعة المخصص للكشف عن الأسنان، إضافة إلى جهاز كشف هشاشة العظام، وجهاز «الماموغرام» هو الجهاز المخصص للكشف عن أورام الثدي لدى النساء، الذي تم إصلاحه قبل فترة وجيزة، بعد أن كان المستشفى يعتمد على سيارات الكشف المبكر المتنقلة، للكشف عن سرطان الثدي». ويضطر المستشفى إلى تحويل المرضى ممن هم بحاجة إلى إجراء فحوص من خلال جهازي «البانوراما»، و»هشاشة العظام» إلى مستشفيات أخرى. على رغم أن هذه الأجهزة كانت موجودة في المستشفى، إلا أنها «تعطلت، ولم يتم إصلاحها»، بحسب عاملين في المستشفى، الذي يعد المستشفى المركزي الحكومي الوحيد في محافظة القطيف. وأكد طبيب عامل في المستشفى، أن «القطيف بحاجة إلى مستشفيات إضافية، لتلبية حاجتها السكانية المتزايدة من الخدمات الصحية»، مضيفاً أن «مصادر الأرقام للمصلحة العامة للإحصاء كشفت أن القطيف، وهي إحدى المحافظات من فئة «أ»، التي يفوق تعدادها 500 ألف نسمة، تتذيل الترتيب لناحية الطاقة السريرية، فسعة مستشفى القطيف المركزي لا تتجاوز ال360 سريراً، ما يعني أن السرير الواحد يخدم أكثر من 1370 شخصاً. وهذا يؤثر سلباً في مستوى الخدمة المقدمة في هذا المستشفى، من خلال تأخر مواعيد المرضى أو تعطل بعض الأجهزة الحيوية، بسبب زيادة ضغط العمل وغيرها ما ينعكس سلباً على الصحة في القطيف. وهذا ما لوحظ في الأعوام العشرة الأخيرة، من خلال تزايد أعداد المصابين بأمراض السرطان بشتى أنواعه، ومن جميع الفئات العمرية على مستوى المنطقة». وأضاف الطبيب، أن «التلوث الصناعي الناتج من المصانع الموجودة في المنطقة، وكذلك التلوث الإشعاعي الناتج من حرب الخليج، أهم سببين في تفشي أمراض السرطان في الشرقية. وفي تقرير سجِل الأورام السعودي الصادر من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أثبتت الأرقام أن الشرقية تحتل المرتبة الثانية من ناحية عدد الإصابات بأمراض السرطان بمختلف أنواعها، بمعدل 89.9 إصابة لكل 100 ألف نسمة. وتأتي بعد الرياض التي تسجل 91.9 إصابة بين كل 100 ألف نسمة». وكشف هذا التقرير أن «مرض سرطان الثدي يُعد أكثر أنواع الإمراض السرطانية التي تصيب النساء. وأن الشرقية احتلت المرتبة الأولى في عدد الإصابات بمعدل 22.6 إصابة لكل 100 ألف نسمة، متفوقة على الرياض التي سجلت 19.4 إصابة لكل 100 ألف نسمة»، موضحاً أنه «بعد كل هذه الأرقام المفزعة نسمع بين الحين والآخر بأن جهاز أشعة «ماموغرام»، المستخدم للكشف المبكر عن سرطان الثدي، في مستشفى القطيف المركزي خارج الخدمة». ويقع مستشفى القطيف المركزي على الطريق الرابط بين الجبيلوالدمام، ما يجعله أكثر مستشفيات الشرقية في استقبال الحوادث بشتى أنواعها. ومن المفارقات أن السعة السريرية لقسم العناية المركزة في المستشفى «لا تلبي حاجة المنطقة فضلاً عن استقبال حالات الإصابات الحرجة»، بحسب ممرض يعمل في قسم الطوارئ، لافتاً إلى أن هذا «النقص الشديد يترتب عليه تكدس الحالات الحرجة، التي تكون بحاجة لأجهزة التنفس في قسم الإسعاف، إلى حين توافر سرير في العناية المركزة، سواءً كان في المستشفى نفسه، أو مجمع الدمام الطبي، أو مستشفى الجبيل العام، أو أي مستشفى حكومي أو خاص، بحسب سياسة وزارة الصحة». ويتداول العاملون في المستشفى قصصاً عدة في هذا السياق. وقالت ممرضة: «كثيراً ما أتلقى اتصالات من أقارب وصديقات، يطلبون نقل مرضاهم من مستشفى القطيف المركزي إلى مجمع الدمام الطبي، بسبب عدم توافر سرير في العناية المركزة في القطيف»، مضيفة أنه «في كثير من الأحيان؛ يتعذر قبول المرضى، لتكدس المرضى في غرفة الطوارئ في المجمع». ودعا العاملون في المستشفى، وزارة الصحة إلى ضرورة «زيادة السعة السريرية، وتوفير الأجهزة الناقصة كافة، وتسخير الإمكانات لخدمة المرضى، لتلبي حاجة المواطنين، وذلك من خلال إجراء توسعة في المستشفى الحالي، وإنشاء مستشفى مركزي آخر، يحوي جميع التخصصات». وشددوا على ضرورة «تدعيم المحافظة بمراكز متخصصة للكشف المبكر عن السرطانات، منها سرطان الثدي والقولون والبروستات وعنق الرحم، وغيرها».